من الحُبّ ما هو مباح لا يملك الإنسان فيه سلطة على قلبه، ومنه ما هو حرام، فيكون حرامًا إن قام في أصله على علاقة محرمة يفعلها المرء باختياره، أما ما وقع في القلب دون أن يكون للمرء يدٌ في ذلك، ولم يقرنه بما هو محرم فإنه حبٌّ يعذر فيه صاحبه، والأفعال التي يمكن أن تقترن بالحب فيصبح بها حرامًا هي تعمُّد النظر، والمراسلة،[١] ثمّ اللمس، والتقبيل، وقد يتطور ذلك إلى العلاقة الجنسيّة المحرمة.[٢]
أعطى الإسلام للحبّ معنى واسعًا جدًا، فلم يحصره في الميل بين الذكر والأنثى، إنّما جاوزه إلى حُبّ العبد لله تعالى، وحُبّ الدين والصراط المستقيم، وحُبّ المرء لإخوانه من المؤمين الذين يلتقي وإياهم في عدد كبير من القواسم المشتركة، وحُبّ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي جاءنا من عند الله بالدين القويم، وحبّ المرء لأسرته وأهله التي جعل الله بينه وبينها من المودة والرحمة الشيء الكثير، كما يحب المؤمن لقاء الله، ويعرف هذه الحُبّ بالحُبّ في الله، ويقابله الحُبّ مع الله، أي أن يشرك العبد مع الله حُبّ أعدائه، وحُبّ المصالح والمآرب والأهواء.[٣] قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ).[٤]
للحُبّ الذي يكون بين شخصين ثلاثة أنواع هي:[٢]