جسم الإنسان بالنسبة لعدد من الديدان الوسط البيئي المناسب للعيش فيه بنشاط، ومن هذه الديدان: ديدان البطن المسمارية، ودودة الأسكارس وتعّد عدوى دودة الأسكارس من أكثرأنواع الديدان التي يصاب بها الناس حوال العالم وخاصة في المناطق ذات كثافة سكانية عالية والفقيرة، والمناطق الدافئة والرطبة، وتعّد الدول المتقدمة والنظيفة من أقل الدول التي يتعرض أفرادها للإصابة بهذه العدوى، ودودة الأسكارس يختلف طولها من ذكر للأنثى، فطول الذكر يتراوح من 15_30سم بينما طول الأنثى يترواح بين 25_35سم.
تتحول بيضة الأسكارس إلى يرقة طويلة بيضاء ذات جدار سميك، تخرج مع براز الشخص المصاب، وتعيش في التربة لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات، وخاصة في الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة، وتعود إلى جسم إنسان آخر إذا ما لامس هذا الشخص التربة الملوثة بهذه اليرقة ثم وضع يده بفمه أو بأي طريقة أخرى من تناول فواكه وخضراوات ملوثة ،وبمجرد دخول البويضة إلى جسم الإنسان تفقس وتخرج منها دودة الأسكارس.
عندما تصل بويضة دودة الأسكارس إلى المعدة فإن جدارها يتمزق بفعل أحماض الهضم التي تنتجها المعدة، ثم تخترق دودة الأسكارس المعدة، لتخترق الشعيرات الدموية وتهاجر من خلالها إلى الوريد البابي لتصل للكبد ثم إلى القلب، وترحل للرئتين وتستقر في الأوعية الدموية وفي حويصلات الهواء وتبقى هناك حتى تكبر وتمزق الأوعية الدموية وغشاء الحويصلة ثم تتجه إلى القناة التنفسية، ثم تعود للمعدة مرة أخرى بعدما يبلعها الشخص المصاب ثم تسير باتّجاه الأمعاء الدقيقة لتستقر هناك وتتغذى على المفيد من غذاء الإنسان، ولتستمر حياة دودة الأسكارس في جسم الإنسان فإنها تقوم بحركات تثبت وجودها في الأمعاء وتكون مناسبة لحركة الأمعاء.