تفسير رب المشرقين ورب المغربين
تفسير رب المشرقين ورب المغربين
قال تعالى في سورة الرحمن: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ)،[1] والمقصود من المشرقين والمغربين في الآية الكريمة أنّ للشمس مشرق ومغرب في الصيف يختلف عن مشرقها وغربها في الشتاء، ذلك أنّ الشمس في فصل الشتاء تتحرك باتجاه الشمال، بينما نراها تتحرك في فصل الصيف باتجاه الجنوب، وبالتالي وبسبب حركة الشمس هذه يختلف مشرقها وغربها في فصل الشتاء عن مشرقها ومغربها في فصل الصيف، ولذلك جاء المشرقان والمغربان بصيغة المثنى، وقال العلامة ابن عثيمين أنّ الله تعالى قد نص على اختلاف المشرقين والمغربين لما في ذلك من دلالة على تمام قدرته وعظمته سبحانه في الكون حيث لا يستطيع أحد غير الله أن يأتي بالشمس من مشرق إلى آخر، أو مغرب إلى آخر، كما أنّ في هذا الاختلاف مصالح عظيمة للخلق،[2] وذكر الطبري في أضواء البيان أنّ ما عليه جمهور المفسرين أنّ المشرقين هما مشرقي الشمس في الشتاء والصيف، والمغربين هما مغربي الشمس في الشتاء والصيف، وذكر قولاً آخر في معنى هذه الآية وأنّ المقصود بها مشرقي الشمس والقمر، ومغربهما.[3]
ذكر المشرق والمغرب بصيغة المفرد والجمع
جاء ذكر المشرق والمغرب في كتاب الله بصيغ أخرى غير التثينة وهي المفرد والجمع ولا خلاف أو تعارض بينها، فقد تكلم العلامة الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[4] وذكر قولا لابن عباس أنّ للشمس ثلاثمائة وستون مشرقاً وغرباً على عدد أيام السنة، ففي كل يوم تشرق الشمس وتغرب من مكان، ولا يتكرر هذا اليوم في موعده إلا في السنة التالية، وقال ابن كثير أن المقصود منها جنس المشارق والمغارب، وأما قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ)،[5] فقد جاء أيضاً في تفسير ابن كثير أنّ المقصود منها اختلاف مطالع الشمس وتنقلها كل يوم.[6]
مشارق الأرض ومغاربها والعلم الحديث
تكلم الدكتور يحيى المحجري في تفسير المشارق والمغارب في القرآن الكريم، مؤكداً على صحة تفسير العلماء قديماً لذلك، حيث قال بأنّ اختلاف المشارق والمغارب يكون بسبب إتمام الأرض لحركة دورانها حول الشمس كل ثلائمائة وخمسة وستون يوماً، وهذا يعني أنّ الشمس تشرق وتغرب كل يوم من مكان مختلف، وهذا يسبب وجود المشارق والمغارب على عدد أيام السنة، وأنّ الاختلاف والتباين يكون أكثر وضوحاً في فصلي الشتاء والصيف.[6]
المراجع
- ↑ سورة سورة الرحمن، آية: 17.
- ↑ "تفسير قوله تعالى رب المشرقين ورب المغربين "، الإسلام سؤال وجواب ، 2015-7-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. بتصرّف.
- ↑ ابن جرير الطبري (1995)، أضواء البيان في أيضاح القرآن بالقرآن ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر ، صفحة 305، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة البقرة، آية: 115.
- ↑ سورة سورة المعارج، آية: 40.
- ^ أ ب "تفسير قوله تعالى رب المشرقين ورب المغربين "، إسلام ويب، 2001-9-26، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. بتصرّف.