-

مظاهر تطور حقوق الإنسان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم حقوق الإنسان

يعتبر مصطلح حقوق الإنسان الذي نعرفه ونتعامل معه مصطلحاً دولياً تم وضعه داخل أروقة هيئة الأمم المتحدة، وكان نتيجة رد فعل على نتائج الحرب العالمية الثانية، وحقوق الإنسان كمفهوم ليس بالجديد على البشرية وإنما أخذ أشكالاً متعددة قديماً، حيث كانت نتاج حراك بشري يحاول رفض العبوية والتسلط والمعاناة واستغلال الأطفال والمذابح الجماعية.

إنّ حقوق الإنسان هي الحقوق التي ينبغي أن يتمتعوا بها البشر، والذين ينطبق عليهم الشرط الإنساني، وهذه الحقوق ليست منة أو منحة من أحد، ولا يستطيع أي أحد أن يمنعها او يوقفها كونها حق من حقوق الإنسان، وقد تختلف القوانين والانظمة القانونية من دولة إلى أخرى، ولكن تبقى الاستحقاقات لا لبس ولا غموض حولها في القانون الدولي، وعلى كل دولة تهيئة أنظمتها القانونية بحيث تستوعب وتطبق وتحترم القانون الدولي، فحقوق الإنسان كتعبير لم يستخدم إلا في وقت قريب حيث كان يتم تداول الحقوق دون ربطها بالإنسان، إلى أن تم ربط حقوق الإنسان نتيجة الانتماء إلى الجنس البشري.

مظاهر تطور حقوق الإنسان

الحضارات القديمة

ارتبط مفهوم حقوق الإنسان بمرحلة ظهور الدولة والقانون الذي ينظم العلاقات داخل الجتمع، وهذه المرحلة ليست بالمرحلة المهمة وليس لها تأثير في حقوق الإنسان وذلك لإنتشار العبودية وسطوة رجال الدين.

الديانات السماوية

يعتبر ظهور الديانات السماوية خاصة الديانة الإسلامية والديانة المسيحية نقطة تحول في تطور نظرة المجتمع للإنسان، فقد حثت الديانات السماوية على تقدير الإنسان، وإعلاء قيم المساواة والحق والعدل.

الشرعة العظمى

عرفت بالوثيقة العظمى، وهي وثيقة أصدرها ملك إنجلترا جون هنري الثاني في عام 1215م، وأعتبرت كدستور وضمنت 63 مادة مختلفة، وجاءت الوثيقة لتنظيم العلاقة بين الملك والإقطاعيين، والبرلمان والمواطنين، ونصت على أنّ استقلالية القضاء والعدالة والحرية الشخصية من اهم الحقوق التي منحتها الوثيقة للشعب.

عريضة الحقوق

رفعت هذه الوثيقة من البرلمان الإنجليزي إلى الملك عام 1628م، ونصت على تذكير الملك بحقوق الشعب، وعدم فرض ضرائب جديدة إلا بموافقة البرلمان، مع وضع الضمانات لذلك.

مذكرة الإيباس كوربس

معناها إليك جسدك، وتعني هذه الوثيقة باستقلالية القضاء، ووضع ضوابط للتوقيف، وحماية الحريات الشخصية في الدولة، وصدرت في إنجلترا عام 1628م.

شرعة الحقوق

صدرت عام 1689م في إنجلترا، حيث بدأت بذكر المخالفات القانونية التي قام بها الملك جيمس الثاني، وجاء ذلك للتنبيه بعدم تكرار هذه المخالفات، كما أكدت الوثيقة على إعطاء الحق للمواطنين تقديم الإلتماسات للملك دون خوف، كما أنّه لا يجوز للملك إيقاف القوانين أو الإعفاء من تطبيقها.

الاستقلال الأمريكي

صدر هذا الإعلان عام 1776م الذي أكد على مبدأ الحريات، وحقوق الإنسان لدى جميع البشر منذ الميلاد دون شروط، وكان هذا الإعلان عقب استقلال المستعمرات الأمريكية عن إنجلترا.

إعلان حقوق الإنسان

صدرعقب الثورة الفرنسية عام 1789م، وكان أول وثيقة تعترف بحقوق الإنسان بشكل واضح لما لها من بعد عالمي، واهتمت بعدة مبادئ منها، حقوق المواطنين في إدارة بلادهم، وحرية الرأي، والتساوي في الحقوق، والتوازن بين الأفراد ومصلحة المجتمع.

كل هذه المراحل مهدت لجعل حقوق الإنسان محوراً عالمياً وقد ظهر هذا في ميثاق الامم المتحدة في عام 1945م في مدينة سان فرانسيسكو، والذي مهد لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948م الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ البشرية جمعاء من أجل صون كرامة البشر وحقوقهم في إتفاقيات دولية ملزمة.