أهم خطوة لتربية الطفل من عمر السنة هي تعلم قراءة مشاعره التي يعبر عنها بطريقته الخاصة، ويأتي دور الأهل هنا باكتشاف طريقة تعبيره التي قد تكون ظاهرةً أو مبهمة، إذ يظهر بعض الأطفال الحزن بالوجه العبوس، أو بالتقليل من تناول الطعام، أو بالرغبة بالعزلة وعدم اللعب مع الأطفال، أو بعدم الضحك أو الابتسام، أو بقلة أحاديثه واستفساراته، أما في حال كان الطفل خجولاً وهادئاً بطبيعته فلا يعني ذلك أنّه حزين، لكنه قد يعبر عن حزنه بتغيرات في تصرفاته كزيادة رغبته بالعزلة، أو زيادة مخاوفه.[1]
لا يتوارث الأطفال الصفات والسلوكيات من الأهل عن طريق الجينات فقط، بل يتوارثونها عن طريق المشاهدة والتأثر، لذا يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة وإيجابية أمام الطفل بالتعبير عن الحزن والاستياء باعتدال، وبطريقة صحيحة تُعلم الطفل أن الحزن جزءً مهماً من الحياة، وبتعليمه طريقة التغلب عليه، وإيجاد حلول أفضل والتعلم من الأخطاء.[1]
الطفل بعمر السّنة يحب الاستكشاف وتجربة أشياء جديدة، لذا من الضروري تأمين البيئة والجو الآمن والمناسب للاستكشاف، والقيام بمغامرات تزيد من مهاراته، مثل تخصيص درج من دروج المطبخ بملئه بالصناديق البلاستيكية الآمنة، والملاعق الخشبية أو غيرها من الأغراض مختلفة الأشكال، مع الحرص على تنبيهه عندما يسيئ التصرف أو يحاول القيام بأمر خطر.[2]
تزداد حركة الطفل وقدراته مع تقدمه في العمر وبعد بلوغه للعام الأول من عمره، ولذا من الضروري تهيئة المنزل وجعله آمناً عن طريق تثبيت الأسوار الخاصة بالأطفال عند المخارج، أو أمام السلالم، وإخفاء الأسلاك بشكل جيد في الأماكن التي يصل لها الطفل، وإبعاد الأواني والتماثيل عن الطاولات، وإبعاد المنظفات والمواد الكيميائية.[2]
لا يفهم الطفل بعمر السنة طبيعته فكرة المشاركة، وقد يكون متملكاً بما يخص ألعابه، وفي هذه الحالة يجب على الأم عدم إجباره على المشاركة، بل عليها أن تعطيه عدداً محدوداً من الألعاب الخاصة به وتطلب منه عدم مشاركتها مع الأطفال الآخرين حتى يشعر بأنه لديه بعضاً من السلطة.[3]