منطقة جازان
منطقة جازان
تُعَدُّ منطقة جازان منطقة عربيّة إسلاميّة، وهي تُوجَد في المملكة العربيّة السعوديّة، وتُمثِّل إحدى مناطقها الإداريّة، والبالغ عددها 13 منطقة، كما أنّها تُعتبَر منطقة ساحليّة؛ حيث تُطِلُّ مباشرة على البحر الأحمر؛ ولذلك فهي تضمُّ واحداً من أكبر الموانئ في المملكة،[1] وتحتلُّ جازان مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 13,457كم²، وهي بذلك تُمثّل ثاني أصغر مناطق المملكة من حيث المساحة (بعد منطقة الباحة)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المساحة يقطنُها ما يُقارب 1,365,110 نسمة، وذلك وِفق إحصائيّات عام 2010م، ولدى أخذ المساحة الجغرافيّة بعين الاعتبار، فإنّه يمكن القول بأنّ جازان تُمثِّل أكبر مناطق السعوديّة من حيث الكثافة السكّانية،[2] أمّا في ما يتعلَّق بتسمية المدينة، فقد اختلفت عبر العصور، والأزمنة؛ حيث عُرِفت في القرن الرابع الهجريّ باسم (المخلاف السليماني)، وأُطلِق عليها في العهد العُثمانيّ اسم (بندر جازان).[1]
الموقع الجغرافيّ والفلكيّ لمنطقة جازان
تقع منطقة جازان، وعاصمتها مدينة جازان في جنوب غرب المملكة العربيّة السعوديّة، حيث تحدُّها الجمهوريّة اليمنيّة من الناحيتين: الجنوبيّة، والجنوبيّة الشرقيّة، ومن جهة الشمال، والشمال الشرقيّ تحدُّها منطقة عسير، أمّا حدودها الغربيّة، فهي مفتوحة على البحر الأحمر، وتمتدُّ بطول يُقارب 240كم، وبالنظر إلى موقع المنطقة مُقارنة بالمُدن السعوديّة، فإنّ مدينة جازان تقع على بُعد 750كم من مركز مدينة جدّة، ومسافة 190كم عن مدينة أبها، ونحو 700كم عن مكّة المُكرَّمة، كما أنّها تبعدُ مسافة 1250كم عن مركز عاصمة البلاد مدينة الرياض، وحوالي 1135كم عن المدينة المُنوَّرة. أمّا من الناحية الفلكيّة، فإنّ جازان تقع على دائرة عرض 17° نحو الشمال، وخطّ طول 42,3° نحو الشرق.[3]
وقد حَظِيت جازان بمكانة مُهمّة طوال تاريخها العريق، وذلك بحُكم موقعها المُتميِّز؛ حيث تصل المنطقة بالبحر الأحمر، ممّا جعل من ميناء جازان الميناءَ البحريّ الوحيد للسعوديّة في المنطقة الجنوبيّة الغربيّة، كما تقع جازان على محور الملاحة للتجارة الدوليّة بين البحر الأحمر، وخليج عدن، والمحيط الهنديّ، ودُول القرن الأفريقيّ، بالإضافة إلى أنّها تقع على الحدود مع الجمهوريّة اليمنيّة، ممّا طوَّر التجارة الحدوديّة للمنطقة، وأكسبَها أهمّية سياحيّة، واقتصاديّة واستراتيجيّة.[3]
التقسيم الإداريّ والطبوغرافيّ لمنطقة جازان
تنقسم منطقة جازان إداريّاً إلى 31 مركزاً إداريّاً ، و14 محافظة، وهي: محافظة جازان، والدرب، والريث، وبيش، والعيدابي، وصبيا، والداير بني مالك، والعارضة، وصمد، وأبو عريش، والحرث، وأحد المسارحة، وصامطة، وفرسان، أمّا من الناحية الطبوغرافيّة، فإنّ منطقة جازان تنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسيّة، وهي:[3]
- منطقة السهول الساحليّة: وهي منطقة منخفضة نسبيّاً؛ حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 100م عن مستوى سطح البحر، وتحتلُّ نصف المساحة الإجماليّة لمنطقة جازان تقريباً، إذ إنّها تُوجَد في الأراضي المُمتدَّة من شمال جازان إلى جنوبها، وعلى امتداد ساحل البحر الأحمر بمسافة نحو 40 كم. وممّا يجدر ذِكره أنّ منطقة السهول الساحليّة تتميَّز بخصوبة تُربتها، ممّا أدّى إلى انتشار أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعيّة فيها، كما أنّها تضمُّ أماكن ناتجة عن ثوران البراكين، مثل: هضاب عكوة، بالإضافة إلى المُستنقَعات المِلحيّة الناتجة عن ترشيح المنطقة الساحليّة لمياه البحر.
