-

جبل نور

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المعالم الإسلامية وأهميتها

ارتبطت العديد من المعالم بالدعوة الإسلاميّة المباركة التي ابتدأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أسهمت هذه المعالم أيَّما إسهام في احتضان هذه الدعوة، وفي احتضان الرسول الأكرم، وفي احتضان العديد من الأحداث التاريخيّة الإسلاميّة المهمّة، وهي لا تزال إلى يومنا هذا ماثلةً تدلّ على الماضي العريق للأمة الإسلامية، وتعتبر نقاط جذب مهمّة للسياحة الدينية في الدول التي تتواجد فيها.

تمتاز مدينة مكة المكرمة بجبالها المميزة المحيطة بالحرم الشريف؛ حيث كان لهذه الجبال ولغيرها من المعالم الأثر الأكبر تاريخياً سواءً في الجاهلية، أم في الإسلام، ومن بين أبرز المعالم الإسلامية والجبال، وأكثرها تميزاً ذلك الجبل الذي أوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه، فكان مهبط الوحي، وبدايةً لانطلاق دعوة التوحيد في كافة أرجاء العالم، وفيما يلي تفاصيل أوفى عن هذا الجبل.

جبل النور

يبعد جبل النور قرابة عشرة كيلومترات إلى الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام الواقع في مدينة مكة المكرمة، وقد سمّي بهذا الاسم نظراً لكون أنوار نبوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد ظهرت أول ما ظهرت منه؛ ذلك لأنّ هذا الجبل يتضمّن على غار حراء الذي كان الرسول الأعظم يعتكف فيه لفترات طويلة من الزمن، وقد شهد هذا الغار نزول الوحي على قلب الرسول الكريم، وأوّل ما نزل من القرآن كانت آية اقرأ من سورة العلق.

يصل ارتفاع هذا الجبل إلى حوالي ستمئة وخمسين متراً تقريباً، مع وجود بعض المناطق شديدة الانحدار فيه. إلى جانب ذلك يمتاز الجبل بقمته المميزة، حيث تشبه هذه القمة سنام الجمل، ممّا يضفي عليه جمالاً من نوع خاص. هذا وتقدّر مساحة الجبل بحوالي خمسة كيلومترات مربعة تقريباً.

أما مُتعبَّد الرسول - صلى الله عليه وسلم- المعروف بغار حراء فهو فجوة مهمة في الجبل؛ حيث يعتبر هذا الغار المعلم الأهم والأبرز فيه، وهو الذي يستقطب أعداداً كبيرة من الزوار الراغبين في المكوث في البقعة نفسها التي جلس فيها الرسول الأعظم، وفي نفس البقعة التي نزل فيها الوحي بعد انقطاع دام لقرون طويلة.

يتجه باب غار حراء نحو الجهة الشمالية، أما طوله فيصل إلى قرابة أربعة أذرع تقريباً، في حين يقارب عرضه الذراعين، ومن هنا فإنه بإمكان خمسة أشخاص تقريباً التواجد داخله في الوقت ذاته. هذا ويطل غار حراء على الكعبة، كما أنّ الواقف على جبل النور بإمكانه رؤية مختلف الأبنية في مكة المكرمة، فالمنظر من هناك يسلب الألباب من حسنه، وروعته، وبهائه.