الأسنان فإنّهم أهل بيت الرجل فالعليا هم الرجال من أهل البيت والسفلى هم النساء فالناب سيد بيته والثنية اليمنى الأب والثنية اليسرى العم وإن لم يكونا فأخوان أو ابنان فإن لم يكونا فصديقان شقيقان والرباعية ابن العم والضواحك الأخوال والخالات ومن يقوم مقامهم في النصح والأضراس الأجداد والبنون الصغار والثنية السفلى اليمنى الأم واليسرى العمة فإن لم يكونا فأُختان أو ابنتان أو من يقوم مقامهما والرباعية السفلى بنات العم وبنات العمات والناب السفلى سيدة أهل بيتها والضواحك السفلى بنات الخال والخالة والأضراس السفلى الأبعدون من أهل بيت الرجل من النساء والبنات الصغار.[1]
حركة بعض الأسنان دليل على ما هو تأويله في المرض وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لايعود إليه فإن أصابه بعد ما فقده فإنّه يرجع وتآكله دليل على بلاء يصيب من ينتسب إليه واصطكاك الأسنان دليل على جدال بين أهل بيته فإن رأى في أسنانه قلحاً فهو عيب بأهل بيته يرجع إليه ونتن الأسنان قبح الثناء على أهل البيت وكلال الأسنان ضعف حال أهل بيته وتنقية الأسنان ن القلوحة يدل على بذل المال في نفي الهموم عنهم وبياض الأسنان وطولها وجمالها زيادة قوة ومال وجاه لأهل البيت فإن رأى كأنه نبت مع ثنيته مثلها فإن أهل بيته يزيدون فإن كأنّ النابت معها يضرها كان الزائد في أهل البيت عاراً ووبالاً عليه فإن رأى كأنه قلع أسنانه دلت رؤياه على قطع رحمه أو ينفق ماله على كره منه.[1]
قيل من رأى أسنانه العليا سقطت في يده فهو مال يصير إليه فإن رآها سقطت في حجره فهو ابن لقوله تعالى (ويكلم الناس في المهد) يعني في الحجر فإن رآها سقطت إلى الأرض فهي الموت فإن رأى كأنّه أمسك الساقط من أسنانه فلم يدفنه فإنّه يستفيد بدل من هو مثله في الشفقة والنصيحة وكذلك التأويل في سائر الأعضاء إذا أصابتها آفة فلم يدفنها فإن رأى كأنه نبت في قلبه أسنان دل على موته وقيل أنّ سقوط الأسنان يدل على عائق يعوقه فيما يريده وقيل هو دليل على قضاء الديون.[1]
قيل من رأى أسنانه تكسر فإنه يقضي دينه قليلاً قليلاً فإن تساقطت أسنانه بلا وجع يدل على أعمال تبطل فإن رأى كأنها تسقط مع وجع دل على ذهاب شئ مما في منزله ومقاديم الأسنان إذا سقطت منعت من أن يفعل الإنسان شيئاً مما يعمل بالكلام والقول فإن كان مع ذلك وجع أو خروج دم أو لحم فإنّ ذلك يبطل أو يفسد الأمر الذي يراد وأما الأصحاء والأحرار والمسافرون إذ سقطت جميع أسنانهم دل على مرض طويل ووقوع في السبيل من غير أن يموتوا وذلك أنّ الإنسان لا يمكنه أن ينال الغذاء القوي بلا أسنان لكنه يستعمل الإحساء والعصارات وإنّما لا يموتون لأنّ الموتى لا تسقط أسنانهم والشئ الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محمود في المرضى. وإن تساقطت أسنانهم جميعاً فإنّه يدل على سرعة نجاتهم من المرض وأما التجار والمسافرون فيدل على خفة حملهم وخاصة إن رأى أنّ تلك الأسنان تتحرك فإن رأى كأن بعض أسنانه قد طال وازداد عظماً دل على جدال وخصومة في منزل ومن كانت أسنانه سوداً متآكلة معوجة فرأى سقوطها فإنه ينجو من جميع الشدائد فإن رأى كأن أسنانه تسقط وهو يأخذ بيده أو بلحيته وفي حجره فذلك يدل على أن أولاده تنقطع فلا يولد له وما يلد فلا يبقى ولا يتربى.[1]
تعددت دلالات سقوط الأسنان في المنام لدى النابلسي، ومن هذه الدلالات ما يلي:[2]
(ومن رأى) أن أسنانه انكسرت فإنه يموت أحد أقاربه أو أصدقائه وربما دلت على مرض وموت من ذلك المرض وقيل ينبغي أن يجعل الفم بمنزلة سكان المنزل فما كان من الأسنان في الناحية اليمنى فهو يدل على ذكور وما كان في اليسرى يدل على الإناث في جميع الناس وأسنان الناحية اليمنى تدل على المسنين من الرجال والنساء وأسنان الناحية اليسرى على الأحداث منهم ومقاديم الأسنان تدل على الصبيان والأنياب تدل على الصنف منه والأضراس الطواحين تدل على المسنين منهم.
