-

بحث عن النثر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف النثر

يتم تعريف النثر لغةً بأنّه الشيء المبعثر الذي تمّت تفرقته دون الاعتماد على أساس من حيث الكمية أو الطريقة أو الاتساع، أمّا اصطلاحاً فهو الكلام الذي ليس له وزن ويعتمد على وجود الحقائق، إذ إنّه يعتبر من أنواع الأدب الإنساني، ويقسم إلى قسمين: النثر العادي وهو الذي يستخدم في لغة التخاطب، وليس له قيمة أدبية إلا ما يقال على شكل أمثال أو حكم، أمّا القسم الثاني فهو النثر الذي يستخدمه أصحابه ليرتفعوا الى لغة فيها فن وبلاغة ومهارة، وهو الذي يهتم به النقاد في اللغات، إذ يقومون بالبحث فيه وبيان ما مرّ عليه من أحداث وتطورات.[1][2]

يعتبر النثر خلافاً للشعر، وهو شكل أدبي للكتابة، إذ قد نجد فيه صفات جمالية مثل الطباق والسجع، ويتم اعتبار معظم الأعمال الأدبية نوعاً من النثر، ونرى أنه لا يلتزم بأي هياكل رسمية إلا القواعد النحوية، إذ يتم الكتابة ببساطة عن الشيء.[3]

نشأة النثر

لقي الباحثون في دراسة الأدب الجاهلي صعوبةً في تقدير الوجود للأدب العربي الجاهلي وعلى وجه الخصوص النثر، إذ إنّهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى نتيجة واحدة أو رأي ثابت حول هذا الموضوع، على الرغم من الجهود والدراسات التي قاموا بها، أمّا بالنسبة للآثار النثرية التي تمّ نسبها إلى الجاهليين فيكاد المؤرخون أن يتفقوا على أنّها غير صحيحة، والسبب في ذلك أن وسائل التدوين لم تكن موجودة في العصر الجاهلي.[1]

ظهرت عدة آراء حول نشأة النثر الفني في العصر الجاهلي، فممّا جاء عن الدكتور زكي مبارك أنّ العرب في الجاهلية كان لهم نثر فني يمتاز بخصائص وقيم أدبية، إذ إنّ الجاهليين لا بد أن يكون لهم شأن لا يقل عمّا وصل إليه الفرس واليونان في ذلك الوقت فيما يخص النثر، كما كان لهم أصالة واستقلالاً أدبياً بحكم بيئتهم المستقلة، ولكن الظروف المختلفة لم تساعد على بقاء هذا التراث من النثر الجاهلي.[1]

النثر في العصر الإسلامي

لم يختلف النثر في العصر الإسلامي اختلافاً كبيراً عمّا كان عليه في العصر الجاهلي، لكن دخل النثر في طور جديد بعد ظهور الإسلام، وهذا لما تعرضت له الحياة الأدبية من انقلاب شامل بعيد المدى، فما كان للأدب إلا أن يتأثر بالحياة الجديدة وإتجاهاتها، إذ كان هذا التطور له تأثير أوضح على النثر منه على الشعر، أمّا بالنسبة لأغراض النثر ومعانيه فقد تغيرت بشكل ملحوظ بظهور الإسلام، إذ تلوّن بألوان الحياة الجديدة، فكان خطابة وكتابة ورسائل وعهود وقصصاً ومناظرات وغيرها، كما أنّه امتاز بالإيجاز بسبب الطبيعة العربية الأصيلة، إذ كان أدباً مطبوعاً.[1]

تأثير الأدب العربي على الأدب الغربي

تجدر الإشارة إلى تأثير الأدب العربي على الأدب الإنجليزي في العصور الوسطى، إذ انتقلت الأعمال المعرفية التي تمّت كتابتها باللغة العربية إلى إنجلترا، وقد تمت ترجمة العديد من أقوال الفلاسفة في الشرق الأدنى وبلاد الإغريق الى اللغات الإسبانية واللاتينية، والتي تمّ جمعها ونقلها إلى إنجلترا في القرن الخامس عشر على شكل صيغة فرنسية.[4]

من أشهر المجموعات حكايات (كليلة ودمنة) التي ظهرت في إنجلترا بعد ترجمة (دوني) الإيطالية، وكان كتاب (حي بن يقظان) أول نتاج للفكر الفلسفي العربي الذي كان له تأثير كبير ومباشر على تكوين الأدب الإنجليزي، إذ تمّ اعتباره ملهم رواية (روبنسون كروزو) لدانييل ديفو، كما يعدّ عمل توماس مور (ليلة برخ) مزيج من النثر والشعر والذي كان رائجاً تلك الأيام.[4]

أنواع النثر

يقسم النثر في الوقت الحالي إلى عدّة أنواع:[5]

  • النثر الديني: يتمثل في كتب الفقه والحديث وعلم الكلام.
  • النثر اللغوي: يتمثل في النحو والصرف والبيان والمعاني والعروض والقوافي.
  • النثر النقلي: مثل كتب التراجم والتاريخ والطبقات.
  • النثر العقلي: مثل كتب المنطق والمقولات والإيحاءات الفلسفية.
  • النثر الإداري (السياسي): يتمثل بالرسائل الديوانية من الخلفاء الى السلاطين والعكس.
  • النثر الاجتماعي: مثل الرسائل الإخوانية في الشكر والمناسبات.

خصائص النثر

يمتاز النثر في الأدب العربي القديم بعدة خصائص وعلامات أهمها:[6]

  • يمتاز النثر باحتواء النصوص على محسنات مثل السجع على الأخص إذا كان النص رسالة أو خطبة أو مقامة.
  • يمتاز النثر بأن النص يتم دعمه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
  • يمتاز النثر بأن النصوص تتضمن مجموعة متنوعة من الأشعار والحكم والأمثال.
  • يمتاز النثر بانفتاحه على مجموعة من الموضوعات التي كانت حكراً على الشعر مثل الغزل والمديح والهجاء والفخر.
  • يمتاز النثر بالإقناع والترميز.

أهم الكتب في النثر

من أهم الكتب التي تمّ تأليفها في النثر:[5]

  • حسن التوسل الى صناعة الترسل، لشهاب الدين الحلبي.
  • صبح الأعشى في صناعة الإنشا، لشهاب الدين القلقشندي.
  • حديقة الزوراء، لأبي الخير عبد الرحمن السويدي البغدادي.
  • مسالك الإبصار في ممالك الأمصار، لأبي العباس احمد ابن فضل الله العمري.
  • مقدمة ابن خلدون، لابن خلدون.
  • المصنفات المشهورة، لصلاح الدين الصفدي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث رضوان باغباني (2009-5-22)، "تطور النثر العربي"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.
  2. ↑ "تعريف و معنى النثر في معجم المعاني الجامع"، almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2019.
  3. ↑ "نثر عربي"، ar.wikiversity، 2019-1-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.
  4. ^ أ ب دنيس جونسون ديفز (2016-4-10)، "تأثير الأدب العربي على الغرب"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.
  5. ^ أ ب طالب خليف جاسم السلطاني (2011-5-31)، "النثر وأنواعه"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.
  6. ↑ حسن بنيخلف (2012-7-9)، "إشكالات النثر العربـي القديم و خصائصه"، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.