-

حديث ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ماء زمزم

خلقَ اللهُ الإنسانَ محاطاً بنعم لا تُحصى في خلقه، ومن حوله جعلها الله عزّ وجلّ من أسباب الحياة، والتيسير، ومن هذه النّعم الماءُ، والذي أحيا به الخالق كلّ شيء، وقد خصّ الله تعالى المسلمين بماء يأتيه الناس من كل فجّ، وصوب، ألا وهو ماء زمزم، أشرف المياه، وأجلّها، وأغلاها، كيف لا وقد حفره جبريل عليه السلام، وسقى الله به إسماعيل، فبه الشفاءُ، وسدُّ الجوع، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ...)،[1][2]وهو براءة من النّفاق، ويُستحب أن يُشرب منه كثيراً، وقولُ بسم الله اللهم اجعله لنا علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داء، واغسل به قلبي، واملأه من خشيتك.[3]

الإعجاز في ماء زمزم

حرصَ الصحابة، والتابعون على شُرب ماء زمزم، والإكثار منه، مع استحضار النية في شربه، والدعاء، لعلمهم أنّه سيّد المياه، أمّا التحليلات العلمية فقد أثبتت أنّ ماء زمزم يخلو من أيّ نوع من الجراثيم التي تُسبب التلوث، كما أنّه يمتلك نسباً كبيرة من المعادن والتي تصل إلى ألفي ملغرام في اللّتر الواحد، مع العلم أنّ متوسطَها للتر ما بين مئة وخمسين، إلى ثلاثمئة، ومن هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم، والذي يُعتبر زمزم من أغنى مياه العالم به، والمغنيسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، فالمياه المعدنية تساعد في الشفاء من العديد من الأمراض، كالروماتيزم، والحموضة، وغيرها، كما أنّ شُرب هذا النوع من الماء يُقلّل أمراض شرايين القلب، بالإضافة إلى أنّه ماء غازيّ هاضِم، لاحتوائه على نسب عالية من البيكربونات.[4]

قصة ماء زمزم

تعود قصة مياه زمزم إلى زمن سيدنا ابراهيم عليه السلام، عندما أحضرَ زوجتَه هاجر، وبين يديها ابنهما إسماعيل عليه السلام، وكان لا زال رضيعاً، فتركهما في مكّةَ، وقد كانت خاليةً من الماء، والزرع، ووضع عندهما شيئاً من التمر والماء، وانطلق وهي تُناديه أتتركنا في مكان ليس به أنيس، وتُعيد كلامها وهو لا يُجيب، حتى قالت: أهذا أمر الله؟ فقال إبراهيم: نعم، فقالت لا يُضيعنا الله، فانطلق عليه السلام، فما كان إلّا أن نفذَ الماء، وأصبح ابنها إسماعيل يتلوّى، فخشيت عليه، وسارت تبحث عن ماء، فوصلت إلى جبل الصّفا، فلم تجد شيئاً، فهبطت إلى الوادي، ولم تجد شيئاً، ومنه إلى المروة، واستمرت بينهما سبع مرات، دون أن تجد أحداً، حتى ظهر جبريل عليه السلام، فضرب الأرض بجناحه، حتى خرج الماء، فأنقذها الله تعالى وابنَها إسماعيل من الهلاك.[3]

المراجع

  1. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3322، صحيح.
  2. ↑ عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني (26-7-2017)، "فضل ماء زمزم وحكم استعماله في الطهارة من الحدث أو الخبث"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن الجوزي (1995)، مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الحديث، صفحة 319-323. بتصرّف.
  4. ↑ محمد راتب النابلسي (2005)، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (الطبعة الثانية)، دمشق: دار المكتبي، صفحة 108-109، جزء 2. بتصرّف.