-

مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حياة الإنسان قبل الزراعة

كان لاكتشاف الزراعة تأثير كبير وحاسم على مجرى التاريخ الإنساني بأسره، فقد كان الإنسان يحصل على قوته بشكلٍ أساسي من صيد الحيوانات، مع العلم أنَّ اعتماده على النباتات البرية كان ضئيلاً للغاية حتى أنَّه كان يجمع الثمار بشكلٍ عشوائي ويأكلها دون طهي ويلبس أوراق الأشجار وينتعل الخشب، وقد ذكر بعض علماء التاريخ أنَّ الإنسان البدائي عاش في أماكن نائية ومظلمة لا تدخلها أشعة الشمس مثل الكهوف، واستمرّ ذلك لفترة طويلة جداً لا تقلّ عن عشرات آلاف السنين.

حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة

كان الإنسان حسب ما توحي وتنصّ سجلات وكتب الآثار والتاريخ متكيفاً مع الحياة البرية ومبدعاً في صناعة أدوات قتالية خشبية أو حجرية يستخدمها في مهاجمة الأعداء وصيد الحيوانات، وبحلول عام 9000ق.م استطاع الإنسان تغيير مجرى حياته جذرياً بسبب اكتشاف الزراعة وتطوير أساليب وطرق حصوله على الغذاء، وبانتشار الزراعة في مناطق عدّة من أنحاء العالم بدأت مظاهر حياة الإنسان تختلف بشكلٍ كبير عمَّا كانت عليه في العصور الحجرية، وللتعرّف على مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة إليكم المظاهر الآتية.

مظاهر حياة الإنسان بعد معرفة الزراعة

الاستقرار والنمو السكاني

كان البشر يعتمدون على الترحال من مكانٍ إلى آخر لتوفير قوت عيشهم من صيد الحيوانات المختلفة، مما منعهم من الاستقرار في أي مكان من الأمكنة؛ لأنهم كانوا مضطرين إلى التنقل والترحال بشكلٍ مستمر بحثاً عن أراضٍ جديدة للصيد، وكانت هذه المهمة تستهلك منهم جهوداً كبيرة وتمنعهم من التواصل مع البشر الآخرين، ولكن باكتشاف الزراعة تحوّلت مجموعة من الأمور بشكلٍ جذري، فالزراعة سمحت لتجمّعات بشرية العيش مع بعضها في مساحات قليلة وضئيلة من الناس.

تأسيس القرى والمدن

من أهم التحولات التي حدثت بعد معرفة الإنسان للزراعة هو البدء بتأسيس القرى والمدن، فقد تكونت لدى الإنسان للمرة الأولى فكرة ضرورة الاستقرار والعيش في أماكن محددة من العالم، وبوجود هذه الفكرة تمكّن عدد كبير من البشر أن يستقروا في مناطق مزدهرة زراعياً مكنتهم من ضمان حاجاتهم الغذائية.

الصناعة والفنون والمظاهر الثقافية المختلفة

عندما تشكّلت مجتمعات بشرية على ضفاف الأنهار، وقاموا بزراعة المحاصيل الزراعية المختلفة بدأت مجموعة من الصناعات والفنون والمظاهر الثقافية المختلفة بالظهور وتميزت الشعوب والتجمعات البشرية عن بعضها البعض، وحسب الدراسات وكتب التاريخ فإنّ علماء الآثار يعتقدون أنّ الثورة الزراعية ظهرت بكامل صورها ومظاهرها في مدن الحضارة السومرية الموجودة في العراق قبل حوالي 5500 سنة.