علاج الصداع النصفي
الصداع
الصداع هو ألم في الرأس، وفي الغالب هو عرض وليس مرض بحدّ ذاته، وهو من أكثر الأعراض الشائعة. على الرّغم من أنّ الصداع المتكرّر قد يدلّ على وجود مشكلةٍ إلا أنّ أغلب حالات الصداع لا تعني أن هنالك مشكلة عضوية، وهي قد تكون بسبب توسّع الأوعية الدموية في الدماغ، أو بسبب شدٍّ في عضلات فروة الرأس أو العنق.[١]
أنواع الصداع
هناك أنواع عديدة من الصداع، منها:[٢]
- الصداع التوتّري (بالإنجليزية: Tension Headache): هو أكثر أنواع الصداع انتشاراً، ويكون على شكل شدٍّ وألم مستمر ضاغط حول الرأس خاصّةً في المنطقة الخلفية من الرأس والعنق، ولكنه ليس بحدّة صداع الشقيقة، ويمكن للمسكّنات التي تُشترى من الصيدليّة دون نشرة طبيّة علاج الصداع التوتريّ كالإسبرين.
- الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache): يُصيب الرّجال عادةً أكثر من النساء، ويأتي فجأةً في جهة واحدة من الرأس، وعادةً ما يكون مَصحوباً باحتقان في الأنف أو بسيلان الأنف وتدميع العين، وسببه غير معروف، لكن يُمكن أن يكون للجينات سبب في حدوثه.
- صداع الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus headaches): عندما تلتهب الجيوب الأنفيّة يُمكن أن تُسبّب الألم، وقد يصاحب التهاب الجيوب ارتفاعاً في درجة الحرارة، وتشكّل ضغطاً عند منطقة الرأس مما يسبّب الصداع.
- 'الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine).
الصداع النصفيّ
الصداع النصفي أو الشقيقة هو أحد أنواع الصداع، ويأتي على شكل نوبات مُتكرّرة، عادةً ما يكون متوسّطاً إلى شديداً في حدّته، وهو يتزايد بشكل تدريجي، ويُشكّل ما يقارب 12% من أنواع الصداع الأخرى، ويُصيب في الغالب الأفراد الّذين أعمارَهم تتراوح ما بين 10-30 سنة، وفي الغالب يكون في جهة واحدة من الرأس لكن يمكن أن يأتي في جانبي الرأس، ويستمرّ من ساعات إلى أيام، وعادةً ما يكون مصحوباً بغثيان وتقيؤ.
يكون الصداع نابضاً في طبيعته، وخلال نوبة الصداع يكون المريض حسّاساً للضوء والأصوات، وعادةً يُصيب النساء أكثر من الرجال. هناك أنواع محددة من الجينات لها دور كبير في حدوث الشقيقة وتأثيرها على خلايا الدماغ، ويُشار إلى أنّ الشقيقة يُمكن أن تُورّث بين أفراد العائلة الواحدة.[٣][٤][٥]
العوامل التي تحفّز نوبة الصداع النصفي
هناك عوامل وأمور عديدة قد تُحفّز وتُثير حدوث نوبة الصداع النصفي، منها:[٥][١][٦]
- الضجيج.
- الضوء الساطع.
- الشدّ أثناء التبرّز أو السعال.
- بعض الأطعمة والمشروبات مثل: الأجبان، والشوكولاتة، واللحوم المصنّعة، والكحول؛ وذلك بسبب احتواء هذه الأطعمة والمشروبات على المواد الآتية: النترات، والجلوتامات، والأسبارتام، والثيامين.
- التوقّف المفاجئ عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- عدم تناول الطعام لفترات طويلة قد يُحفّز حدوث نوبة الصداع النصفيّ.
- بعض أنواع الأدوية؛ كالأدوية الهرمونية، والأدوية التي تُستخدم في حال ارتفاع الضغط، أو اضطراب الهرمونات.
- الاضطرابات والضغوط النفسية.
- نقص النوم.
- بعض الروائح.
أعراض الصداع النصفي
كي يُصنّف الصداع أنه صداع نصفي يجب أن يشعر المريض بعدّة أعراض، منها:[٥]
- حدوث أكثر من خمس نوبات صداع تتراوح في مدتها ما بين أربع ساعات إلى ثمانٍ وأربعين ساعة.
- أن يكون الصداع في جهة واحدة من الرأس أو يُغطّي شبه جهة واحدة وليس كل الرأس، رغم أنّ هناك حالات قد تأتي بصداع يشمل جهتي الرأس.
- طبيعة الصداع نابضة؛ أي كأنّ شيئاً ينبض في الرأس.
- شدّة الصداع متوسطة إلى شديدة الحدّة، وتُعطّل الشخص عن القيام بالنشاطات اليومية.
- تفاقم الصداع مع الأنشطة البدنية.
- تغيّر في الشهيّة وغثيان أو تقيؤ.
- الأورة (بالإنجليزية: Aura)؛ وهي أعراض مؤقتة تحدث بسبب خللٍ دماغيّ بؤريّ تسبق نوبة الصداع النصفيّ وتستمر لمدّة تقلّ عن 60 دقيقة، ومن أعراضها: حدوث اضطراب بصري مُتجانس كرؤية بقع ضوئيّة أو تعرّجات ضوئية أو عتمات وامضة، وحدوث خدران وتنميل في جانب واحد من الرأس، وحدوث ضعف في جانب واحد من الرأس، وفقدان القدرة على الكلام، لكنّها لا تحدث في جميع أنواع الشقيقة.
- رهاب الضوء أو رهاب الصوت أو رهاب الرّوائح.
