-

معلومات عن تاريخ المغرب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المغرب

تُعرَف المغرب رسميّاً باسم المملكة المغربيّة، وهي دولة عربيّة واقعة شمال غرب قارة أفريقيا، وتحديداً بين الجزائر، والصحراء الغربيّة، وتُطلُّ على المحيط الأطلسيّ من الغرب، والبحر الأبيض المُتوسِّط من الشمال، ومن الدُّول الواقعة أيضاً على حدود المغرب، دولة إسبانيا، ويَفصِل المغرب عن إسبانيا مضيق جبل طارق بنحو 13كم فقط، حيث يلتقي فيه البحر الأبيض المُتوسِّط مع المحيط الأطلسيّ، وتبلغ مساحة المغرب العربيّ نحو 446,550 كم2، منها 250 كم2 مساحة المُسطَّحات المائيّة، وتحتلّ المغرب المرتبة 59 بين دُوَل العالم من حيث المساحة.[1][2]

وعاصمة المغرب هي مدينة الرباط، التي تقع على المحيط الأطلسيّ عند مَصبّ نهر (أبو رقراق)، كما أنّها مركز اقتصاديّ، ووجهة سياحيّة مُهمّة للبلد، وبالرغم من كَونها العاصمة، إلّا أنّها لا تُعَدّ المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكّان في دولة المغرب،[3] حيث يبلغ عدد سكّان المغرب 33,986,655 نسمة، وِفقاً لتقديرات عام 2017م، ويتركَّز معظمهم على طول سواحل المحيط الأطلسيّ، والبحر الأبيض المُتوسِّط، وقد وُجِد أنّ كثيراً من التجمُّعات السكّانية واقعةٌ على سلسلة جبال الأطلس،[4] كما يتركَّز السكّان أيضاً بنسبة كبيرة في المناطق الريفيّة.[1]

ويتكوَّن سكّان المغرب بشكل أساسيّ من العرب والأمازيغ، حيث تمّ تقسيمه وِفقاً للّغة التي يتحدّثون بها،[1] وأغلب سكّان المغرب من المسلمين؛ إذ تُشكِّل نسبتهم 99% من إجماليّ السكّان،[4] والجدير بالذِّكر أنّ أكبر مدينة في المغرب هي الدار البيضاء، وفيها الميناء الرئيسيّ، ومن المُدُن الأخرى مدينة طنجة، الواقعة على مضيق جبل طارق، وأغادير المُطِلّة على المحيط الأطلسيّ، والحسيمة المُطِلّة على البحر الأبيض المُتوسِّط، إضافة إلى مدينة فاس التي تشتمل على أفضل الأسواق في شمال أفريقيا.[5]

تاريخ المغرب

يعود تاريخ المغرب إلى نحو 1000 عام قَبل الميلاد، حيث سيطر الفينيقيّون على المنطقة، ومن ثمّ تعاقَبت عليها حضارات أخرى مُتعدِّدة، مثل: حضارة الفاندال، والقُوط الغربيّين، والبيزنطيّين، والرومان الذين حكموها خلال القرن الخامس الميلاديّ، ومن ثمّ سَيطر العرب على المنطقة في عام 681م بشكل جزئيّ، وفي عام 705م سيطروا عليها بشكلٍ كامل،[6] وقد ظهرت على أرض المغرب العديد من الدُّول، وحكمته العديد من الأُسَر الحاكمة منذ أن دخلَها الإسلام، حيث تمّ فَتْح بلاد المغرب الأقصى على يد عقبة بن نافع سنة 62هـ، أي 681م، إلّا أنّ هذا الفَتح لم يكن بشكلٍ كامل، أمّا فَتْح المغرب بشكلٍ كامل فقد كان سنة 88هـ، أي 707م على يد موسى بن نصير، واستمرّ حتى عام 172هـ، أي 788م خاضعاً لحُكّام تابعين لِوُلاة القيروان،[7] أمّا الدُّول التي ظهرت في المغرب فهي كالآتي:

