-

هل فيتامين د يسمن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فيتامين د

يعتبر فيتامين د أو كما يُطلق عليه أحياناً فيتامين الشمس من الفيتامينات الذائبة في الدهون التي تشمل الفيتامينات د1 ود2 ود3، وينتج في البشرة عند تعرضها لأشعة الشمس بشكل طبيعي، ويمكن الحصول عليه من خلال بعض الأطعمة والمكمّلات الغذائيّة لضمان مستويات كافية منه بالدم، ومن الجدير بالذكر أنّ فيتامين د يمتلك العديد من الوظائف المهمة، مثل: تنظيم امتصاص الكالسيوم، والفسفور، والمساعدة على أداء جهاز المناعة لوظائفه بشكل طبيعي، كما أنّه مهم للنمو وتكوّن العظام والأسنان، بالإضافة إلى تحسين مقاومة بعض الأمراض.[1]

العلاقة بين نقص فيتامين د والسمنة

يُعتبر الأشخاص الذين يعانون من السمنة من الأشخاص الأكثر عرضة لنقص فيتامين د، حيث إنّ الدّهون الزائدة في الجسم تحجز فيتامين د في الأنسجة الدهنية بدلاً من وصوله إلى الدورة الدموية لاستخدامه،[2] ولكن فيتامين د لا يمتلك تأثيراً مؤكداً في الوزن، فقد يؤثر على كتلة الدهون، وتوزيعها، حيث أُجريت دراسة عشوائية تضم 445 بالغاً يعانون من فرط الوزن والسمنة، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات؛ حيث تلقت المجموعة الأولى 20,000 وحدة دولية من فيتامين د بواقع مرتين أسبوعياً، والمجموعة الثانية استهلكت 20,000 وحدة دولية أسبوعياً بالإضافة إلى دواء وهمي مرّة أسبوعياً، وتلقت المجموعة الثالثة دواء وهمياً بمعدل مرتين أسبوعياً لمدة 12 شهراً، ولوحظ ارتفاع تراكيز فيتامين د في المجموعتين الأولى والثانية بشكل ملحوظ، ولكنّ ذلك لم يحدث في المجموعة الثالثة، ولا يوجد فرق بين المجموعات الثلاث في تغير الوزن، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ متوسط تراكيز فيتامين د كان يزيد عن 50 نانومولاً/لتر في بداية الدراسة، ممّا يقلّل بشكل كبير من تأثير هذه النتائج، ومع ذلك فإنّ الأدلة لم تكتمل، وما تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث.[3]

كما قام باحثون في دراسة أخرى بتحليل بيانات أكثر من 12,000 من الأطفال والمراهقين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6-18 عاماً. ووجد أنّ حوالي 21% من الأطفال الذين يمتلكون وزناً صحياً يعانون من نقص فيتامين د، وينطبق ذلك على 29% من الذين يعانون من زيادة الوزن، ويرتفع ليصل إلى 34% من الذين يعانون من السمنة، و49% من الذين يعانون من السمنة المفرطة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معدلات نقص فيتامين د أعلى بين الأطفال من الأصول اللاتينية والأمريكيين الأفارقة الذين يعانون من السمنة الشديدة على الرغم من الأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل، مثل: استهلاك مكمّلات فيتامين د، ومقدار الحليب المُدعّم بفيتامين د، وعلى الرغم من أن فيتامين د قد لا يساعد وحده على إنقاص الوزن، إلّا أن زيادة كميّته في الجسم يمكن أن تعزز عملية إنقاص الوزن مع التحسين من الصحة العامة، ويُوصى من يريدون إنقاص الوزن بتناول مكمّلات فيتامين د مع اتّباع نظام صحي، وممارسة التمارين بشكل منتظم.[4][5]

