وسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة
تكنولوجيا التعليم
تُعَدُّ كلمة تكنولوجيا واحدة من أكثر الكلمات التي تمّ النقاش حولها من قِبل العديد من الباحثين، والمُفكِّرين، حيث كانت لهم آراءٌ مُتعدِّدة حول هذه الكلمة، ويعود ذلك؛ للاختلاف الملحوظ في تخصُّص كلِّ شخص منهم، وإلى التطوُّرات المُتعدِّدة التي تحدث كلّ يوم في الخصائص التكنولوجيّة كذلك، إلّا أنَّهم اتّفقوا على أمر واحد يخصُّها، وهو أنَّ التكنولوجيا موجودة مُنذ القِدم؛ أي منذ أن بدأ الإنسان بالاختراع، والاكتشاف، إذ اكتشفها الإنسان خلال المسيرة التطوُّعية البدائيّة التي أجراها في البيئة، ثمّ اعتبرها وسيلة، وأداة، وسخَّرها؛ لخدمته، ولتقديم المساعدة له، وفيما بعد تطوَّرت التكنولوجيا إلى أن أصبحت شيئاً أساسيّاً في حياة الإنسان، وبسبب هذا التطوُّر الكبير، والمفاجئ أصبح بعض المُفكِّرين يعتقدون بأنَّها المسؤول الأساسيّ أمام كلِّ التغييرات الحاصلة في المجتمع الحالي، ومن الجدير بالذكر أنَّ كلمة (تكنولوجيا) ظهرت لأوَّل مرَّة في مدينة ألمانيا عام 1770م، وهي تتكوَّن من قسمَين: القسم الأوَّل يتكوَّن من كلمة (techno)، وهي كلمة يونانيّة تعني: الفنّ، أو صناعة يدويّة، أمّا القسم الثاني فيتكوَّن من كلمة (Logie)، وهي تعني: علم، أو نظريّة، علماً بأنّ هذه الكلمة في اللُّغة العربيّة ليس لها معنىً واضح؛ ولذلك تمّ تعريبها فأصبحت تُلفَظ باللُّغة العربيّة (تكنولوجيا) كما هي في اللُّغة الإنجليزيّة.[1]
أمّا فيما يخصُّ مفهوم مُصطلح تكنولوجيا التعليم، فإنّه يُقصَد به: الوسائل التي تمّ تسخيرها؛ في سبيل خدمة العمليّة التعليميّة، حيث قد تكون هذه الوسائل موجودة بشكل بسيط، أو بشكل مُعقَّد، كما أنّها يُمكن أن تكون يدويّة، أو آليّة الصُّنع، ويُمكن أن تُستخدَم هذه الوسائل بشكلٍ فرديّ، أو بشكلٍ جماعيّ، علماً بأنّ هذا التعريف دلَّ على أنَّ تكنولوجيا التعليم مُصطلح يستوعب مختلف أنواع الأجهزة، والآلات، والمعدَّات التي تحتاجها العمليّة التعليميّة، وذلك منذ اختراع السبّورة القديمة، أو التقليديّة، وصولاً إلى الاختراعات التعليميّة المُتوفِّرة في عصرنا هذا، ومن الجدير بالذكر أنَّ لكلٍّ من هذه الوسائل ميِّزات مختلفة، حيث تعتمد درجة فاعليّة كلِّ واحدة منها على الخصائص، والأهمّية التي تتميَّز بها، والتي تُستخدَم بناءً عليها.[1]
وسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة
تُوجَد في العصر الحالي وسائل حديثة عديدة تُستخدَم في العمليّة التعليميّة، وتنقسم هذه الوسائل إلى أنواع عِدَّة، ومنها:[2]
- الآلات التعليميّة يدويّة التشغيل: وهذا النوع من الآلات يكون بسيطاً؛ أي أنَّه من السهل تشغيله، واستخدامه، حيث تمّ استخدام هذه الآلات في خدمة العمليّة التعليميّة؛ نظراً لأنَّ للمُعلِّم دوراً كبيراً فيها؛ فهو يُعَدُّ عُنصراً مُكمِّلاً للعمليّة التعليميّة، إلى جانب استخدام هذه الآلات، ومن الأمثلة على هذا النوع من الآلات: المُؤشِّر الذي يُستخدَم في تحديد جزء، أو مكان مُحدَّد من الدرس الموجود على اللوح، أو على الخريطة، أو أيِّ شيء آخر تُظهره المادّة التعليميّة، وقد يكون هذا المُؤشِّر مصنوعاً من مادّة الخشب، أو قد يكون على شكل قلم معدنيّ.
- الآلات التعليميّة الميكانيكيّة: ويعمل هذا النوع من الآلات التعليميّة عن طريق تحريك أجزائها بشكلٍ مُعقَّد بعض الشيء من قِبل الإنسان، أو من قِبل مُحرِّك كهربائيّ، كما أنّ هناك نوع آخر من الآلات التعليميّة الميكانكيّة يعمل عن طريق تحويل الطاقة الكهربائيّة التي يكتسبها إلى إشعاعات ضوئيّة تتحرَّك في عِدَّة اتّجاهات، ممّا يُؤدِّي إلى عرض المحتوى العِلميّ المطلوب وِفق اتّجاه هذه الإشعاعات، ويشيع استخدام هذه الآلات عادةً مع الموادّ التعليميّة غير البسيطة، علماً بأنَّه كُلَّما تنوَّعت الموادّ التعليميّة المُعقَّدة، وازدادت، تنوَّعت الآلات التعليميّة الميكانيكيّة؛ حيث أصبح هنالك كمٌّ كبير من الآلات الميكانيكيّة التعليميّة، والتي تُكوِّن مع الإنسان ثُنائيّاً مُتفاعِلاً؛ لإتمام العمليّة التعليميّة على أفضل نحو، ومن الأمثلة على هذه الآلات: الجهاز المُستخدَم في عرض الأفلام التعليميّة، وجهاز عرض الشرائح الذي تُستخدَم معه شرائح تعليميّة تخصُّ المادّة المطروحة.
- الآلات التعليميّة الإلكترونيّة: يستخدم هذا النوع من الآلات التعليميّة الطاقة الكهربائيّة، ويُحوِّلها إلى طاقة إلكترونيّة، أو تُصبح على شكل نبضات إلكترونيّة تتحرَّك داخلها، كما أنَّها تختلف بشكلٍ كُلِّي عن الآلات الميكانيكيّة؛ حيث إنَّها لا تمتلك إشعاعات ضوئيّة داخلها، وبالرغم من هذا الاختلاف إلّا أنَّ هذه الآلات تحتوي على أجزاء ميكانيكيّة داخلها.
- التعليم بمساعدة الحاسوب الآليّ: أصبح الإنسان في الوقت الحالي يستعين بالحاسوب؛ لعرض الموادّ التعليميّة المختلفة.
- التعليم بمساعدة الحاسوب الذكيّ: ويعني التعليم باستخدام الحاسوب المُزوَّد بالذكاء الاصطناعيّ؛ حيث يتمّ استخدام العديد من البرامج التي تُنمِّي الذكاء، فيُصبح المُتعلِّم أكثر تجاوُباً، وأكثر فَهْماً للدروس، ويمكن تشبيه هذا الحاسوب بالمُعلِّم الخاصّ الذي يتَّخذ أسلوباً مُعيّناً في التدريس وِفقاً لكلِّ شخص، كما يُمكن من خلال هذه الطريقة تمييز جوانب القوَّة، والضعف لكلِّ مُتعلِّم.
فوائد الوسائل التعليميّة التكنولوجيّة الحديثة
تمتلك الوسائل التعليميّة الحديثة فوائد مُتعدِّدة، ومنها:[3]
- تنوُّع الخبرات التعليميّة المُستفادة من قِبل الطالب: حيث إنَّ تكنولوجيا التعليم تُتيح للطلبة العديد من الخبرات، والمواقف المُتنوِّعة، والتي تُعتبَر جزءاً من الواقع، وفي الوقت ذاته مُهمّة للطلبة، كما أنَّ الطالب يحصل على خبرات مُعيَّنة لا يستطيع المُعلِّم أن يُوفِّرها له داخل الغُرفة الصفِّية، وفي حال لم يستطع الطالب الحصول على الخبرات؛ فإنَّ هذه التقنيات تُوفِّر خبرات بديلة بشكلٍ بسيط، ومُصوَّر.
- تغيير السلبيّة المُصاحبة للعمليّات التعليميّة إلى عمليّة تفاعليّة: ساهمت الوسائل التعليميّة الحديثة في تشجيع الطلبة على التفاعل، والبحث، والاكتشاف عِوضاً عن التلقِّي الشفهيّ، والسلبيّ للمعلومات دون بذل أيِّ جُهد في البحث عنها، كما تزيد هذه التقنيات من لفت انتباه الطلبة، ممّا يُؤدِّي إلى تقليل نسبة الطلبة الذين يشرد تفكيرهم بسرعة، ويتشتَّت؛ وذلك بسبب التقنيات التعليميّة المُتنوِّعة، والجاذبة للانتباه، بالإضافة إلى أنّ هذه التقنيات تساهم في السماح للطلبة بتجربة كلِّ التساؤلات التي في أذهانهم عبر المُحاكاة.
- التقليل من المشاكل المُتنوِّعة التي تُظهِر الفروق الفرديّة بين الطلبة: وذلك عبر مُساهمة هذه الوسائل، والتقنيات في توفير العديد من الخبرات التي تتناسب مع المُستويات جميعها، حيث يستطيع الطالب التعلُّم بشكلٍ منفرد، وفي أيِّ وقت يُريده.
- إيجاد حلول للمشاكل المُتعلِّقة بالزمان، والمكان: فقد أصبح من المُمكن الدراسة في العديد من الأماكن البعيدة، أو التي تُعَدُّ خطرة، ولا يُمكن زيارتها، أو التي تحتاج إلى مبالغ ماليّة طائلة؛ للوصول إليها؛ فعَبر هذه التقنيات يستطيع الطالب الوصول إلى هذه الأماكن، وهو في مكانه.
- التعويض عن النقص في المُعلِّمين الأكفياء: فقد أتاحت هذه التقنيات لعدد كبير من الطلبة الوصول إلى عدد كبير من المُعلِّمين الأكفياء، والتعلُّم منهم، كما أتاحت للطلبة فرصة استكمال دراستهم، والالتحاق بجامعات مُختلفة، والتعلُّم عن بُعد، وعندها يحصل الطالب على شهادة جامعيّة من جامعة مُعترَف بها، وهو في بلده.
المراجع
- ^ أ ب أ.د.نور الدين زمام، أ.صباح سليماني (2013)، تطور مفهوم التكنولوجيا واستخداماته في العملية التعليمية (الطبعة الأولى)، الجزائر: جامعة محمد خيضر بسكرة، صفحة 165,166. بتصرّف.
- ↑ عوض التودري (2009)، تكنولوجيا التعليم: مستحدثاتها وتطبيقاتها (الطبعة الأولى)، صفحة 68,69,70,108,109. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد آل سالم، تقنات التعليم كأحد مرتكزات الجودة والإعتماد (الطبعة الأولى)، صفحة 7-12. بتصرّف.