علامات الساعة الصغرى
علامات الساعة
من الحقائق الثابتة في الدين الإسلامي أنَّ ليوم القيامة ميقات غير معلوم٬ وقد أقرَّ الدين الإسلاميُّ سواءً في الحديث أم في القرآن الكريم مجموعة من العلامات أو الأشراط التي تُفيد اقترابَ يوم القيامة٬ ويدُلّ حدوث هذه الوقائع أو الأحداث على قُرب الساعة ووقوعها. تنقسم أشراط أو علامات الساعة إلى قسمين : علامات صغرى٬ وعلامات كبرى.
علامات السّاعة الصُّغرى
تختلف علامات الساعة الكبرى عن الصغرى في كثيرٍ من الجوانب؛ حيث تتقدّم الأشراط الصغرى على السّاعة وقد تحققت بعض هذه العلامات وبعضُها لم يتحقق٬ بالإضافة إلى أنَّها لا يعقبُها قيامُ الساعة قريباً٬ على عكس العلامات الكبرى فلم يتحقّق بعد أيٌّ منها٬ وتنقسم هذه العلامات إلى قسمين: علامات تحقَّقت٬ وعلامات لم تتحقّق بعد.
علامات صغرى بعيدة
هي علامات ظهَرَت وانقضَت مثل وفاة الرسول عليهِ الصّلاة والسّلام٬ وانشقاقُ القمر.
- بعثةُ النبي محمد علية أفضل الصلوات وأتمُّ التسليم إلى الناس٬ ففي حديثه عن السّاعة قال: (بُعثتُ أنا والسّاعة كهاتين٬ وقَرن بين السّبابة والوُسطى) مُتّفقٌ عليه٬ ويدل هذا الحيث اقتران حدوث الساعة مع بعثة مُحمّد عليه الصّلاةُ والسّلام.
- انشقاقُ القمر من أشراط السّاعة أيضاً٬ فقد قال اللهُ تعالى في كتابِهِ العزيز { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر } (القمر:1)٬ واستخدام الفعل الماضي (انْشَقَّ) يدُل على حُدوث هذهِ العلامة مسبقاً كما أثبتت بعض الأحاديث التي رُويت عن الرسول عليه صلاةُ والسلام هذه العلامة.
- وفاة النبي عليه الصلاةُ والسّلام٬ ففي حديثه عليهِ الصلاةُ والسّلام قال : ( اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً) رواه البُخاري.
- فتح بيت المقدس٬ فكما ذُكر في الحديث آنفاً أنّها من العلامات التي يدُل حدوثها على قرب السّاعة٬ وقد فُتحت في عَهد عُمر بن الخطّاب.
- ظهور كاذبين يدّعون النبوة٬ فقد ظهر في العهدِ القديم مجموعة من مُدَّعي النبوة أمثال: مُسيلمة الكذّاب٬ وسجاح وهي امرأة٬ وطليحة بن خويلد الأسدي وقد أسْلَمَ كلٌّ من سجاح وطليحة.
- ظهور نار من الحجاز أضاءت لها أعناق الإبل بالبصرى٬ وقد نصّ بعضُ المُؤرخين على أنّ هذه العلامة ظهرت في عام 654 هجري٬ في حقل الحمم "حرة رهط" في المدينة المنوَّرة.
علامات صغرى متوسطة
هي علامات حدثَ بعضُها وبعضُها لم يحدُث ولكن ما حَدثَ منها ما زال بازدياد وكثرة:
- ضياعُ الأمانة بإسناد الأمر لغير أهله وظهور المفسدين وتولّيهم مقاليد الأمور٬ فقد ذُكر في حديث عن النبيّ عليهِ الصّلاة والسّلام ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟ يا رسول الله ، قال : إذا أسندَ الأمرُ إلى غيِر أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري.
- انتشار الزنا والرِّبا وكثرة القتْل وظهور الفحشْ كالسِّباب واللِّعان وسوءِ القَولْ واللباس الفاضح العاري٬ وهي من العلامات التي ظهرتْ في الماضي ولكنّها في زيادة مع مُرور الوقت وقُرْبِ السّاعة.
- ظهور المعازف والمغاني والخمْر واستحلالُها؛ حيثُ تَعُم ويُجهر بها فتنتشرُ وتُصبح من الأُمور الاعتيادية في المجتمعاتْ.
- تطاوُل الحفاة والرُّعاة بالبُنيان كما تعودُ أرضُ العرب مروجاً وأنهاراً؛ ففي حديث للنبي عليهِ الصلاةُ و السلام قولُهُ : ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً ) رواه مسلم.
- ظهور نساء كاسيات عاريات٬ فعَن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم.
- شِهادةُ الزور وكتمانُ شهادةِ الحق؛ ففي حديث عن النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قولهُ: (إن بين يدي الساعة... وذكر منها: شهادةُ الزّور٬ وكتمانُ شهادة الحق) رواهُ أحمد.
- اتّباعُ سنن الأُمم الماضية كاليهود والنّصارى٬ فعن أبي هريرة :قال٬ قال (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع) رواهُ البخاري.
- تلدُ الأُم ربتها؛ حيث يكون للابن سيادة على الأُم.