-

دروس وعبر من سورة الكهف

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سورة الكهف

سورة الكهف من السور المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة المكرمة، وهي بآياتها المئة وعشر تتحدث عن مواضيع مختلفة، وتسرد قصصاً عديدة من أشهرها قصة أصحاب الكهف، وقصة النبي موسى مع الرجل الصالح، وقصة ذي القرنين، وترتيبها هو الثامن عشر من سور القرآن الكريم، وهي من السور التي بدأت بأسلوب الثناء (الحمدلله) حيث مجدت أول آياتها الله سبحانه وتعالى منزل الكتاب من غير عوج. وسميت سورة الكهف بهذا الاسم لذكرها قصة أصحاب الكهف ولما لهذه القصة من دلالاتٍ على قدرة وإعجاز الله سبحانه وتعالى على إحياء الخلق بعد موته ولما فيها من دروسٍ وعبر تفيد المسلمين.

الدروس والعبر المستفادة من سورة الكهف

  • الإيمان بالله: تسرد آيات سورة الكهف قصة شبّان عاشوا في مجتمعٍ كافرٍ وآمنوا بالله سبحانه وتعالى وتوكلوا عليه، وتركوا بيوتهم وأهلهم في سبيله، حيث كانوا مهددين بالقتل إن لم يتركوا عبادتهم لله تعالى، إلّا أنهم أبوا ذلك وتركوا مدينتهم واختبؤوا في كهفٍ، وكان الله معينهم فيه، حيث وفّر لهم سبل الراحة وأنعم عليهم بالنوم الطويل ليفيقوا من نومهم ويجدوا أنّ أهل مدينتهم قد آمنوا بالله تعالى، والدرس المستفاد من هذه القصة هو فضل الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه.
  • الصحبة الصالحة: يستفاد من قصة أصحاب الكهف كذلك فوائد الصحبة الصالحة ومخالطة الناس الخيرة، حيث كان أصحاب الكهف جميعهم شباباً طيبين آمنوا بالله تعالى وكان هذا عاملٌ من العوامل التي ساعدت على كسب رحمة الله ورضاه.
  • الشكر: تذكر آيات سورة الكهف كذلك قصة رجل أنعم عليه الله الكثير من نعمه ورزقه بجنتين ومالٍ وفير، إلّا أنّه لم يؤمن بالله ولم يشكره على نعمه ممّا أدى إلى حرمانه منهما، ويستفاد من قصته أنّ النعم والثراء الذي يعطيه الله لعبد من عباده قد يكون امتحاناً له فإن شكره أدام النعم وزادها، وإن لم يشكره لم يبارك له فيها وحرمه منها، والدرس الثاني هو أنّ النعم زائلة في أي لحظة ولذا على العبد أن يستغلها في طاعة الله وشكره عليها ما دام في وسعه ذلك.
  • التواضع: تذكر الآيات التالية من سورة الكهف قصة رجلٍ صالحٍ أعطاه الله من علمه الكثير، والذي بعثه للنبي موسى ليعلمه التواضع ويبين له أنّ هناك شخصاً أفضل منك وأدرى منك مهما اعتقدت أنّك تملك من العلم.
  • الأخذ بالأسباب: كما تذكر لنا الآيات التي تسرد قصة ذي القرنين الذي أنقذ القوم من فتنة قوم يأجوج ومأجوج، حيث أخذ بالأسباب واستفاد بذلك من العلم والفطنة التي وهبها إياها الله سبحانه وتعالى.