-

طرق تحفيظ القرآن للصغار

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرآن الكريم

يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام، وحياً بواسطة الملك جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدور، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة.[1]

طرق تحفيظ القرآن للصغار

يُعدّ تحفيظ القرآن الكريم للأطفال من أهمّ الأعمال وأنفعها، حيث إن القرآن الكريم دستور الأمة ومنهاج حياتها، وسبيل العزّة والتمكين، والثبات على الإيمان بالله واليوم الآخر، بالإضافة إلى أن الأطفال أمانةٌ في في أعناق والديهم، فقد أوصاهم الله -تعالى- والرسول -صلى الله عيله وسلم- بالاعتناء بهم، مصداقاً لما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضيِّعَ مَن يقُوتُ)،[2] والضياع قد يكون دينياً، أو أخلاقياً، أو مادياً، أو نفسياً، وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال يقيهم من جميع أنواع الضياع، وهناك العديد من القواعد التي تساعد على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال، وفيما يأتي بيانها:[3][4]

  • رواية القصص الواردة في القرآن الكريم على مسامع الطفل: يُعدّ الأسلوب القصصي من الأساليب المحبّبة للأطفال، ولذلك فإن سرد بعض القصص التي وردت في القرآن الكريم على مسامع الطفل بطريقةٍ سهلةٍ ومشوّقةٍ ثم قراءة الآيات التي وردت فيها القصص، يؤدّي إلى تعلّق الطفل بالقرآن الكريم، ويزيد من رصيده اللغوي القرآني، وهو ما يسهّل عليه عمليه حفظ القرآن الكريم في المستقبل.
  • تحفيز الطفل على حفظ القرآن الكريم: يعدّ الترغيب والتحفيز من أهم الأساليب لتشجيع الأطفال على الحفظ، ويمكن تحفيز الأطفال من خلال عمل احتفال صغير عند حفظه لجزءٍ معيّنٍ من القرآن الكريم، أو إهدائه مصحفاً للحفظ، لا سيّما أن النفس جبلت على حبّ التملك، ويظهر ذلك واضحاً من اعتناء الأطفال بألعابهم، ولذلك فإن إهدائه مصحفاً يجعله أكثر تعلّقاً بالقرآن الكريم، ويشجّعه على حفظه من غير توتّر، ومن أساليب التحفيز عمل مسابقةٍ للطفل وإخوته أو أصدقائه في المنزل، وطرح بعض الأسئلة التي تنشّطهم وتساعدهم على الحفظ.
  • استخدام الوسائل الحديثة التي تساعد على الحفظ: حيث إن الأطفال يُحبّون استعمال التقنيات الحديثة، ولذلك يمكن استخدامها لتساعده على حفظ القرآن الكريم بدلاً من استعمالها في أمورٍ أخرى.
  • تشجيع الأطفال على إمامة الصلاة: حيث إن تشجيع الطفل على إمامة أصدقائه أو إخوته في الصلاة تزيد من ثقته بنفسه، وتُشجّعه على حفظ القرآن الكريم.
  • الحفظ في حلقات المسجد: من أهم الوسائل التي تساعد الطفل على الحفظ التزامه بحلقات التحفيظ في المسجد، لا سيّما أن في هذه الحلقات تفعيلٌ للتنافس بين الطفل وبين أقرانه، ومساعدة على ضبط التجويد والقراءة الصحيحة.
  • البحث في المعجم الميسّر عن معاني كلمات القرآن الكريم: فمن خلال حثّ الأطفال على استخراج معاني كلمات القرآن الكريم من المعجم، تنمو ثروتهم اللغوية، ويسهل عليهم حفظ القرآن الكريم.
  • قراءة القرآن الكريم أمام الأطفال: فقراءة القرآن الكريم على مسامع الطفل يشجّعه على حفظه فيما بعد، عدا عن البركة والخير العظيم الذي يحل على البيت وأهله عند سماع القرآن الكريم، والطفل مفطورٌ على حب التقليد، فعندما يرى من حوله يحرصون على قراءة القرآن وحفظه سيجعله يفعل مثلهم، وقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ).[5]

