تعتبر علامات الدخان الضخمة المتصاعدة في الجو واحدة من أول وسائل الاتصال المستخدمة في الماضي، وكانت تستخدم بهدف نقل الأخبار أو الإعلام عن حدوث أمرٍ خطير أو بهدف جمع السكان في بقعة معينة، وكانت تتم من خلال سلسلة من الحرائق الضخمة التي يمكن أن تقطع مسافات طويلة، وقد طورت علامات الدخان هذه لتتضمن عدة أشكال بحيث يقدم كل شكل منها معلومة واضحة ومحددة.[1]
كان يستخدم الحمام الزاجل في نقل الرسائل المكتوبة من منطقة محددة إلى منطقة محددة أخرى، وقد اعتمدت وسيلة الاتصال هذه لدى الرومان، كما أن هنالك دلائل على استخدامها في نقل الرسائل ما بين بغداد وسوريا خلال عام 1167 للميلاد، كما استخدمت بكثرة خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.[1]
اعتمد الناس على الرسائل المكتوبة كوسيلة للاتصال والتواصل لعدة قرون، إلا أنها لم تكن وسيلة آمنة، حيث كان يتوجب عليهم الانتظار لوقت طويل إلا حين سفر أحدهم من أجل حمل الرسائل معه، بالإضافة إلى الشكوك حول وصول الرسائل إلى وجهتها الصحيحة، ونظراً إلى زيادة عدد الناس وحاجتهم إلى الاتصال ببعضهم البعض تم انشاء النظام البريدي والذي يعتبر نظام آمن ومضمون لنقل الرسائل، حيث أسُس أول مكتب بريد في أمريكا عام 1775 للميلاد وأخذ بالتوسع السريع حتى وصل إلى 7800 مكتب بريدي بحلول عام 1828 للميلاد، وكان القطار الوسيلة المستخدمة لنقل هذه الرسائل.[2]
ظهر التلغراف في عام 1792 للميلاد، مقدماً بذلك طريقة أسهل وأسرع للتواصل ما بين الناس، وهو نظام سلكي يعمل على نقل المعلومات عبر المسافات من خلال كسر أو وسم الروابط الكهربائية،[3] وكان يُستخدم بكثرة في فترات الحروب من أجل التبليغ عن موت أحد الجنود أو اصابته بجراح حطيرة.[1]