الثورة الصناعيّة عبارة عن سلسلة من التغييرات التي حدثت على أساليب الصناعة، بحيث أصبح الإنسان يستخدم الآلات مكان الأيدي العاملة في الإنتاج الصناعي وكذلك الزراعي، وقد بدأت المجتمعات تتحوّل تدريجياً من مجتمعات زراعية إلى مجتمعات صناعيّة، بدأت الثورة في أوروبا بالتحديد في الربع الأخير من القرن الثامن عشر، وكان لها آثار كبيرة على حياة الإنسان، وسنتحدث في هذه المقالة عن مظاهر الثورة الصناعيّة في أوروربا بشكل رئيسيّ، وعن بريطانيا التي تعتبر أوّل دولة صناعيّة في العصر الحديث.
ارتبطت الثورة الصناعيّة مكانياً ببريطانيا التي تعتبر أول دولة صناعيّة في العصر الحديث، وذلك لعدّة أسباب أبرزها:
انعكست مظاهر الثورة الصناعيّة في مجالات مختلفة منها:
اخترعت الآلة البخارية على يد جيمس وات عام 1772م، وأصبحت تستخدم في تشغيل آلات الغزل والنسيج والقاطرات، ثمّ كانت المحاولة التالية لاستخدام البخار في النقل عام 1787م.
تمكن الفرنسي إتيان لينوار من اختراع محرّك الاحتراق الداخلي بوساطة البنزين عام 1860م، وتمكن الألماني رودلف ديزل من تطوير محرك الاحتراق الداخلي باستخدام زيت الديزل (السولار) وقوداً عام 1892م، وهو المستخدم حالياً في تسيير الحافلات، والشاحنات، والسيارات، وبعض القطارات، والسفن. وكان الاختراع الأكبر في مجال الكهرباء على يد العالم البريطاني مايكل فارداي الذي اكتشف مبدأ عمل المولد الكهربائي عام 1831م، وتمكن توماس أديسون من اختراع المصباح الكهربائي عام 1879م.
استخدم الفحم والحديد منذ سنوات طويلة، وكانت وسائل استخراجها بدائية حتى اختراع الآلة البخارية، إذ صار بالإمكان استخراج الفحم من الطبقات العميقة في الأرض، وقد ازداد استخراج الحديد فانتشرت مصانع الصلب والحديد.