نقص السائل حول الجنين في الشهر الثامن
السائل حول الجنين
السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين داخل الرحم هو عبارة عن سائل بخصائص حامضية، يحمي الجنين داخل الرحم، حيث يتمّ إفراز هذا السائل من خلال الأغشية الأمنيوسية المحيطة بالجنين، والموجودة في المشيمة والكلى، بالإضافة إلى الإفرازات التي تخرج من الجنين نفسه، ويُعتبر هذا السائل مهماً لدى الأطباء؛ لأنّه يساعدهم على تقييم الوضع الصحي والجيني للجنين، كما أنّ وجوده يساعد الجنين على الحركة بسهولة أكثر.
يعدّ السائل الأمنيوسي خط الدفاع الأول لحماية الجنين من التعرض لأيّ ضرر، أو عدوى، أو التهابات، كما يحافظ على اعتدال درجة حرارة الطفل، ويعزز عملية نمو ونضج الجهاز الهضمي والرئتين، وهو يمنع التصاق أعضاء الجنين مثل اليدين والقدمين ببعضها.
نقص السائل حول الجنين في الشهر الثامن
عادةً ما يحدث انخفاض في نسبة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين خلال الربع الثالث من مراحل الحمل، أي من بداية الشهر السابع حتّى نهاية الشهر التاسع من الحمل، والسبب في ذلك يعود لاكتمال نضج الكلى عند الجنين وقيامها بوظيفتها، حيث يبلع الجنين بشكل طبيعيّ جزءاً بسيطاً من السائل الأمنيوسي، وتُخرِجه الكلى لديه بالبول، مما يساهم في تغيير مستويات السائل يومياً، فتتراوح كميته في الثلث الأخير ما يقارب اللتر.
يراقب الأطباء خلال هذه الفترة نسبة السائل عن طريق إجراء فحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية حتى يقيموا كمية السائل الموجودة، ويراقبوا اكتمال نمو الجنين، وحتى يتسنى لهم التدخل إذا وُجدت تعقيدات أو مشاكل، فإذا كان هناك انخفاض ملحوظ عن المستوى الطبيعي يتمّ تزويد الأم بالسوائل الضرورية عن طريق إبرة في الوريد من أجل تعويض النقص، ومنع وقوع أي التهابات أو مضاعفاتٍ سلبية في مرحلة الولادة، وتقليل فرصة حدوث ولادةٍ مبكرة، كما يؤدي نقصان السائل حول الجنين إلى حدوث تأخر في اكتمال نمو الجنين، بالإضافة إلى حدوث نقص في الدم المغذي للجنين، بسبب الضغط على الحبل السري، كما سيؤثر هذا الضغط في شكل وجه الجنين، وعدم نضج الرئة.
أسباب نقص كمية السائل حول الجنين
- وجود تمزق أو فتحة في الكيس المحيط بالجنين، مما يؤدي إلى تسرب السائل الأمنيوسي بشكل بطيء.
- وجود خلل، أو عيب في وظيفة المشيمة، فلا تقوم بعملها في نقل الدم والغذاء للجنين بالشكل الطبيعي.
- تناول الحامل لبعض أنواع الأدوية لمدة طويلة، مثل تناول مسكنات الآم.
- وجود مشكلة جينية عند الجنين، كوجود تشوه جيني موروث في كليتيه، أو عدم حصول الأم الحامل على كفايتها من السوائل.
علاج نقص السائل حول الجنين
يجب على الحامل متابعة حملها من خلال زيارة الطبيب بشكل دوريّ بناءً على ما يحدده الطبيب، من أجل الاطمئنان على نمو الجنين، واكتشاف المشاكل عند حدوثها، ومعالجتها خلال فترة الحمل، كما يجب على الحامل تناول السوائل بكميات وفيرة، وخصوصاً إذا شعرت بالجفاف، والحرص على تناول الطعام الصحيّ الغني بالفواكه، وأخذ قسط من الراحة.