دولة الأدارسة

ظهرت دولة الأدارسة سنة 788م، واستمرّت إلى عام 974م، ومُؤسِّسها هو إدريس بن عبدالله، وتَذكر مصادر التاريخ أنّه بعد أن نجا من واقعة (فخ)، لجأ إلى المغرب الأقصى، وهناك اجتمعت معه بعض القبائل، فاتَّحد معها، وأسّس إمارة شيعيّة لها كيانها المُستقِلّ عن القيروان سنة 788م، ويُعتبَر ابنه إدريس الثاني المُؤسِّس الحقيقيّ لدولة الأدارسة، التي كانت عاصمتها آنذاك هي مدينة فاس، وقد تعرَّضت دولة الأدارسة إلى الانقسام أكثر من مرّة، وبقيت مُنقسِمة إلى أن استولى الفاطميّون على المغرب الأقصى في عام 921م، أمّا الجبال المُحاذِية لمدينة طنجة، فقد تمّ القضاء على ما بقيَ فيها من الأدارسة على يد الأُمويّين.[7]

دولة المرابطين

ظهرت دولة المُرابِطين منذ عام 1056م واستمرّت إلى عام 1147م، حيث نشأت نتيجة لحركة إصلاح دينيّ ظهرت في جنوب صحراء المغرب، على يد يحيى بن إبراهيم الجدالي، وبزعامة عبدالله بن ياسين الجزوليّ، الذي أطلق اسم المُرابِطين على أتباعه، وتعاقَب على حُكْم المُرابِطين العديد من القادة، حتى وصلت القيادة إلى ابن تاشفين، وأبي بكر عام 1056م، وقد حاول كلٌّ منهما تجنُّب وقوع الخلاف بينهما ما أمكن؛ فاتَّجه أبو بكر نحو الجنوب، في حين اتّجه ابن تاشفين نحو الشمال، وبنى مدينة مراكش في عام 1062م، ومن الجدير بالذِّكر أنّ دولة المرابطين مرَّت بالعديد من المراحل، إلى أن اهتزَّت على يد المُوحِّدين الذين سيطروا على العاصمة، وقضَوا على الدولة، بعد أن قتلوا آخر أمرائها، وهو إسحاق بن علي بن يوسف.[7]

دولة المُوحِّدين

ظهرت دولة المُوحِّدين عام 1147م، وانتهت عام 1269م، على يد محمد بن تومرت، الذي طُرِد من دولة المُرابِطين عندما أعلن معارضَته لهم، وتوجّه حينها إلى جبل درن جنوب المغرب الأقصى، وحينها ادّعى أنّه المهديّ، وأنّ نَسَبَه يمتدُّ إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ودعا إلى مذهب التوحيد، وقد مرّت دولة المُوحِّدين بمراحل قوّة، ومراحل ضعف، إلّا أنّ توحيد المغرب الأقصى من الجانب الغربيّ قد تمّ على يد أحد قادتها، حتى أصبحت مراكش من أكبر العواصم الإسلاميّة، وبدأ انحلال الدولة في بداية القرن الثالث عشر الميلاديّ، عندما هُزِم الخليفة الناصر في موقعة العقاب، وتبعَتها خسائر المُوحِّدين إلى أن انتهَت دولتهم، بعد أن كانت دولةً لها نشاطُها التجاريّ، والاقتصاديّ، والعلميّ، والمعماريّ.[7]