فوائد حفظ القرآن الكريم

إن لحفظ القرآن الكريم العديد من الفوائد والفضائل، وفيما يأتي بيان بعضها:[6][7]

  • النجاة من عذاب النار: فحفظ القرآن الكريم سببٌ للنجاة من النار.
  • نيل الشفاعة يوم القيامة: حيث إن القرآن الكريم يأتي شفيعاً لأهله يوم القيامة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[8]
  • نيل الاحترام والتوقير: حيث إن حفظ القرآن الكريم سببٌ لنيل احترام الناس وتوقيرهم، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ من إجلالِ اللهِ تعالى إكرامَ ذي الشيبةِ المسلمِ وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه والجَافي عنه، وإكرامَ ذي السلطانِ المُقسطِ).[9]
  • رفعة الدرجات في الجنة: حيث إن الله -تعالى- يرفع درجات حافظ القرآن الكريم في الجنة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يقال لصاحبِ القرآنِ يومَ القيامةِ اقرأْ وارقَه؛ فإن منزلَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُها).[10]
  • يقدّم حافظ القرآن على غيره في كثيرٍ من الأمور: حيث يقدّم حافظ القرآن على غيره في إمامة الصلاة، ويقدّم على غيره في القبر عند الاضطرار لدفنه مع غيره، ويقدّم في الإمارة إذا كان مطيقاً لحملها، أما في الآخرة فيلبس تاج وحلّة الكرامة، وتكون منزلته عند آخر آية يحفظها، وترافقه الملائكة، ويُلبس والديه الذين تعبوا في تربيته تاجاً نوره كنور الشمس، ويكسيهما حلّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها.[11]

خصائص القرآن الكريم

إن الله -تعالى- ميّز القرآن الكريم على غيره من الكتب السماوية الأخرى بالعديد من الخصائص، ومنها أن الله -عز وجل- تكفّل بحفظه، مصداقاً لقوله تعالى: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[12] بينما كلّف الأمم الأخرى بحفظ الكتب التي أنزلها عليهم، وعلى الرغم من كثرة أعداء الإسلام عبر العصور وتآمرهم عليه، وتخطيطهم ومكرهم لصد الناس عنه، وسعيهم جاهدين للتغيير والتبديل بما فيه، إلا إنهم لم يتمكّنوا من تغيير حرفٍ واحدٍ من القرآن الكريم،[13] فقد هيّأ الله -تعالى- للقرآن الكريم أسباب الحفظ، حيث أنزله على أمةٍ معتادةٍ على الحفظ، فقد كان العرب يحفظون القصائد الطويلة بمجرّد سماعها لأول مرة، وسخّر لخدمة القرآن الكريم الكثير من العلماء المجتهدين؛ فقاموا بتحفيظ القرآن لأبنائهم، وطلّابهم، وجعل القرآن الكريم سهلاً ميسّراً للحفظ.[14]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى القرآن الكريم في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 4240، صحيح.
  3. ↑ د. المصطفى إيدوز (6-6-2012)، "كيف أساعد أطفالي على حفظ القرآن الكريم؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ د.أماني زكريا الرمادي، "كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم ؟!!"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1385، صحيح.
  6. ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم"، www.ar.islamway.net، 4-6-2006. بتصرّف.
  7. ↑ "الحكمة من حفظ القرآن الكريم في الصدور"، www.islamweb.net، 2005-12-18، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
  9. ↑ رواه النووي، في التبيان، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 35، حسن.
  10. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5/282، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  11. ↑ "مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة"، www.islamqa.info، 2002-3-6، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  13. ↑ "أن الله سبحانه و-تعالى- تعهد بحفظه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
  14. ↑ علي بن عبد العزيز الراجحي، "خصائص القرآن الكريم وحقوقه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.