أشعار صباحية
قصيدة صباح للشاعر عادل خميس
يقضُّ المساءُ ضريحَ الحروفِ..
ويلقي بقربيْ..
لفافةَ حُزْنٍ..
بلا رائحةْ..
لفافة حزنٍ..!
لفافة حزنٍ...!!!
كأنَّ مسائي طريقُ الجنوبِ..
يكيلُ النفوسَ..
يكيلُ الجروحَ..
ولا يرعوي أن يحيلَ الشفاهَ قفاراً....
وهيهاتَ..
لم يغفُ عن لوعةٍ سانحةْ...
صباحُ الصفاءِ..
تزمَّلَ تحتَ جفوني السرابُ..
ولا عابرونَ.. يسدّونَ بابَ الرياحِ..
على قبرها
كيف يرنو ضجيجاً..
رفاتُ صباحٍ..
ولمْ يلهُ في عينِها
منذ عامين كحلٌ..
ولا باتَ (حِنّا)
على جارحةْ...
صباحَ الجمالِ..
تثاءبَ بعدَكِ -أمَّ البياضِ- غُبارُ السنين..
على غيظنا..
وارتوتْ من عروقِ الليالي قلوبٌ..
فلا أنَّةٌ في تراتيل فجرٍ..
ولا بسمةٌ لغروبٍ بعيدٍ..
فلم تبق شمسٌ..
لكي تمنَحهْ...
صباحُ الغيابِ..
صباحَ الغيابِ..
متى ما نكأتِ الحنينَ..
فعنّتْ حياةٌ..
وردّدَ من بعدها الطفلُ:
أم
سنبقى ..
نظنُّ..
مجرَّدَ ظنٍّ..
-وإن كان إثماً-
بأنّا نعيشُ..
نعيشُ...
هنيئاً لنا كلُّ هذا المماتِ..
وتبقى صباحٌ..
ستبقى صباحٌ..
-مكلّلةً بالبياضِ-
هي الرابحةْ...
صباح.. حمامة حب لم تشأ السماء أن تمهلها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً كي تحتضنها
قصيدة صباح الخير للشاعر محمد رشيد ناصر ذوق
صباحُ الوردِ يا قمري
وعطرُ المسكِ والعنبرْ
ورغم العمرِ يا عمري
جمالك لمْ يزل يُبهِرْ
وفاتنةٌ، وفي العشرين
بانتْ أختك الأصغرْ
صباح الزهرِ والأنسِ
وبوح القولِ والهمسِ
وشوق اليومِ للأمسِ
وثغرُ حلاوةِ السكر
ففي العينينِ أسرارٌ
وما يغريني أن أُبحِرْ
صباحك وردةُ الصاحي
وخديكِ كتفاحِ
ووجهك كل أفراحي
وأقلامي وأقداحي
سلامكِ نورُ أصباحي
وتصبح خطوتي أكبرْ
فروحي أنت بلسمها
وحسنُ القدِّ والمظهرْ
تُحِسُّ بعطرك الدافئ
فينبتُ وردُها الأحمرْ
صباح النورِ والبخورِ
لهيبٌ غصنك الأخضرْ
وبين الثغر والقلب
وشوق الحرف للكُتُبِ
وعشق الأذن للطربِ
ورسم الحبر والدفترْ
تعالي اليوم زوريني
لعلي بصدرك أصهرْ
وناديني وضميني
إلى عينيك كي أسهرْ
كلؤلؤة من الشرقِ
يهل الصبح من غسقِ
تعالي كنسمة العشقِ
لتمسحي جرحي الأغبرْ
بشعرٍ يعشقُ الكتفينِ
كليلِ الصيفِ لو يسهرْ
فشوقي إليك يكويني
أنا في سِحركِ أسكرْ
ولون الدمعِ في الهدبِ
وصوت الجمرِ في القصبِ
أقلبي مكلل بالحبِّ؟
أم بالشوق؟ لا أذكر
من قصيدة نهض الصباح على فمك للشاعر أيمن اللبدي
نهضَ الصباحُ على فمكْ
واشتقَّ جملتهُ الوحيدةَ
وانتشى
لا ليلَ يفترسُ الجوارْ
لا شوكَ ينتزعُ الجدارْ
لا وحشَ يخترعُ الحصارْ
لا شكَّ يفترشُ السوارْ
فسبا الخيولْ
ونما بهياً في يدكْ
نهضَ الصباحُ على فمك...
نهضَ الصباحُ على فمك
فدعيهِ منتحراً هناكَ إذا ترجَّلَ في الختام
ودعي التماهيَ في الإطارْ
وخذي من العمرِ الفنارْ
مسكونتان بوهجهِ منذُ القيام
شفةَُ الذبيحِ على السؤالِ
وحارةَُ العشقِ معك
نهضَ الصباحُ على فمك...
هل يُتعبُ الشوقُ اللقاءَ إذا ترنَّحَ في الفلكْ؟
وإذا استقرَّ من الغيابِ على الحجاب؟
وإذا تمادى في التوحُّدِ
مثلَ جرحٍ مشتبكْ؟!
