الإسلام في كوسوفو
تقع كوسوفو في يوغوسلافيا السابقة في شبه جزيرة البلقان في أوروبا، وهي زاوية بعيدة من جنوب شرق أوروبا، وتعد كوسوفو واحدة من أكثر الدول غرابة في العالم، حيث أن معظم مواطنيها مسلمون وهو أمر غريب في أوروبا، وسنتحدث في هذا المقال عن وصول الإسلام إلى هذه الدولة، وطبيعة المسلمين فيها.
كانت الأرثوذكسية الشرقية هي العقيدة السائدة في كوسوفو في العصور الوسطى عندما كانت المنطقة مركز إمبراطورية صربية، وفي القرن الثالث عشر تم تأسيس (الألبانية) بصفتها رئيس أساقفة صربي أرثوذكسي، أما في القرن الرابع عشر تم تحولها إلى بطريركية مستقلة.
وصل الإسلام مع سيطرة الأتراك العثمانيين على المنطقة منذ منتصف القرن الخامس عشر لأكثر من أربعة قرون، وعندها فإن الكثير من السكان أصبحوا مسلمين، لكن المنطقة احتفظت بتراثها الأرثوذكسي، وهذا يفسر عدم وجود توتر ديني خلال معظم الفترة العثمانية، حيث أن المسلمين فيها عاشوا بتسامح كبير مع المسيحيين واحترام لديانات بعضهم البعض.
تشكل نسبة المسلمين في كوسوفو 95.6 بالمئة، ويعد ما يقارب 90 في المائة من السكان البالغ عددهم مليوني نسمة من أصل ألباني، و7 في المائة من الصرب، وتبلغ نسبة الكاثوليك من الألبان حوالي 3 في المائة، والباقي مسلمون، أما الصرب فجميعهم مسيحيون أرثوذوكس.
نشأت الحروب والتوترات في كوسفو بسبب التوترات العرقية وليس التوترات الدينية، حيث أن هذه المعارك لم تكن بين مسلمين ومسيحيين، ولكن بين ألبان وصرب، وعلى الرغم من أنّ معظم الألبان مسلمون وجميع الصرب مسيحيون أرثوذكس إلا أن المسلمين الألبان يتفقون في كوسوفو مع الألبان الكاثوليك، كما أنهم كانوا يقاتلون جنبًا إلى جنب في التوترات والمعارك.
يوجد في كوسوفو العديد من المساجد، كما يتم ممارسة عبادة الصيام على نطاق واسع، وتنتشر الطقوس الإسلامية في رمضان في جميع أرجاء كوسفو، وتسود أجواء التسامح بين المسلمين وغيرهم في كافة أنحاء البلاد.