تفسير حلم ضياع الحذاء
ضياع الحذاء في المنام
يقول ابن شاهين: من رأى أنّ أحداً سل نعله ثم فقده ووجده بعده وشق ذلك عليه فإنه يلتمس مالاً بمشقة ثم يناله، ومن رأى أنّه ضاع أو وقع في بئر أو غلب عليه فإن امرأة من أهله يقع بينه وبينها هجران ثم يعودان إلى حالهما الأول، ومن رأى أن نعله انتزع منه انتزاعاً أو احترق أو انقطع فإنّه يقيم عن سفره على كره والمراد بالنعلين ما يلبس في الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم ونحو ذلك وقيل الزرموزة السوداء تؤول بأنها امرأة محتشمة من الأغنياء.[1].
ويقول ابن سيرين: إن رأى كأنّ نعله ضلت أو وقعت في الماء، فإنّ امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم، وإن رأى رجلاً سرق نعله فلبسها فإنّ رجلاً يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك، وسأل رجل ابن سيرين، فقال: رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة، فقال: تلتمس مالاً ثم تجده بعد المشقة، وقيل إن المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى.[2]
ويفسّر النابلسي ضياع الحذاء في المنام بقوله: من رأى نعله وقع في ماء وضاع فإن زوجته تموت فإن وجده أو أخرجه من الماء فإنها تفيق من مرضها بعد أن تشرف على الهلاك، ومن رأى أنّه خلع نعله فإنه يلي ولاية لقوله تعالى: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)،[3] فنال بعد ذلك الولاية والنصر على فرعون وقومه، ومن رأى نعليه فقدا ربما سرق حماره أو دابته، ومن وقع نعله ذمّ حال زوجته، والنعل المشتركة بنت، وإن رأى أنّه لبس نعلاً مشعرة جديدة محذوة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكراً وإن مشى بها في محلته وطىء امرأة وإن مشى قاصداً في طريق فإنه يحج أو يسافر سفراً في بر وإن انقطع شسع نعله أو شراكها برئ من كفالة.[4]
رؤية النعل في المنام
يقول ابن شاهين: أمّا النعال فهي عديدة وتعبيرها على أوجه: أما النعل التي هي للسفر فلبسها سفر والتي للحضر امرأة، ومن رأى أنّه لبس خفين محدوتين فمشى بهما في طريق قاصداً فإنّه يسافر، وإن انقطع شيء منهما أو ضعف فإنّه يقيم في سفره بطيب نفس منه، ومن رأى أنّه لبس نعلين ولا يمشي بهما فإنه يطأ امرأة أو جارية، وإن كان النعلان جديدين فيؤولان ببكر، ومن رأى أنه أعطى نعلاً فأحرزها في ثوب أو وعاء فإنه يحرز امرأة أو جارية، وإن كانت مقطعة فإنها ثيب، ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلعت إحداهما عن رجله ومشى بنعل واحد فإن ذلك فراق أخ أو أخت أو شريك على ظهر بسفر أو يموت أو يطلق زوجته أو يبيع خادمه أو يموت أحدهم، وربما دل على قرب أجله بعد انقضاء عام واحد، ومن رأى أن نعله انتزع منه انتزاعاً أو احترق أو انقطع فإنّه يقيم عن سفره على كره والمراد بالنعلين ما يلبس في الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم ونحو ذلك، وقيل الزرموزة السوداء تؤول بامرأة محتشمة من الأغنياء.[5]
ويقول ابن سيرين: أمّا النعلين: المحذوة منها إذا مشى فيها طريق وسفر، فإن انقطع شسعها أقام من سفر، فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه وتكون إرادته في سفره حسب لون نعله، فإن كانت سواء كان طالب مال وسؤدد، وإن كانت حمراء كان لطلب سرور، وإن كانت خضراء كان لدين، وإن كانت صفراء كان لمرض وهم، وإن رأى أنّه ملك نعلاً ولم يمش فيها ملك امرأة، فإن لبسها وطئ المرأة، فإن كانت غير محذوة كانت عذراء، وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل، وإن رأى أنّه يمشي في نعلين، فانخلعت إحداهما عن رجله فارق أخاً له أو شريكاً، ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر، فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها.[2]
لبس الخفّ في المنام
يقول ابن غنّام: الخف في الرؤيا سفر في بحر، ومن لبس خفاً جديداً فهو له وقاية من المكاره وإن كان معه سلاح فهو من الأعداء، والخف الضيق هم وضيق أو مطالبة بدين، وربما كان الخف قيداً لمن لبسه وليس الخف مع الطيلسان زيادة في الجاه وسعة في الدنيا، وقيل الخف في إقبال الشتاء خير وفي إدباره همّ، ومن رأى خفاً ولم يلبسه نال مالاً من الأعاجم، ومن رأى ضاع له خف عتيق زال عنه هم الدين، ومن وقع خفه في بئر أو احترق ماتت امرأته لأنه من اللباس، قال الله تعالى: ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)،[6] ومن وثب على خفه ذئب أو بغل فإنّه فاسق يتبع امرأته، والخف يعبر بالماشية، لما روي عن ابن سيرين أنّه أتاه رجل فقال رأيت في المنام كأن أحد خفي قد احترق فقال ابن سيرين: لك ماشية بالعجم وقد تلف نصفها فكان كذلك من سيل ذهب بنصف ماشيته.[7]
ويقول ابن سيرين: أمّا لبس الخفين: فيدلّ على سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة، والخفّ الجديد نجاة من المكاره ووقاية من المال، وإذا لم يكن معه سلاح فهو همّ شديد وضيقه أقوى في الهمّ، وقيل الخفّ الضيق دين وحبس وقيد، وإن كان واسعاً، فإنه هم من جهة المال، وإن كان جديداً هو منسوب إلى الوقاية فهو أجود لصاحبه، وإن كان خلقاً فهو أضعف للوقاية، وإن كان منسوباً إلى الهم فما كان أحكم فهو أبعد من الفرج، وإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش، والخف في الشتاء خير وفي الصيف همّ، وإن رأى خفاً ولم يلبسه، فإنه ينال مالاً من قوم عجم وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة، وإن كان منسوباً إلى الهمّ والديون كان فرجاً ونجاة منهما، ولبس الخفّ الساذج يدلّ على التزوج ببكر، فإن كان تحت قدمه متخرقاً دلّ على التزويج بثيب، فإن ضاع أو قطع طلق امرأته، فإن باع الخفّ ماتت المرأة.[2]
المراجع
- ↑ خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات ، بيروت: دار الفكر، صفحة 766.
- ^ أ ب ت محمد بن سيرين، "الكسوات واختلاف ألوانها وأجناسها"، تفسير الأحلام لابن سيرين.
- ↑ سورة طه، آية: 12.
- ↑ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام ، بيروت: دار الفكر، صفحة 360.
- ↑ خليل ابن شاهين الظاهري، "النعال- رؤيا النعال"، تفسير الأحلام لابن شاهين.
- ↑ سورة البقرة، آية: 187.
- ↑ إبراهيم بن يحيى بن غنام، تعبير الرؤيا (مخطوط) ، الأردن: صورة مخطوطة - مكتبة الجامعة الأردنية، صفحة 79.