يعتبر معظم الناس أنّ الحب من أول نظرة هو الوقوع في غرام شخص ما عند رؤيته لأول مره، لكنّ الاختصاصيين يصفون الأمر بطرقٍ أكثر تعقيداً؛ حيث تشير الأبحاث أنّ الحب الرومانسيّ يعتمد في معظم الأحيان على المثاليّة والأوهام الإيجابيّة المتعلّقة بالشريك، وهذا صحيح في حالة الحب الذي يستمر لسنوات طويلة، وهناك ما يسمى بهالة الجاذبيّة (بالإنجليزية: Attractiveness halo) وهي حالة الانجذاب التي تحصل للشخص عند التقائه بآخر لأول مرة بناءً على شكله الجميل؛ حيث يربط الدماغ الجمال مع الخير والصفات المحببّة، وهذا يعتبر سبباً في أن الأشخاص الأكثر جاذبية هم أكثر عرضة للتعرّض للحبّ من أول نظرة.[١]
يوجد علامات عدّة تحدث عند الوقوع في الحب من النظرة الأولى، ومن هذه العلامات:[٢]
عندما يشعر الإنسان أنه قد وقع في الحب من النظرة الأولى، يكون رد الفعل الغريزي لديه هو شعوره بحاجة ملحّة للتواصل مع الشخص الآخر، ويحدث ذلك لأن الدماغ يفرز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يطلق عليه اسم هرمون الحب أثناء تواصل الأشخاص، وقد أثبتت دراسة نُشرت في مجلة "Nature" عام 2009م أن هناك جزئين رئيسيين في الدماغ يتم تنشيطهما عند الالتقاء بشخص لأول مرة، هما: منطقة اللوزة (بالإنجليزية: Amygdala) التي تتحكم بالمشاعر، ومنطقة أخرى تسمى القشرة الحزامية الخلفية (بالإنجليزية: Posterior cingulate cortex) وهي مسؤولة عن الذاكرة وتساعد الشخص على اتخاذ القرارات وتحديد ما يواجهه الإنسان.[٣]
تفيد الأبحاث بأن هناك عدّة أجزاء في الدماغ تعمل بشكل متناسق وتفرز مواد كيميائية تعطي الشعور بالنشوة والسعادة، وعند الوقوع في الحب يُفرز الدماغ هذه المواد في أجزاء مختلفة منه، وهذه المواد هي: الدوبامين (Dopamine) والأوكسيتوسين (Oxytocin) والأدرينالين (Adrenalin) والفاسوبريسين (Vasopressin)، أما الدوبامين فهو نفس المادة التي يتم إفرازها من الدماغ عندما يتناول شخص ما الكوكايين وتسبب بحدوث اندفاع وإثارة للشخص ويصبح الدماغ مدمناً عليها، وهذا ما يحصل أيضاً عند الوقوع بالحب.[٣]
يمكن أن ينظر العقل إلى شخص ما على أنه مكافىء كيميائياً له (بالإنجليزية: Chemically rewarding)، ويحدث ذلك عندما يفرز الدماغ جميع المواد الكيميائية التي تعطي شعور السعادة، ويصبح لدى الجسم رغبة في الاستمرار بهذا الشعور والاحتفاظ بالمصدر الذي يسبب ذلك، ولهذه الأسباب قد يكون الحب من النظرة الأولى ممكناً إذا كان الدماغ قادراً بسرعة على توليد هذا النوع من المواد الكيميائية على المدى الطويل، وإن الإنسان قادر على اتخاذ قرار انجذابه لشخص ما أم لا خلال جزء من الثانية، وفي حال استجابة الدماغ بسرعة كبيرة تجاه شخصٍ ما؛ يكون الوقوع في الحب من أول نظرة تجاه هذا الشخص أمراً حقيقياً.[٣]