من صنع أول سيارة في العالم
السيّارة
كانت وسيلة النّقل المستخدمة في الماضي هي الحيوانات أو العربات التي تجرّها هذه الحيوانات، أمّا الآن فقد ظهرت السيّارات، التي لم يكن فضلُ اختراعها عائداً إلى شخص واحد فحسب، بل يرجع إلى جهود عدد من المخترعين ومن بلاد عديدة، أضافوا إليها الكثير من التّحسينات على مدار سنوات طويلة حتّى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
جوزيف كونيو صانع أوّل سيّارة في العالم
قبل مئة وأربعين سنة أيْ في عام ألف وسبعمئة وتسعة وستّين اخترع رجلٌ فرنسيٌّ يُدعى جوزيف نيكولاس كونيو سيارةً تتحرّك من تلقاء نفسها دون أن تجرّها الحيوانات؛ حيث احتوت هذه السيّارة على محرّك بخاريّ يتحرّك بقوّة دفع البخار المضغوط داخلياً لدفع السيّارة إلى الأمام، ولقد سُجِّلت من خلال هذه السيّارة أوّل شهادة براءة اختراع من قِبل نادي السيّارات الملكيّ البريطانيّ عام ألف وثمانمئة وتسعة وستّين.
آليّة عمل أوّل سيّارة في العالم
استطاع كونيو والذي عمل مهندساً في الجيش الفرنسيّ أن يصمّم عربةً بثلاث عجلات تُدفَع ذاتياً بقوّة ضغط البخار الموجود داخل المحرك، وكان ذلك لمساعدة أفراد الجيش الفرنسيّ على نقل العتاد الثقيل من مكان إلى آخر، وخصوصاً جرّ المدافع؛ حيث استلهم فكرته من شكل العربة التقليديّة ذات العجلات الثلاث، مضيفاً إليها محرّكاً يعمل بأسطوانتين، كلّ واحدة منها تضمّ مجموعة من المكابس الموصولة بشكل مباشر بالعجلة الأماميّة بواسطة أسطوانة رفيعة تُدعى دبرياج (ناقل حركة) دون غطاء، ممّا يمكنها من التحرك إلى الأمام لمسافات جيّدة.
مشاكل أوّل سيّارة في العالم
وصلت سرعة سيارة كونيو ما بين ثلاثة إلى أربعة ونصف كيلومتر/ساعة، إلّا أنّ بعض المشاكل التقنية واجهتها، وأهمّها: صعوبة توجيهها نحو الاتجاه المراد الذهاب إليه بسبب ثِقل غلاية الماء الموجودة في المحرّك، وثِقل السيّارة بشكل عام، وعدم قدرتها على الرجوع إلى الخلف أبداً، وصعوبة التحكم في مسارها، وبطءِ حركتها، ممّا أدى إلى اصطدامها بجدران أحد معسكرات الجيش الفرنسيّ، ليُسجَّل بذلك أولُ حادث مروري فعلي بالسيّارة.
نتيجةً للانتقادات التي وجهت للسيارة التي تعمل بقوة دفع البخار، عرفَ الناس أنّ استخدام المحركات التي تعمل بالبخار أمرٌ غير مُجدٍ أبداً، ممّا دفع الكثير من الأشخاص إلى وضع العديد من التّحسينات على اختراع السيّارة، إلى أن تمكّن عالمٌ ألمانيّ يُدعى مارك كريدش بنز من تركيب محرّك للسيارة يعمل بالبنزين، وكان ذلك عام ألف وثمانمئة وستّة عشر.
صُمِّمت سيارة بنز بثلاث عجلات، ودون سقف، إلا أنّها كانت جيّدةً جداً من حيث السّرعة، وسهولة التحكّم بها مقارنةً بالسيّارة ذات المحرك البخاريّ، حتّى إنّه سافر بها لمسافة تزيد عن تسعين متراً دون حدوث أيّ خلل فيها، وعُدَّت هذه السيّارة بداية جديدة في عهد تصنيع السيارات.