علاج الصداع النصفيّ
الخطوة الأولى لعلاج الصداع النصفيّ هي تجنّب المُحفّزات لحدوث الصداع النصفيّ، أما عن علاج النوبات الحاصلة فالعلاج يكون حسب شدّة النوبة؛ النوبات مُنخفضة الشدّة يُمكن علاجها بمضادّات الالتهاب اللاستيرويدية مثل دواء إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو دواء نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen). في حال كانت نوبة الشقيقة متوسّطة إلى شديدة في حدّتها؛ فيكون العلاج باستخدام أحد الأدوية الآتية:[٥][٧]
- أدوية التريبتان (بالإنجليزية: Triptans): هي أدوية مُحفّزة لمُستقبلات السيروتونين وفعّالة في علاج نوبات الصداع النصفي، ومتوفّرة على شكلين؛ أدوية تؤخذ عن طريق الفم مثل: ناراتريبتان (بالإنجليزية: Naratriptan)، وريزاتريبتان (بالإنجليزية: Rizatriptan)، و وزولميتريبتان (بالإنجليزية: Zolmitriptan)، أو دواء سوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan) الذي يتواجد على ثلاثة أشكال: رذاذ أنفي أو إبرة تأخذ تحت الجلد أو أخذه عن طريق الفم.
- ثنائي هيدروإرغوتامين (بالإنجليزية: Dihydroergotamine)، ويُستخدم كرذاذ أنفي.
- الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen).
بالنّسبة للوقاية من الصّداع النصفيّ تُستخدم الأدوية فقط في حال نوبات الشقيقة الشديدة وتعطّل المريض عن القيام بواجباته اليوميّة، وفي حال تكرّرت نوبات الصداع النصفيّ أكثر من ثلاث مرات في الشهر. من الأدوية التي تُستخدم لعلاج نوبات الصداع النصفيّ:[٦][٥]
- مضادات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsants)، مثل: توبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate)، أو ثنائي فالوبروكس الصوديوم (بالإنجليزية: Divalproex Sodium).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant) مثل: أميتربتالين (بالإنجليزية: Amitryptiline) ونورتربتلين (بالإنجليزية: Nortriptyline).
- حاصرات المستقبل بيتا (بالإنجليزية: β-Blockers) مثل عقار بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol).
- دواء ميثيسيرجيد (بالإنجليزية: Methylsergide).
- عقار الريبوفلافين (بالإنجلزية: Riboflavin) وهو عبارة عن فيتامين ب2.
- حاصرات قنوات الكالسيوم مثل: فيراباميل (بالإنجليزية: Verapamil).
علاج الصداع النصفي بطرق غير دوائية
هناك طرق غير دوائيّة لعلاج الصداع النصفي المزمن، وقد تنجح مع أفراد ولا تنجح مع آخرين، ولا زالت تحت الدراسة، من أهمّها:[٨][٩]
- الوخر بالإبر: التجارب الطبيّة وجدت أنّ العلاج بالوخز بالإبر ربّما يكون ناجحاً في علاج الصداع، عن طريق وخز الجلد في أماكن مُعيّنة بالإبر.
- تقنية الارتجاع البيولوجي (بالإنجليزية: Biofeedback): هي تقنية يُمكن من خلالها تحقيق الاسترخاء عن طريق تعليم المريض كيفية التحكّم ببعض استجاباته الجسديّة خاصّةً تلك المُتعلّقة بالضغوطات؛ كالشدّ العضليّ.
- العلاج بالتدليك: يمكن للعلاج بالتدليك أن يُخفّف من وتيرة نوبات الصداع النصفيّ، والدراسات حالياً تُحدّد تأثير التدليك بالوقاية من الشقيقة.
- العلاج السلوكي المعرفيّ: يمكن أن ينفع هذا العلاج بعض المَرضى عن طريق تعليمهم كيف أنّ السلوكيات والأفكار تؤثّر على تَصوّر الألم.
- الأعشاب والمعادن والفيتامينات: هناك بعض الدّراسات أثبتت أنه يمكن لأعشاب اليانسون تخفيف شدّة نوبات الشقيقة أو منعها، أيضاً جرعة عالية من فيتامين ب2 قد يَمنع نوبات الصداع النصفي أو يُخفّف من وتيرته، وأيضاً هناك دراسات أثبتت أنّ مُكمّلات الإنزيم المساعد Q10 ومكمّلات المغنيسيوم قد تُخفّف من وتيرة الصداع النصفي، لكن نحن بحاجة لدراسات أكثر لدعم هذه العلاجات الطبيعيّة التي لا زالت تحت الدراسة.
المراجع
- ^ أ ب Benjamin F. Miller and Claire Brackman Keane (1987), Encyclopedia and Dictionary of Medicine, Nursing, and Allied Health, Philadelphia: W. B. Saunders Company, Page 539.
- ↑ "5 Types of Headaches", Health, Retrieved 25-12-2016.
- ↑ Benjamin F. Miller and Claire Brackman Keane (1987), Encyclopedia and Dictionary of Medicine, Nursing, and Allied Health, Philadelphia: W. B. Saunders Company, Page 771.
- ↑ "Migraine", Medline Plus, Retrieved 25-12-2016.
- ^ أ ب ت ث ج Dr. Cheryl Jaigobin and Dr. Liesly Lee (2008), Toronto Notes, Page 54-55.
- ^ أ ب James D. Bergin (2011), Medicine Recall, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 723, Part Twelve .
- ↑ "Migraine", NHS Choices, Retrieved 26-11-2016.
- ↑ Mayo Clinic Staff, "Migraine"، Mayo Clinic, Retrieved 26-11-2016.
- ↑ David Kiefer (1-8-2016), "Alternative Treatments for Migraines and Headaches"، WebMD, Retrieved 26-11-2016.