-

تفسير حلم البكاء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

رؤية البكاء في المنام عند ابن سيرين

أما التأويل بالضد والمقلوب فقولهم في البكاء إنه فرح وفي الضحك أنه حزن، وأما تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان فكقولهم في البكاء إنه فرح فإنه كان معه رنة كان مصيبة وفي الضحك إنه حزن فإن كان تبسماً كان صالحاً.[1]

أما البكاء فسرور وخفقان القلب ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج، ومن رأى الدمع على وجهه من غير بكاء فإنّه يطعن في نسبه وينفذ فيه القول، والبكاء خير من الضحك إلا تبسماً.[1]

تفسير رؤية البكاء على الميت في المنام

من رأى ميتاً معروفاً مات مرة أُخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنّه يتزوجٍ من عقبه إنسان ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم وقيل من رأى ميتاً مات موتا جديداً فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنّه قد مات مرة ثانية فإن رأى كأنه قد مات ولم يرى هيئة الأموات ولا جهازهم فإنّه ينهدم من داره جدار أو بيت فإن كانت الرؤيا بحالها ورأى كأنّه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته فإنّه لا يعاد بناء ما انهدم إلا إذا صار في يد غيره.[1]

تفسير رؤية النياحة والبكاء في المنام

أما النياحة فمن رأى كأنّ موضعاً يناح فيه وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه وقيل أن تأويل النوح الزمر وتأويل الزمر النوح وأما البكاء فحكي عن ابن سيرين أنه قال البكاء في المنام قوة عين وإذا اقترن بالبكاء والنوح الرقص لم يحمد فإن رأى كأنه مات إنسان يعرفه وهو ينوح عليه ويعلن الرنة فإنّه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتاً أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع.[1]

إن رأى كأنهم ينوحون على من قد مات ويمزقون ثيابهم وينفضون التراب على رؤوسهم فإنّ ذلك الوالي يجور في سلطانه فإن رأى كأن الوالي مات وهم يبكون خلف جنازته من غير صياح فإنّهم يرون من ذلك الوالي سروراً.[1]

رؤية البكاء في المنام عند النابلسي

قد يكون التأويل بالضد والمقلوب، كقولهم في البكاء إنه فرح، البكاء إذا كان في المنام بصراخ أو لطم أو بكاء أو شق جيب ربما دل على ذلك وإن كان البكاء من خشية الله تعالى أو لسماع قرآن أو من ندم على ذنب فإنه في المنام دليل على الفرج والسرور وزوال الهموم والأنكاد وهو دال على الخشية ويدل على نزول القطر لمن احتبس عنه وهو محتاج إليه، وبكاء في ذلك الموضع فإن امتلأ ماء ولم يفض فلا بأس أن يكفي خير ذلك وشره.[2]

البكاء هو في المنام للمعهود من سكن أو آدمي يدل على بقاء ما هو عليه وعلى طول العمر وربما دل على الزيادة في التوحيد أن ذكر الله تعالى أو سبح أو هلل لأن ذلك أكثر ما يقال عند رؤية المعالم والآثار وإن لطم وجهه أو بكى بكاءً شديداً دل على الأنكاد والهموم ممن دل ذلك الأثر عليه.[2]

رؤية البكاء في المنام عند ابن شاهين

تفسير رؤية البكاء من غير صراخ

أما الْبكاء فَمن رأى أَنه يبكي بِغَيْر صُرَاخ فَإِنَّهُ فرج من هم وغم وَمن رأى أَنه يبكي بصراخ فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة لأهل ذَلِك الْمَكَان، وَمن رأى أَنه تَدْمَع عَيناهُ بِغَيْر بكاء فَإِنَّهُ ظفر بمراده، وَمن رأى أَنه يبكي وَلم يخرج من عينه دمع فَلَيْسَ بمحمود وَإِن جرى مَكَان الدمع دم فَإِنَّهُ يدل على النَّدَم على أَمر قد فَاتَ مِنْهُ وَيَتُوب.[3]

