-

بحيرة كاندي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

بحيرة كاندي

تتعدّد عجائب الطبيعة في الكثير من بقاع العالم؛ فهناك بحيرات تشكّلت بفعل الطبيعة وهناك بحيرات اصطناعية صنعها الإنسان بالقرب من السدود المائية. إلى شمال آسيا نجد طبيعةً خلّابة في كازخستان إحدى دول الاتحاد السوفييتي سابقاً؛ فكازخستان دولة تحتضن بحيرة جميلة وغامضة وهي بحيرة كاندي ففي تكوّنها حكاية لعجائب الطبيعة، فعندما تكوّنت غرقت بها غابات كثيفة كانت تلفّ الجبال التي تتكوّن عندها البُحيرة، فما هي بحيرة كاندي؟ وبماذا تتميز هذه البحيرة؟

الموقع

تُسمّى بُحيرة غابات كازخستان الغارقة أو بُحيرة الغابات المغمورة، تقع هذه البُحيرة في جبال تيان شان وهي أعلى سلسلة جبلية في شمالي التبت والتي تمتدّ من الشمال؛ حيث تجري فيها الأنهار الجليديّة إلى جنوب الصين، وتبعد البُحيرة مسافة مائة وتسعة وعشرين متراً من مدينة الماتي.

تكوّن بُحيرة كاندي

تعرّضت كازخستان في عام 1911م إلى زلزال عنيف وصلت قوته إلى 7.7 درجة على مقياس ريختر؛ فهذه الدرجة هي قويّة وكافية لشق جبال تيان شان؛ حيث انهارت الحجارة الجيرية وشكلت سداً طبيعاً، فمع سقوط الأمطار خلال تلك الفترات وبشكل تدريجي نمت الأشجار مثل أشجار الصنوبر، وأشجار التنوب، وبدأت مياه الأمطار تملأ ذلك السّد الطّبيعي وتكوّنت البُحيرة، ويذكر أنّ الزلزال دمّر أكثر من سبعمائة مبنى في ذلك العام.

وصف بُحيرة كاندي

تبلغ مساحة البُحيرة أربعمائة متر مربع، وترتفع فوق سطح البحر ارتفاع ألفي متر، وأعمق نقطة في البُحيرة تصل إلى ثلاثين متراً؛ فهي مناسبة للغوص ومشاهدة قاع البُحيرة، وقد يتساءل الشخص لماذا لا تتعفن هذه الأشجار في المياه ويتحوّل لون البُحيرة إلى اللون الأخضر، والإجابة على هذا السؤال هي أنّ درجة حرارة المياه الباردة التي تصل لحوالي ست درجات تُحافظ على الأشجار المغمورة من الكسر والتعفن؛ فالغابة مغمورة ولم يتغيّر عليها شيء وكأنها محفوظة تحت المياه وخصوصاً أشجار الصنوبر التي يصل عمرها إلى مائة سنة تقريباً.

ما يُميّز البُحيرة هو ارتفاع وبروز جذوع شجر التنوب من وسط مياه البُحيرة؛ فالمشهد مدهش وكأنّ أحدهم قام بغرز الأشجار في المياه، وفي قاع البُحيرة كما سبق ذكره يسود قاع الحجر الجيري الذي يلوّن البُحيرة بألوان جميلة، وتتيح مياه البُحيرة الصافية رؤية القاع من السطح، وأمّا في فصل الشتاء نتيجة الحرارة الباردة تتجمّد المياه قليلاً وتُصبح مكاناً يَصلح للتزلّج عليه، ولا يمكن الاستغناء عن الغطس لمشاهدة الأشجار المغمورة، ويستطيع الزائر أن يقصد البُحيرة للاسترخاء على ضفافها تحت الأشجار الخضراء التي تحيط بها.