الدولة المرينيّة

ظهر بنو مرين عندما تمكَّن أبو محمد عبد الحق بن محيو من هزيمة المُوحِّدين في عام 1216م، وفي عام 1269م تشكَّلت الدولة المرينيّة على يد السُّلطان المنصور، الذي قضى على المُوحِّدين نهائيّاً، وسيطرَ على مراكش، حيث حاول بنو مرين أن يبسطوا نفوذَهم على شاكلة دولة المُوحِّدين، إلّا أنّهم فَشِلوا في ذلك، علماً بأنّ محاولات المرينيّين توالت؛ للسيطرة على المغرب الأقصى، حتى هُزِموا على يد الوطاسيّين في عام 1471م، ولم تَعُد لهم سيطرة إلّا على مدينة مراكش، كما استعانوا بالغزاة البرتغاليّين على الوطاسيّين، حتى أخذ البرتغاليّون ببَسْط سيطرتهم على المغرب الأقصى، فسَيطروا على ساحل السوس، وساحل البريجة، وبَنَوا حِصناً بالقُرب من مدينة أغادير الحاليّة، ولم يتخلَّص المغرب الأقصى من سَيطرة البرتغال إلّا بعد ظهور الدولة السعديّة، والجدير بالذِّكر أنّ الدولة المرينيّة انتهت رسميّاً في عام 1465م.[7]

دولة الأشراف السعديّين

ينتمي الأشراف السعديّون إلى أسرة شريفة، حيث يتَّصل نَسَبهم إلى محمد النفس الزكيّة من أبناء الحسين بن عليّ رضي الله عنهما، وقد ظهروا عندما آلت المغرب إلى يد البرتغال، والإسبان، حيث أخذوا على عاتِقِهم إنقاذ المغرب منهم، وذلك عندما فَشِل الوطاسيّون في الحفاظ على مكانتهم، إذ طلب أهل السوس من محمد القائم بأمر الله السعديّ أن يتولّى قيادتهم في الحركة الجهاديّة، كما اعترَفَ به آل وطاس، آملين أن يقدِّم لهم المساعدة، وقد نجح السعديّون في تحقيق انتصارات عديدة على البرتغاليّين والإسبان، وطَرْدهم من الجنوب ومن الشمال، كما بَسَط السعديّون نفوذَهم على المغرب الأقصى، حتى وصلوا إلى حَوض السنغال، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أكثر العهود السعديّة ازدهاراً كان عهد المنصور، وقد ظهرَت الألاعيب، والمُنافَسات، والتحالُفات حتى كانت نهاية الأسرة السعديّة في مُنتصَف القرن السابع عشر الميلاديّ، ويمكن القول بأنّ الأسرة السعديّة انتهت تحديداً في عام 1613م.[7]

دولة الأشراف العلويّين

ظهر العلويّون عام 1641م، وكان ظهورهم على يد محمد بن محمد الشريف، الذي غزا مدينة فاس، ولكنّه سرعان ما خرج منها مهزوماً، وبعد أن قُتِل في عام 1665م، تمَّت مُبايَعة أخيه الرشيد الذي كان قد خَرج عليه، واستولى الرشيد على مدينة فاس ومراكش، وبَسَط نفوذَه، ويُعَدُّ الرشيد المُؤسِّس الفعليّ للدولة العلويّة، كما أنّ العلويّين نجحوا في استرداد الأراضي المغربيّة ومنها طنجة من الإنجليز، وما بَقيَ بحوزة الإسبان من الموانئ، إذ لم يبقَ بِيَد الإسبان إلّا سبتة، ومليلة، ولم يبقَ بِيَد البرتغال إلّا مزغان.[7]

والجدير بالذِّكر أنّه في عَهد الدولة العلويّة بدأت المعاهدات مع دُول أوروبا، كإسبانيا، وفرنسا، وفي عام 1836م قدَّم السُّلطان عبد الرحمن سليمان امتيازات لرعايا الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، كما عَقد معاهدةً مع بريطانيا في عام 1856م، وكان للعلويّين علاقة مع العثمانيّين، وبالرّغم من أنّ العلاقة كانت مُتوتِّرة في بعض الأحيان، إلّا أنّها انطَوَت على تُعاون الدولتين ضدّ إسبانيا، حيث كان العثمانيّون مُهتمِّين باعتراف حُكّام المغرب بالسيادة الاسميّة لهم، وقد تحسَّنت العلاقات تماماً بين الدولتين في عهد محمد بن عبد الله الذي وثَّق العلاقات مع الدولة العثمانيّة، ودُول المشرق العربيّ الإسلاميّ.[7]