رأى الإنسان قد سقط منه بعض هذه الأسنان فإن ذلك يدل على هلاك من دل عليه ذلك السن والأسنان تدل على أمور الإنسان وتدبيراته والأضراس منها تدل على الأمور المستورة الخفية والأنياب على ما ليس بظاهر لأكثر الناس والمقاديم من الإنسان على الأمور الظاهرة وعلى ما يفعل بالقول والكلام وإن رأى أن أسنانه تكسرت فإنه يقضي دينه قليلاً قليلاً وإن رأى أن بعض أسنانه قد طال وازداد عظماً فإن ذلك يدل على تجاذب وخصومة تقع في منزله.
من كانت أسنانه متآكلة معوجة فرأى سقوطها فإنه ينجو من جميع الشدائد والشر وإن رأى أن أسنانه من ذهب فذلك محمود لأصحاب الكلام ودليل لسائر الناس على حريق يقع في منازلهم أو مرض من كثرة المرار الأصفر الذي يقال له اليرقان وإن رأى أن أسنانه من زجاج أو خشب فإن ذلك يدل على موت يقهره وإن رآها من فضة فهو دليل ضرر وخسران من سبب كلام يناله في ماله فإن سقطت مقاديم أسنانه ونبت مكانها غيرها فهو دليل تغيير جميع تدابيره في أموره وإن رأى أنه يرمي أسنانه بلسانه فسدت أمور أهل بيته المستوية بكلام يتكلم فيه وإن رأى أن نابه انصدع مات ابنه والأسنان تدل على العشيرة والأقربين والأبعدين فما كان منها يلي العينين فهو رجال وما يلي الجبين فهن نساء ومن عالج شيئاً من أسنانه فقلعها أو قلعها غيره بكره عليه دل على غرم ماله أو قلع بعض أقاربه وإن رأى في موضع القلع دودة أو دودتين أو أكثر فإنه أولاد يخلفها.