أسباب نقص فيتامين د

  • الأشخاص ذوو البشرة الداكنة: حيث وُجد أنّ صبغة الميلانين تقلل من قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د عند تعرضه لأشعة الشمس؛ وبالتالي فإنّ هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى زيادة التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشرة للحصول على حاجتهم، أو تناول مكمّلات فيتامين د.
  • مرضى الكلى: حيث يتحول فيتامين د إلى شكله النشط في الكليتين، لذلك إن كان هناك ضعف في وظائف الكلى فلا يمكن للجسم استخدام الفيتامين بالطريقة المناسبة بالرغم من تناول مصادر غنية بفيتامين د، وامتصاصه.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي: حيث تحدّ هذه الحالات من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د من الطعام أو تمنعه عن ذلك، ومن هذه الحالات: أمراض الأمعاء الالتهابية كالتهاب القولون التقرحي، أو داء كرون، وغيرها من الالتهابات، واضطرابات سوء الامتصاص، والتليف الكيسي.
  • الأشخاص الذين يقل تعرضهم لأشعة الشمس: وذلك بالنسبة للأشخاص الذي يبتعدون عن خط الاستواء ولذا لا يمكن الاعتماد على الشمس على مدار العام كمصدر لفيتامين د، وخاصة خلال أشهر الشتاء؛ إذ إنّ أشعة الشمس لا تكون بالطول الموجي اللازم لإنتاج فيتامين د في الجلد، وتجدر الإشارة أنّ ذلك لا ينطبق في حال كان الشخص يعيش في منطقة دافئة ومشرقة معظم السنة.
  • الرضع الذين تغذوا على الرضاعة الطبيعية الصرفة: حيث إنّ حليب الأم يحتوي على القليل من فيتامين د لذلك يحتاج الرضّع في هذه الحالة إلى ما لا يقل عن 400 وحدة دولية من مكمّلات فيتامين د، ويمكن العثور عليها على شكل سائل في الصيدليّات.
  • النساء الحوامل و المرضعات: فغالباً ما تكون النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للخطر بسبب التغييرات التي تحدث في عمليات الأيض لتكوّن الرّضيع وتغذيته، وتشير بعض الدراسات إلى أنّ انخفاض نسبة فيتامين د في الحمل يُمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة ومقدمات ارتعاج الحمل.
  • الأشخاص الذين يعانون من حساسية منتجات الألبان: حيث يُوصى بتجنب استهلاك جميع أشكال منتجات الألبان، التي تُعدّ المصدر الرئيس للكالسيوم وفيتامين د، واستهلاك مكملات هذين المصدرين من قِبل البالغين والأطفال للاستفادة منها، بالإضافة إلى استهلاك المشروبات المدعّمة بهما.
  • الأشخاص الذين يتبعون الحمية النباتية والحمية الشعبية الرائجة: (بالإنجليزية: Fad diet)، حيث وُجد أنّ العديد من هذه الأنظمة الغذائية تقتضي تجنب تناول مجموعات الطعام التي تحتوي على فيتامين د كالحليب.

علاج نقص فيتامين د

تعتمد كمية مكمّلات فيتامين د لعلاج نقص هذا الفيتامين على شدة النقص وحالة الشخص الطبية، والوقت من السنة؛ فاذا كان الشخص يعاني من نقص فيتامين د وهو على مشارف أشهر فصل الشتاء فستكون كمية المكمّلات المطلوبة لذلك أكثر بقليل مقارنة مع أشهر فصل الصيف، وتُقدّم فرقة عمل جمعية الغدد الصماء التوصيات اللازمة لعلاج نقص فيتامين د لكل من الفئات الآتية:[6]

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-18 عاماً: حيث يتمثل علاج نقص فيتامين د لهذه الفئة باستهلاك 2000 وحدة دولية في اليوم من فيتامين د3 لمدة ستة أسابيع كحد أدنى، أو 50,000 وحدة دولية مرة واحدة في الأسبوع لمدة ستة أسابيع على الأقل للوصول لمستوى يزيد عن 30 نانوغراماً/مليليتر في الدم من الفيتامين.
  • الأشخاص البالغون: حيث يُوصى باستهلاكهم لـ50,000 وحدة دولية من فيتامين د3 مرة واحد أسبوعيّاً لمدة ثمانية أسابيع أو ما يُعادل 6000 وحدة دولية من فيتامين د3 يوميّاً لتحقيق مستويات تساوي 30 نانوغراماً من الفيتامين في الدم أو تزيد عن ذلك.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة: بالإضافة للمرضى الذين يعانون من متلازمة سوء الامتصاص، والمرضى الذين يتناولون الأدوية التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي لفيتامين د، حيث يكون علاجهم بجرعة أعلى بضعفين أو 3 أضعاف من 6000-10,000 وحدة دولية لكل يوم من فيتامين د كحد أدنى؛ وذلك لضمان الوصول إلى مستويات تزيد عن 30 نانوغراماً/مليليتر، كما أنّ هناك تغيراً كبيراً في كمية المكمّلات المطلوبة بناءً على وزن الجسم ومستوى مصل الدم في البداية.

المراجع

  1. ↑ Debra Wilson (13-11-2017), "The Benefits of Vitamin D"، www.healthline.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Angela Lemond (29-1-2018), "Are You at Risk for Vitamin D Deficiency? Everything You Need to Know"، www.everydayhealth.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.
  3. ↑ Simon Vanlint (20-3-2013), "Vitamin D and Obesity"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  4. ↑ Rita Rubin, "Low Vitamin D More Common in Overweight Kids"، www.webmd.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  5. ↑ Cathy Wong (1-7-2018), "Vitamin D for Weight Loss"، www.verywellfit.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  6. ↑ Betty Harbolic, "Vitamin D Deficiency"، www.medicinenet.com, Retrieved 29-1-2019. Edited.
  7. ↑ فيديو للعلاقة بين نقص فيتامين د والسمنة.