استعمار المغرب

ظهرت الأطماع الاستعماريّة الفرنسيّة في المغرب بعد أن احتلَّت فرنسا الجزائر، فبعد أن استسلم السُّلطان عبد الرحمن لمطالب فرنسا فيما يتعلَّق بالامتيازات التجاريّة، وفيما يتعلَّق بالحدود، استمرَّت فرنسا بالضَّغط على المغرب إلى أن احتلَّته،[7] ففي عام 1912م غَزَت كلٌّ من إسبانيا وفرنسا المغرب، واحتلّوه، وتمّ تقسيمه بعد ذلك إلى عِدّة أجزاء، فكان النصيب الأكبر منها لفرنسا، وقد احتلَّت فرنسا المغرب لدوافع عِدّة، أهمّها: حماية الجزائر التي كانت إحدى مُستعمراتِها، والرغبة في السيطرة على ثرواتها، كالزنك، والمنغنيز، والملح، والحديد، وغيرها من الثروات التي يتمتَّع بها المغرب، والتي تجعلُ منه مطمعاً للدُّول الأخرى، حيث كانت العائدات من هذه الثروات تذهب لتمويل فرنسا، إضافة إلى جزء تحصل عليه إسبانيا أيضاً، وكان من مظاهر استعمار فرنسا للمغرب أنّها فرضَت على المغاربة القتال إلى جانب الجيش الفرنسيّ، كما أنّها أبقَت السُّلطان حاكماً للمغرب بشكل صوريّ فقط، أي أنّه حاكم تحت إشرافها.[8]

استقلال المغرب

بدأ المغاربة بالتمرُّد على الحُكْم الفرنسيّ منذ أن وَطِئت أقدام الفرنسيّين البلاد، إلّا أنّ الحكومة الفرنسيّة كانت تستمِرّ في قَمع واضطهاد الشعب المغربيّ، حتى إنّ الأوضاع المعيشيّة للمغاربة كانت سيّئة جداً، وقد قُتل العديد منهم في الثورات التي نشأت ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، وفي عام 1944م أنشأ المغاربة حزب الاستقلال، وبدأ الفرنسيّون بمُمارَسة العُنف ضدّ المغاربة، واعتقالهم، وإطلاق النيران عليهم، كما نَفَت محمد الخامس إلى مدغشقر، واستمرّت المُواجهة العسكريّة العنيفة بين المغاربة والفرنسيّين من 19 آب/اغسطس عام 1955م إلى 5 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، حيث قُتِل نحو 1000 شخص خلال هذه المُواجهة، ثمّ في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1955م وافقت فرنسا على مَنْح المغاربة استقلالهم، وبالفعل تمّ الإعلان عن الاستقلال رسميّاً في 2 آذار/مارس من عام 1956م.[8][9]

المراجع

  1. ^ أ ب ت مجموعة من العلماء والباحثين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض-المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 501، جزء 23(مدريد- مكتب العتقاء). بتصرّف.
  2. ↑ " Geography, MOROCCO", www.cia.gov, Retrieved 2018-6-6. Edited.
  3. ↑ Amber Pariona (2017-4-25), "What Is The Capital Of Morocco?"، www.worldatlas.com, Retrieved 2018-6-6. Edited.
  4. ^ أ ب "People and Society ,MOROCCO", www.cia.gov, Retrieved 2018-6-6. Edited.
  5. ↑ Nevill Barbour, Will D. Swearingen, L. Carl Brown ,and others (2018-5-22), "Morocco"، www.britannica.com. Edited.
  6. ↑ "Morocco Map", www.mapsofworld.com, Retrieved 2018-6-7. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ مجموعة من العلماء والباحثين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض-المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 527-524، جزء 23(مدريد- مكتب العتقاء). بتصرّف.
  8. ^ أ ب Olivia Wardlaw (2015-11-28), "The Colonization of Morocco"، www.prezi.com, Retrieved 2018-6-7. Edited.
  9. ↑ " French Morocco (1912-1956)", www.uca.edu, Retrieved 2018-6-7. Edited.