مدينة مشهد والتي عُرفت قديماً باسم طوس من المدن الكبرى في دولة إيران، بالإضافة إلى أنّها من أعظم المدن في خراسان، فُتحت هذه المدينة في عصر الخليفة عثمان بن عفان، تتميّز بوجود العديد من الآثار والمزارات والمقامات المتنوّعة، وأهمها المرقد الخاص بالإمام علي بن موسى الرضا، وسميت هذه المدينة نسبة إلى مشهد هذا الإمام، ويبلغ عدد سكانها حوالي أربعة ملايين نسمة.
تتميز مدينة مشهد بموقعها في أقصى إقليم خراسان، وفي مكان قريب من مدينة طوس القديمة، وبالتحديد في وادي شف رود الواقع على الضفة الجنوبية من النهر، ويبلغ ارتفاعها حوالي 985 متراً فوق سطح البحر، وتحدها من الجهة الشمالية مدينة كلات نادر، ومن الجهة الشمالية الشرقيّة تركمنستان، ومن الجهة الشرقيّة كل من أفغانستان ومدينة هراة، ومن الجهة الغربية مدينة نيشابور، ومن الجهة الجنوبية مدينة فريمان.
كانت البدايات الأولى لمدينة مشهد عبارة عن قرية صغيرة تتبع بشكل رئيسيّ لمدينة طوس القديمة، وتعرّضت هذه المدينة للهجوم من قبل تيمورلنك المغولي، مما أدى إلى طمس جميع معالمها، حيث هاجر من تبقّى من أهلها، وتم تحصينهم في مرقد الإمام الرضا، وعمّروا العديد من الأبنية لكي يستقروا فيها، وتم تعيين الأمير شاهرخ بن الأمير تيمور الكوركاني الخواجة سيد ميراز مسؤولاً عن هجرة الأشخاص المتحصنين حول المرقد الشريف إلى مقامهم الأول في طوس، وبنى حصناً حصيناً حول المباني الخاصة بهم، ومع مرور الوقت تطوّرت هذه القرية الصغيرة لتصبح مدينة.
تتميّز مدينة مشهد بإحاطتها بالعديد من الجبال الممتدة على طول وادي كشف رود، والذي يعد بمثابة فاصل ما بين مدينة طوس القديمة عن سهل نيسابور، حيث تبلغ المساحة الكلية لها حوالي 27.487 كيلومتراً مربّعاً، بالإضافة إلى امتداد منتصفها للشارع الرئيسيّ المركزي من الجهة الشمالية الشرقيّة، وإلى الجهة الجنوبية الشرقية لهذه المدينة، ويتميّز هذا الشارع بوجود بوابتين على مدخله، يتمكّن من خلالهما الزائر من دخول المشهد الرضوي المقدس، وهي تضم العديد من المعالم المهمة فيها وأهمها: