-

عمل الرسول في التجارة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عمل الأنبياء

يعتبر العمل سنةً من سنن الحياة، وركيزةً أساسيّة من ركائز ديمومتها واستمرارها، وقد كان أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاة وأتمّ التسليم مثالاً ونموذجاً في العمل والبذل، سواءً كان ذلك في مجال الدعوة والتبليغ، أو مجال الكسب الطيب من أجل تحصيل لقمة عيشهم.

عمل النبي في التجارة

اشتهر نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام بعمله في التجارة قبل البعثة وبعدها، وقد ساهمت عوامل كثيرةٌ في نجاحه في تجارته وبيعه وشرائه منها امتلاكه لمقومات التاجر الناجح، وتحلّيه بالصفات والأخلاق الطيبة كالصدق والأمانة. وقد تاجر مع عمه، وفي أموال السيدة خديجة.

تجارته مع عمه أبي طالب

رافق النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة عمه أبا طالب عندما كان يذهب بتجارته إلى الشام، فاستفاد من ذلك خبرةً كبيرة، كما كان عليه الصلاة والسلام يتاجر في أسواق العرب الشهيرة مثل: سوق عكاظ والمجنة.

تجارته بأموال السيدة خديجة

عندما سمعت السيدة خديجة رضي الله عنها بما تميز به النبي عليه الصلاة والسلام من الأمانة وصدق الحديث، أدركت أنه سوف يكون خير وكيلٍ لها على تجارتها، فأوكلت له مهمة إدارة تجارتها مع الشام، وقد نجح عليه الصلاة والسلام بتحقيق الأرباح الكبيرة من الصفقات التجارية الناجحة التي كان يعقدها مع التجار لصالحها.

من هدي النبي الكريم في التجارة

كان للنبي عليه الصلاة والسلام منهجٌ قويم، وهدي نبويّ سامٍ في البيع والشراء، يضمن للتاجر إن استقام عليه أن يبارك الله له في تجارته، ويكون مع النبيين والصديقين يوم القيامة بفضل صدقه وبره وأمانته، وإنّ أبرز خصائص الهدي النبوي في البيع والشراء:

  • السماحة: فقد كان نبي الله سمحاً في بيعه وشرائه، ومعنى السماحة في البيع أن يكون سهلاً ليناً رفيقاً بالناس، مستشعراً بأحوالهم، يقيل عثراتهم، ولا يحمّلهم ما لا يطيقون، وفي الحديث النبوي الشريف: (رحمَ اللهُ رجلًا، سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشترى، وإذا اقْتضى) [صحيح البخاري] .
  • المساومة: فقد كان نبي الله يساوم في البيع حتّى لا يغبن، بمعنى أنّه ينظر إلى السلعة ويقدّر ثمنها، ثمّ يعرض على التاجر الذي يبيعها العوض الذي يراه مناسباً لها، ففي الحديث: (عن سوَيْدِ بنِ قيسٍ قال : جَلبتُ أَنا ومَخرفةُ العبديُّ ، بَزًّا من هَجرَ فأتينا بِهِ مَكَّةَ فجاءَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يمشي فساومَنا بِسراويلَ ، فبِعناهُ ، وثمَّ رجلٌ يزنُ بالأَجرِ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : زِن وأرجِحْ) [صحيح] .
  • الترجيح في الميزان: فقد كان من سنة النبي عليه الصلاة والسلام الدعوة إلى ترجيح الميزان لصالح المشتري حينما قال لأحدهم يوماً (زِن وأرجِحْ) [حسن صحيح].
  • النهي عن التعامل بالبيوع المحرمة: والتي يتخللها الغبن أو الخديعة أو الربا أو الغرر، أو التجارة في الأمور المحرمة التي تضر الناس.