-

تعريف بالكاتب محمود تيمور

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

دور الأدب في المجتمع

يُعتبر الأدب من أهم أساليب التعبير عن الحياة التي تدور حولنا، فما هو إلا انعكاس لما يعيشه الأديب وما يجري حوله من أحداث، وأوساط ومجتمعات، وشخصيات. والأدب مرآة تعكس واقع المجتمع وصفاته، وينشأ من حياة الفرد وما يدور فيها من أحداث، فإن لم تكن كذلك فما هي إلا صورة مزيفة من محض خياله ليس لها إلى قلب القارئ من سبيل. ومن أهم الخصائص التي يجب على الأديب أن يتحلى بها من، وجهة نظر الكاتب محمود تيمور:[1]

  • نفوذ البصيرة.
  • رقة المشاعر والإحساس، وتذوق الجمال.
  • يقظة الوجدان صفاء الروح.
  • التحلي بالنزعة الإنسانية.

تعريف بالكاتب محمود تيمور

هو محمود أحمد تيمور، شيخ القصة العربية، وُلد في أسرة اشتهرت بحبها وعشقها للأدب والعلم وخدمة العلم، والده العلامة أحمد تيمور كرّس حياته وماله لخدمة التراث والأدب العربي، فترك إرثاً عظيماً للأدباء والعلماء من بعده، وهي المكتبة التيمورية والتي لا زالت موجودة إلى يومنا هذا قائمةً في دار الكتب المصرية، وعمته الشاعرة عائشة التيمورية والتي سطع نجمها في زمن خلت فيه الأديبات والمبدعات من النساء، أما شقيقه فهو الأديب والكاتب المسرحي محمد تيمور.[2]

وُلد الكاتب محمود تيمور في 16 حزيران من عام 1894م في قرية درب السعادة في القاهرة. قضى محمود تيمور طفولته في هذه القرية واختلط بأهلها وجالسهم واستمع إلى أحاديثهم ولعب مع أطفالهم، ثم انتقل مع أسرته إلى ضاحية عين شمس في الريف، ثم ما لبث أن عاد إلى حي الحلمية في القاهرة، وهو حي عُرف عن ساكنيه أنهم من العلماء وأصحاب الجاه والموظفين، أما محمود تيمور فقد كان يقصد الريف ليقضي فيه إجازاته الصيفية، فعاشر فيه الفلاحين وألف حياتهم وجلساتهم. هذه الحياة التي قضاها محمود تيمور في البيئات المتنوعة التي عاشها بين الريف والمدينة، أكسبته حساً بالوطنية، وقربته من الحياة الشعبية، وكان لهذه الخبرة دوراً كبيراً في أدبه حيث نهل من بحرها ما استطاع ليكون لنفسه ينبوعاً يروي منه كتاباته ومؤلفاته.[2]

حياة محمود تيمور الدراسية

بالنسبة لحياة محمود تيمور الدراسية فقد التحق بالمدارس المصرية في المرحلة الابتدائية، ثم التحق بمدرسة الزراعة العليا في المرحلة الثانوية، ولكن سرعان ما اضطر إلى ترك الدراسة بسبب مرض التيفوئيد الذي فاجأه في بداية دراسته في مدرسة الزراعة العليا، وكان سبباً لانقطاعه عن الدراسة. وفي فترة مرضه وجد محمود تيمور في القراءة والمطالعة ما يشغل به وقت فراغه ويقلل من آلامه ويقضي به على ملله، فتفرّغ لدراسة الأدب العربي والآداب العالمية، وكان ذلك بتشجيع من والده وشقيقه محمد تيمور، كما وجهه شقيقه وشجعه لقراءة كتاب (حديث عيسى بن هشام) للمويلحي، وقصة (زينة) للكاتب هيكل، إلى جانب الكتب والروايات التي قرأها محمود تيمور للكثير من الكتاب والأدباء الأجانب، كما تأثر محمود تيمور بالأديب الفرنسي موباسان والأديبين الروسيين تشيكوف وتورجنيف.[3]