من رحلةٍ بينَ النوارسِ كانَ رمشاً في المكاحلِ
واحتمالاً في المراحلِ
إنما كانَ الحكاية
وافتتاحاً في دمكْ
نهضَ الصباحُ على فمك.....
نهضَ الصباحُ على فمكْ
لا تصمتي حذرَ االسفوحِ
ولا تشقّي في المرايا ما استراحت من ظنون
ليسَ الولوجُ سوى لجرحٍِ محترق
فإذا كفرتِ بما تنفَّسَ في الحجابِ
تذكّري أنَّ الجوابَ إذا تمادى
كانَ جزءاً من سؤالٍ مرتبك
نهضَ الصباحُ على فمكْ.....
نهضَ الصباحُ على فمك
يا ساحةَ البحرِالوحيدةِ
منذَُ أن كانت له الشطآنُ غاية
منكِ الوصولُ إليكِ آية
أيُّ شيءٍ نازعك ؟!
ليسَ في النورِ الغواية
فاستريحي ما انتهك
نهضَ الصباحُ على فمك....
نهضَ الصباحُ على فمك
أبقيهِ حيثُ أرادَ مشتعلَ الجنونِ
ومستفزاً للضحك
أشقى من الحبِّ الكسولِ
حجارةٌ في الذاكرة
فاتركيها حاضرة
هي ومضةَُ الحبِّ الفريدِ
وجوقةَُ السحرِ العنيدِ
وباحةَُ الخطوِ الوئيدِ
بما تيسَّرَ من وفاءٍ منهمك
نهضَ الصباحُ على فمك...
قصيدة صباح الخير يا عمري للشاعر صباح الحكيم
صباح الخير يا عمري
صباح النبض في صدري
صباح اللوز والتفاح
وعطرُ ودادنا الفواحْ
ونسماتِ الهوى الصافي
من المحبوب كالإصباح
أتى في ليلِ أحزاني
فأطربني
وأسكرني
وروّاني
نضارة وجهه ألحاني
بصوت الحب ناداني
نداءً.. فاح بالنعناع
وعطراً.. ضاعَ في الأضلاع
فغنى بلبلُ القلبِ
وشدو سار في نبضي
فحنّت كل أوتاري
لطيب الفلِ و الأقداح
ونور الشهد أغراني
فأحياني
بَريقٌ مالَ في صدري
فداعبَ كلَّ أغصاني
بدفء غنائه الشادي..
على قلبي سرت أنواره ألوانْ
أريجٌ ماج بالتحنانْ
فناءت كُلّ أشجاني
وأهداني فنون الحب والإخلاص
فغنى طير أشواقي
ونوّر ليلَ أحداقي
فسارت كل أوردتي
وأمواجي
إلى مرسى
الذي في القلب مسكنهُ
يناغيه
بلحنٍ صبَّ في شفتي
وأنهار ألهنا تنساب كالشلال
فألهبني صدى الموال
في الإصباح والإمساءْ
أنا والله مصلوبةْ
وفي ذاتي
أصلي كل أوقاتي
وأجري فوق خطواتي
وصمت الوجد في صدري
يلازمني
يراود موجه سفني
فيوصلني إلى حدِّ المتاهاتِ
أنا ظمآنة الأفراح
أنا أحيا على الأتراح
أتيتكَ فوق آهاتي
تناديني جراحاتي
فخذني يا حبيب العمر
واغسلني من الأحزان
لأشعر بعد حرماني
بأني مثل عصفورة
ترفرف في فضا الأكوان
ودع شفتيك في شفتي
تبوح الحب
للأزهار
والأشجار
كالخلجان
سأمدح هذا الصباح
- يقول الشاعر محمود درويش:
سَأمْدَحُ هذَا الصَّباحَ الجَديد، سَأَنْسَى اللَّيَالَي، كُلَّ اللِّيَالي
وَأَمشِي إلَى وَرْدَةِ الجَار، أَخْطفُ مِنْهَا طَريقَتَهَا فِي الفَرَحْ
سَأقْطِفُ فَاكهَة الضَّوْء مِنْ شَجرٍ واقفٍ للْجَميعْ
سَأَمْلكُ وَقْتاً لأسْمَعَ لحن الزّفاف على ريشِ هذَا الحمامْ
سلامٌ على كُلِّ شَيْءٍ... شوارعُ كالنَّاس واقفةٌ بَيْن يوْمَيْن
لا تملك الأرْض غَيْرُ الطُّيوْر التي حَلَّقتْ فَوْقَ سَطْح الغناء،
ولا يَمْلك الطَّيْرَ غَيْرُ الفَضَاءِ المُعَلَّقِ فوق أَعَالي الشَّجَرْ
سلامٌ عَلَى نَوْمِ مَنْ يَمْلكُون من الوَقْتِ وَقتاَ لِكَيْ يَقْرأوا.. وسلام على المُتْعبَينْ
أَفي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح القَويَّ تَقُولينَ لِي : سَأَعُودُ إلَى بَيْتِ أْمِّي؟
أَفِي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح تُعِيدينَ قَلْبِي عَلَى طَبَقٍ مِنْ وَرَقْ؟