- منطقة المُرتفَعات: وتشمل الأراضي التي يتراوح ارتفاعها بين 100-1000م عن مستوى سطح البحر، وهي تحتلُّ ما يُقارب ثُلث المساحة الإجماليّة لمنطقة جازان، إذ يبلغ عرضها نحو 25كم، وتضمُّ هذه المنطقة الهِضاب البارزة، والمناطق البُركانيّة، بالإضافة إلى العديد من الأودية المُنحدِرة إلى سهل تهامة.
- جبال السروات: وتقع في شمال شرق منطقة جازان، حيث تمتدُّ من الجزء الجنوبيّ لمنطقة عسير وصولاً إلى جازان؛ لتحتلَّ بذلك حوالي سُدس المساحة الإجماليّة لمنطقة جازان، وتضمُّ منطقة جبال السروات مجموعة من القِمَم الجبليّة ذات الطبيعة الصخريّة المُنحدِرة، مثل: قمّة الحشر بارتفاع 2307م، وقمّة حرفان ويبلغ ارتفاعها نحو 2419م، وقمّة فيفا بارتفاع يقارب 1814م، حيث تتميَّز هذه القمّة الجبليّة بطبيعتها الخلّابة، وتتزيَّن مُنحدَراتها بالحقول الزراعيّة التقليديّة.
مناخ منطقة جازان
يسود في منطقة جازان الطقس الجافّ، والحارّ جدّاً خلال فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء، فتسود الأجواء المُعتدِلة، والمائلة إلى الدفء، وقد تصل نسبة الرطوبة إلى حوالي 60% خلال شهر تموز/يوليو، ونحو 75% في شهر كانون الأوّل/ديسمبر. وفي ما يتعلَّق بالمُعدَّل السنويّ لهطول الأمطار، فهو يتراوح بين 100-450ملم؛ حيث تهطل الأمطار في شهر أيّار/مايو، وخلال الفترة المُمتدَّة بين شهري تموز/يوليو، وأيلول/سبتمبر، كما تسودُ في المُرتفعات الجبليّة (جبال السروات) الأجواء الباردة نسبيّاً، وتهبُّ الرياح الشماليّة الغربيّة بين شهري أيّار/مايو، وأيلول/سبتمبر، علماً بأنّ الرياح تكون بين شهرَي حزيران/يونيو، وآب/أغسطس سريعةً، ومُحمَّلةً بالأتربة، والغبار، والعواصف الرمليّة.[3]
المَعالِم البارزة في منطقة جازان
تضمُّ منطقة جازان العديد من المَعالِم، والمناطق البارزة التي تُعتبَر مركزاً مهمّاً؛ لجَذب الزوّار، والسيّاح من داخل المدينة، وخارجها، وأهمّ هذه المَعالِم:[2]
- القرية التراثيّة: وتقعُ على كورنيش جازان الجنوبيّ، حيث تضمُّ هذه القرية العديد من التُّحَف الفنّية، والأماكن الأثريّة، والعروض الشعبيّة، والفعاليّات المختلفة التي تدلُّ على التراث الجميل لمنطقة جازان، فتعكس عَبق الماضي، ورُوح الحاضر، وتُصوِّر لنا حياة الأسلاف في مختلف الظروف، والبيئات التي عَاشوا فيها.
- بُحَيرة جازان: وهي بُحَيرة تُوجَد بين الجبال المُرتفعة في الغرب، والمُنحدِرة باتِّجاه السهل الساحليّ المُطِلّ على البحر الأحمر، علماً بأنّ مخزون هذه البُحَيرة يبلغُ حوالي 51 مليون م³ من مياه الأمطار، والسيول الجارية بين الأودية.
- القلعة العُثمانيّة: وهو مبنى أثريّ، وتاريخيّ يقع في شمال منطقة فرسان، وتحديداً في جزيرة فرسان، إذ يعود تاريخ بنائها إلى العَهد العُثمانيّ.
- سَدّ جازان: ويقع بين الجبال المُرتفعة في الغرب، والمُنحدِرة باتِّجاه السهل الساحليّ المُطِلّ على البحر الأحمر، علماً بأنّه قد تمّ إنشاؤه حديثاً؛ بهدف تخزين المياه، والحماية من الفيضانات في فصل الشتا.
- جزيرة المرجان: وتضمُّ واحداً من أشهر شواطئ المنطقة، والذي يمتاز بالرمال الذهبيّة الجذّابة، حيث يقصدُه عدد كبير من الزوّار، والسيّاح؛ بهدف الاستمتاع بالطبيعة الخلّابة، وممارسة الأنشطة البحريّة المختلفة، مثل: السباحة، والغوص، والصيد.
- مَعالِم أخرى، ومنها: جبل الملح، وقلعة لقمان، وحصن صامطة، وقلعة الدوسريّة، ووادي مطر، وغيرها من المَعالِم.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت "جازان"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب المحيط، معلومات عن منطقة جازان، صفحة 1،2،3. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث -، مشروع مسح ودراسة لفرض الإستثمار السياحي بمنطقة جازان، صفحة 49-53. بتصرّف.