الأسنان فِي التَّأْوِيل فهم أهل الْبَيْت والقرائب فاما الأعالي فرجال وَأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بَيته أَو من يُنَاسِبه وَقيل إِن الناب الْأَعْلَى الْأَيْمن صبي يقوم مقَام أَبِيه والأيسر دونه وَقيل الْأَيْمن عَم والأيسر خَال وَقيل عمر صَاحب الرُّؤْيَا وَأما الثنايا الْفَوْقِيَّة فاليمنى أَب واليسرى عَم وَقد يكون أخان أَو عمان يقوم مقامهما وَغَيرهمَا فِي النصح والشفقة والرباعيات السُّفْلى ابْن عَم أَو عمَّة أَو بَنَات اخوات وَقيل الضواحك الاخوان وبنوهم وَقيل الْخَال وَالْخَالَة وَبِالْجُمْلَةِ إِن رأى مَا يشين الْأَسْنَان فَإِن كَانُوا من الأعالي عبروا بِالرِّجَالِ وَإِن كَانُوا من الأسافل عبروا بِالنسَاء وَقَالَ بعض المعبرين: الثنايا السُّفْلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ بِجَانِب شَيْء من ذَاك نَظِيره فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِمَّن نسب إِلَيْهِ من الْمَذْكُورين أَو مِمَّن يقوم مقَامه واستياك الْإِنْسَان دَلِيل على وُقُوع جِدَال بَين أهل بَيته.[3]
(وَمن رأى) أَن فِي أَسْنَانه فلجاً فَهُوَ عيب أهل بَيته يرجع إِلَيْهِ وَرُبمَا دلّ ذَلِك على زِيَادَة الْحسن لِأَنَّهُ مستحسن عِنْد النَّاس وَقيل فلج الْأَسْنَان ثَنَاء جميل على بَيته وكلال الْأَسْنَان كلال حَال وَضعف، ونقاء الْأَسْنَان يدل على بذل مَال فِي نفي الهموم وَبَيَاض الْأَسْنَان وطولها وكمالها زِيَادَة قُوَّة وجاه وَإِن رأى أَنه نبت لَهُ سنّ وَهُوَ يؤلمه كَانَ ضرا أَو بلَاء وَإِن رأى أَن أحدا يقْلع أَسْنَانه يدل على أَنه يقطع رَحمَه أَو ينْفق مَاله على كره مِنْهُ وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن رأى أَن سنه وَقع فِي الأَرْض فَتَلقاهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد فَإِن لم يتلقه دلّ على موت أحد من أَقَاربه (وَمن رأى) أَسْنَانه ممزوجة فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود جداً.
(وَمن رأى) أَن أَسْنَانه أَو شَيْئا مِنْهَا قد زَاد فِي الطول فَهُوَ جيد ومحمود وَإِن نَقَصُوا أَو صغروا فضد ذَلِك قَالَ بعض المعبرين: صغر الْأَسْنَان يدل على الْحسن وكبرها يدل على الْبشَارَة وَقَالَ السالمي: إِن رأى أَن شَيْئا من أَسْنَانه سقط إِلَى حجره أَو صره فِي ثَوْبه أَو وَقعت فِي يَده فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: فاما وضع حَامِل أَو استفادة مَال (وَمن رأى) بِأَسْنَانِهِ عَيْبا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه هم وحزن وافلاس وَمَوْت وقرابة وَضعف همه.
(وَمن رأى) أَن جَمِيع أَسْنَانه سَقَطت وَذَهَبت فَإِنَّهُ يؤول على خَمْسَة أوجه: موت جَمِيع أَقَاربه وَطول عمره وَذَهَاب مَاله وعيشة رَدِيئَة وَرُبمَا يَمُوت وَإِن سَقَطت فِي حجره أَو يَده أَو فِيمَا يحصل بِهِ حفظ فتؤول على عشرَة أوجه: حُصُول مَال وَكَثْرَة نسل واجتماع اقاربه بمَكَان وَهدم بِئْر لَهُ ووفاء دُيُون وَذَهَاب مَال فِي مصلحَة ومضي ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة من عمره وحياة مُدَّة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَغرم ثَلَاثِينَ درهما إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا على حسب الْمَنَام واذهاب مَال فِي نَفَقَة ويستفيد غَيره.
(وَمن رأى) أَنه عدم أَسْنَانه ويتعذر عَلَيْهِ أكله فَإِنَّهُ فقر وحاجة (وَمن رأى) أَنه ينقي أَسْنَانه بخلال أَو نَحوه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود. (وَقَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه يؤلمه وعالجه فَفعله فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَن أَسْنَانه قلعت ثمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَانهَا فَإِنَّهَا يحصل لَهُ تنافر من اقاربه ثمَّ يعودون لما كَانُوا عَلَيْهِ
من دلالات سقوط الأسنان في الحلم لدى ابن الغانم:[4]