العيد الوطني اللبناني
العيد الوطني اللبناني
يُعد يوم الاستقلال اللبناني عيداً وطنياً، ومناسبة قومية لا يُمحى تاريخها من ذاكرة اللبنانيين، وهو تجسيد واعتراف لحكومة الاستقلال الوطنية وتاريخها النضالي ضد الاستعمار الفرنسي ممثلةً بالرئيس الأول للجمهورية آنذاك بشارة الخوري، ورئيس حكومته رياض الصلح، بعد أن خرجا من السجن، حيث تم انتزاع الاستقلال، وجلاء آخر جندي للمستعمر الفرنسي عن الأراضي اللبنانية.
لبنان قبل الاستقلال
في أواخر الحرب العالمية الثانية، أُنشئت الدولة العربية بمسعى من الشريف حسين بن علي، وبحسب اتفاقية حسين مكماهون التي وقعها مع المندوب السامي البريطاني، كان لبنان يتبع للمملكة العربية، شأنه شأن الدول التي نالت حريتها واستقلالها عن السلطة العثمانية، وجاءت فيما بعد اتفاقية سايكس-بيكو التي أخضعت لبنان لسيطرة الانتداب الفرنسي، فطالب مسيحيو لبنان بتشكيل دولة لبنانية بحماية فرنسية، في حين عارض مسلموه قيام الكيان اللبناني رغبة منهم بالانضمام إلى دولة سوريا الكبرى المكونة من: سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن، والعراق، وفي الوقت ذاته ظهر تيار توافقي بزعامة بشارة الخوري ورياض الصلح، يعترف بالدولة اللبنانية المستقلة، وولاؤه للقومية العربية، وأعلنا تكوين الميثاق الوطني اللبناني.
صيغة الميثاق الوطني
طرح الميثاق الوطني اللبناني صيغة معادلة تقوم على ما يأتي: إنه في سبيل تحقيق الاستقلال يجب على المسيحيين أن يتخلوا عن مطلب الحماية الفرنسية للبنان، في حين أنّ على المسلمين التخلي عن مطلب الانضمام إلى سوريا الكبرى.
استقلال لبنان
بعد فوز بشارة الخوري بالانتخابات الرئاسية، وتشكيل رياض الصلح للحكومة، حُوِّل ملف تعديل الدستور إلى المجلس النيابي، فأغضب هذا الإجراء المندوب السامي، وعلق الدستور، وأرسل ضباطاً مفوضين بأمر اعتقال رئيس الجمهورية، وكامل وزرائه، ورئيس حكومته، فتم له ما أراد واعتُقل بشارة الخوري، ورياض الصلح، وعادل عسيران، وعبد الحميد كرامي، وسليم تقلا، وكميل شمعون، وسُجنوا في قلعة راشيا، فانتفض على إثر ذلك اللبنانيون الوطنيون، وقاوموا الاحتلال.
ألف اللبنانيون الوطنيون حكومة مؤقتة في بشامون، مؤلفة من الأمير مجيد أرسلان، وكان يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع، وصبري حمادة، وحبيب أبو شهلا، ورفعوا العلم اللبناني ذا الأرزة الخضراء للمرة الأولى، إلى أن تحقق الاستقلال الكامل للبنان، بعد موافقة القوات الفرنسية على الانسحاب منه، وكان ذلك في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام 1943م، بعد أن أُطلق سراح المُعتقلين وسط أجواء احتفالية بهيجة مملوءة بالفرح عمت الأرجاء اللبنانية كلها، وما تزال حتى اليوم تُقام في لبنان احتفالية العيد الوطني لذكرى استقلاله.