بداية محمود تيمور الأدبية

حرص محمود تيمور على حضور الندوات الأدبية والتي كانت تقام في منزل والده، وكانت هذه الندوات تضم العديد من الأدباء، والعلماء، والشعراء، مثل الشيخ محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، والشاعر محمود سامي البارودي، وغيرهم الكثير من رجالات الأدب، والعلماء، والشعراء. أما عن بداية محمود تيمور الأدبية فكانت عام 1925م وذلك عندما نشر مجموعته القصصية الأولى والتي كانت بعنوان (الشيخ جمعة) والتي كان قد كتبها باللهجة العامية ثم بعد ذلك قام بتعديلها إلى اللغة الفصحى لأنها الأكثر انتشاراً، كما قام بتعديل بعض عناوين القصص فيها مثل قصة (أبو علي عامل الأرتيست) والتي عدّل عنوانها إلى (أبو علي الفنان)، أما مجموعته القصصية الثاني فكانت عام 1926م وكانت بعنوان (عم متولي)، ثم تلتها (سيد عبيط)، ثم (حواء الخالدة)، والعديد من مؤلفات محمود تيمور والتي بلغت الستين كتاباً، منها القصة، والرواية، والقصص المسرحية، والدراسات اللغوية، وغيرها الكثير من الفنون التي برع فيها الكاتب محمود تيمور، وقد تمت ترجمة أعمال الكاتب محمود تيمور إلى عدة لغات أجنبية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية.[4]

المكانة الأدبية للكاتب محمود تيمور

بلغ محمود تيمور مكانة أدبية عظيمة فها هو الأديب طه حسين يقول ((فإذا قيل إنك أديب مصري ففي ذلك غض منك، وإذا قيل إنك أديب عربي، ففي ذلك تقصير في ذاتك، وإنك لتوفى حقك إذا قيل أنك أديب عالمي، بأدق معاني الكلمة، وأوسعها، وأعمقها، ولا أكاد أصدق أن كاتباً مصرياً- لم يكن شأنه- قد وصل إلى الجماهير المثقفة، وغير المثقفة، كما وصلت أنت إليها؛ فلا تكاد تكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب- حتى يصل إلى قلوبهم، كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله)).[2]

ولما له من مكانة عظيمة في الأدب حاز محمود تيمور على الكثير من الجوائز والأوسمة منها:[2]

  • في 5 نيسان من عام 1947م احتفل أعضاء مجمع الخالدين بدار الجمعية الجغرافية بتتويج محمود تيمور احتفالاً بإنتاجه القصص باللغة العربية الفصحى، ثم تم اختياره من قبل أعضاء المجمع ليصبح عضواً في المجمع عام 1949م.
  • في عام 1950م حصل على جائزة الأدب عن كتابيه (إحسان لله) و(كل عام وأنتم بخير).
  • في عام 1951م حصل على جائزة أحسن كتاب شرقي ترجم إلى الفرنسية.
  • في عام 1962م حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
  • في عام 1963م تم منحه وسام العلوم والفنون تكريماً لأدبه وفنه.
  • في عام 1962م تم اختياره من قبل المجمع العراقي، والمجمع اللغوي المجري عضواً فيهما، كما قامت كل من مدرسة اللغات في روسيا موسكو، وجامعة بودابست بالمجر بالاحتفال بمولده في العام نفسه.

وفاة الكاتب محمود تيمور

في يوم 25 آب من عام 1973 توفي الكاتب الأديب محمود تيمور في مدينة لوزان بسويسرا عن عمر ناهز 79 عاماً.[4]

المراجع

  1. ↑ محمود تيمور، اتجاهات الأدب العربي في السنين المائة الأخيرة، الحليمة الجديدة: المطبعة النموذجية، صفحة 188. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث فتحي الإبياري (1995)، مجموعة محمود تيمور (الطبعة الأولى)، القاهرة: الشركة العالمية المصرية للنشر، صفحة 11-17،18،13. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الرحمن شلش (20/3/2018)، "محمود تيمور الأديب لا يموت"، www.archive.sakhrit.co، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب إبراهيم خليل إبراهيم (20-3-2018)، "محمود تيمور"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2018. بتصرّف.