تفسير رؤية البكاء على إنسان

قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: الْبكاء وقرة عين فَمن رأى أَنه يبكي على إنسان يعرفهُ وَقد مَاتَ وَمَعَ الْبكاء نوح فَإِنَّهُ يَقع كَمَا يُرَاد فِي عقبه مُصِيبَة من موت أَو هم أَو تشنيع فَإِن رأى كَأَن النَّاس ينوحون على وَال قد مَاتَ وتمزق ثِيَابهمْ وينفضون التُّرَاب على رؤوسهم فَإِن ذَلِك الْوَالِي يجور فِي سُلْطَان وَإِن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وهم يَبْكُونَ خلف جنَازَته من غير نوح فانهم يرَوْنَ من ذَلِك الْوَالِي سُرُورًا.[3]

قَالَ الْكرْمَانِي: منأى كَأَنَّهُ يبكي فَإِنَّهُ بفرح فَرحاً شَدِيداً وَإِن كَانَ الْبكاء بصراخ فَإِنَّهُ يدل على مُصِيبَة تصيبه، وَمن رأى أَن عينه مَمْلُوءَة بالدمع وَلم يخرج فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال حَلَال وَأما الدمع مَعَ الْبَارِد فَفرج من غم والحار ضِدّه وَإِن جرى دمع عينه الْيُمْنَى فَدخل فِي الْيُسْرَى فَإِنَّهُ ينْكح ابْنَته أَو ابْنه ينْكح ابْنَته، من رأى أَنه يبكي ثمَّ يضْحك بعده دلّ على قرب أَجله لقَوْله تَعَالَى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى).[4][3]

قَالَ بعض المعبرين: أحب الْبكاء فِي النّوم مَا لم يكن فِيهِ صُرَاخ وَقد جربت ذَلِك نيفا عَن ألف مرّة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيراً وفرحاً وسروراً وَأما الضحك فَإِنَّهُ هم وغم فَإِن كَانَ بقهقهة كَانَ أَزِيد لقَوْله تَعَالَى: (فَليَضحَكوا قَليلًا وَليَبكوا كَثيرًا)،[5] وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه يضْحك مُتَبَسِّمًا فَإِنَّهُ بِشَارَة حُصُول مُرَاد لقَوْله تَعَالَى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)[6] .[3]

من رأى أَنه يضْحك مُتَبَسِّمًا فَإِنَّهُ بِشَارَة بِغُلَام لقَوْله تَعَالَى: (فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ)،[7] وَأما الغمز فَمن رأى أَنه يغمز أَو أحدا يغمزه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: أَمر مخفي واستهزاء وَقَضَاء حَاجَة.[3]

رؤية البكاء في المنام عند ابن شاهين

الْبكاء فِي الْمَنَام: فَرح إِذا لم يكن مَعَه رنة أَو صُرَاخ عَال وَإِن كَانَ مَعَه ذَلِك فَإِنَّهُ هم وحزن، والبكاء من خشيَة الله تدل على النجَاة من عَذَاب النَّار والبكاء يدل على زَوَال الْهم وَالْمَيِّت إِذا بَكَى فَهُوَ نادم على مَا سلف من ذنُوبه وَرُبمَا كَانَ عتابا بَين محبين يشكوان حزناً وهجراً.[8]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج محمد بن سيرين (1359هـ-1940م)، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 19-20،106-107،343،349،، جزء الأول .
  2. ^ أ ب عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي (1143هـ)، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 7،28،31،42، الجزء الأول.
  3. ^ أ ب ت ث ج خليل بن شاهين الظاهري (873هـ)، الإشارات في علم العبارات، بيروت: دار الفكر، صفحة 672-673، الجزء الأول.
  4. ↑ سورة النجم، آية: 43.
  5. ↑ سورة التوبة، آية: 82.
  6. ↑ سورة النمل، آية: 19.
  7. ↑ سورة هود، آية: 71.
  8. ↑ إبراهيم بن يحيى بن غنام ((779هـ ))، تعبير الرؤيا (مخطوط)، عمان: مكتبة الجامعة الأردنية، صفحة 39، جزء الاول.