أدوات الجزم
النحو
يعود الفضل في تأسيس علم النحو العربي إلى مؤسسه أبي الأسود الدؤلي، وجاء هذا العلم ليبحث في أصول الجملة وتكوينها، والإبحار في قواعد الإعراب؛ فهذا العلم يهدف إلى الكشف عن أساليبه وطرق تكوين الجمل وتركيبها، وتحديد مواضع الكلمات ووضع الحركات الإعرابيّة بطريقة صحيحة في المكان المناسب، والخصائص النحويّة؛ كالابتداء والفاعلية والمفعولية، أمّا فيما يتعلّق بالأحكام النحوية التي كشف عنها الدؤلي فإنّها التقديم، والتأخير، والإعراب، والبناء.
الجزم
يوصف الجزم بأنه عبارة عن إحدى وسائل اللغة العربية للتعبير عن تنسيق الجمل ومساعدة القارئ على فهم معنى الجملة من السياق، وكما أنّه أحد الحالات الإعرابية التي تم استحداثها، ويرتبط الجزم بشكل وثيق بالفعل المضارع فقط، وعلامة الجزم دائماً هي السكون.
علامات الجزم
يقع الجزم على الفعل المضارع في حالات ثلاث، وهي:
- معتل الآخر: ينوب عن وضع السكون على آخر حرف في الفعل حذف الحرف المعتل من آخره.
- الأفعال الخمسة: إذا كان الفعل المضارع المجزوم أحد الأفعال الخمسة وهي (يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون، تفعلين)، تُحذف النون من آخره، ويكون الإعراب ( وعلامة جزمه حذف حرف النون من آخره).
- السكون: علامة السكون هي علامة الجزم الدائمة إلا في الحالتين السابقتين، أمّا إذا كان الحرف أصلياً غير معتّل وليس من الأفعال الخمسة فإنّ علامة السكون توضع تصريحاً، أي إنّ الإعراب يكون (وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره).
أدوات الجزم
- لم: يفيد حرف الجزم "لم" النفي.
- لا الناهية: وتفيد النّهي عن فعل ما.
- لام الأمر: وتفيد إعطاء أمر ما لتنفيذه.
- لمّا: حرف جزم يفيد توّقع حصول أمر ما في المستقبل القريب.
- إن: ويعتبر هذا الحرف "أداة شرطية" أي إنّه يَضع شرطاً بتنفيذ الفعل على حدوث النتيجة.
وصنّف أهل اللغة العربية أداوت الجزم إلى صنفين، حسب تأثيرها على الجملة:
- أداوت تجزم فعل واحد: وهي "لم، لا الناهية، لام الأمر، لما، ويكون تأثيرها الإعرابي على الجمل على النحو التالي:
- أدوات تجزم فعلين، صَنّف علماء اللغة العربية الأدوات الجازمة لفعلين إلى اثننتي عشرة أداة جازمة وهي (إذ ما، أيان، حيثما، كيفما، مهما، متى، من ،ما، أين، أيُّ، إن، أنى)، ويكون مفعول هذه الأدوات بأن تجزم فعلين، ويُعرب أوّل فعل تجزمه على أنه فعل شرط، والثاني يكون جواب الشرط أو جزاؤه، واختلف النُحاة على تسمية الأحرف (إن، إذ ما، مهما، أي)، واتفقوا على تسمية حرف "إن" بأنه أداة شرط، أما حرف "إذ ما" فإنه يرّجح أن يكون حرفاً، أما فيما يتعلّق بـ "مهما" فإنها من الأرجح أن تكون اسماً، أمّا باقي الأحرف فقد اجتمع النحاة على أنها أسماء باستثناء حرف "أي" فقد اتفقوا على أنّها معربة، وتكون الجملة فيها مقسومةً إلى قسمين :(فعل الشرط وجوابه) مثال:
- لم ولمّا : يعتبران حرف نفي وجزم وقلب، ويعملان على نفي الفعل المضارع اللاحق لهما، كما يجزمانه ويغيّران زمان حدوثه من الحالي إلى المستقبل أو الماضي، ويكمن الفرق بين الحرفين (لم، لما) بأنّ حرف لمّا يتنبأ بحدوث منفيها، ومن الممكن أن يتم حذف المجزوم التابع لها، أما في حرف الجزم "لما" فإنه لا يجوز حذف مجزومة إلّا إذا استدعت الضرورة ذلك.
- لام الأمر: ويستخدم المتكلم هذه الأداة في حال تكوين جملة لطلب أو إصدار أمر ما، مثال: لتطلبوا العلم، وتكون هذه اللام عادةً مكسورة إلا إذا كان ما قبلها أحد الحروف (الواو، الفاء، ثم).
- لا الأمر: وتتخّذ هذه الأداة صفة عكسية عن لام الأمر، وهذه تنهي المخاطب عن القيام بفعل ما أو تركه، وتسمى بـ"لا الناهية"، وما بعدها يأتي مجزوماً شريطة عدم وجود أي فواصل بينها وذلك وفقاً لضرورات شعرية.
- (كيفما تعامل الناس يعاملوك)، والشرط هنا أنّ معاملة الناس لك تشترط كيفيّة معاملتك لهم.
- (أينما تكن أكون)، ويشترط بهذه الجملة وجود المخاطب في مكان ما حتى يتواجد المتكلم أي أنّهما مرتبطان ببعضهما معنوياً.