-

عالم كيمياء مسلم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

جابر بن حيان

يعدّ جابر بن حيان من أشهر العلماء المسلمين في الكيمياء، وقد ترك خلفه الكثير من المؤلفات والإسهامات العلميّة التي قدّمت الكثير من الفوائد للإنسان، وهو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي، وُلد على الأغلب في مدينة طوس الفارسية عام 721 ميلادي-101 هجري، وكان والده ينتسب إلى قبيلة يمنية تدعى قبيلة الأزد، لكنّه كان يعمل عطاراً في الكوفة، وعندما انضم إلى الدولة العباسيّة أخذ يرتحل من مكان لآخر مع زوجته إلى أنْ استقر في مدينة طوس الفارسيّة التي وُلد فيها العالم الكبير جابر.

نشأة جابر بن حيان

نشأ جابر مع والديه في مدينة طوس وكان شغوفاً بعمل والده في العطارة فعلّمه والده الكثير منها، ولعل هذا أحد أسباب براعة جابر في الكيمياء نظراً لارتباط العلمين معاً، وأتم جابر حفظ القرآن الكريم في التاسعة من العمر.

بعد أنْ تُوفي حيان والد جابر أخذته والدته هو وأخوته للعيش في اليمن عند أهل زوجها، وهناك تعلّم جابر مختلف العلوم، حيث أخذ الرياضيات عن معلّمه حربي الحميري، ثمّ عكف على دراسة كتب خالد بن يزيد الأموي الذي كان أول من تحدّث عن علم الكيمياء.

طلب جابر بن حيان للعلم

بعد أن أصبح جابر شاباً تجّهز ليبدأ رحلته في طلب العلم، وأصرّت والدته على الذهاب معه فأخذها هي وكتبه معه، حيث استقر في البداية في الكوفة، فبدأ بتلقي علم الكيمياء على يد جعفر الصادق، كما أنّه فتح محل عطارة ليستطيع الإنفاق على نفسه، ووالدته، وعلمه.

تزوّج جابر من ذهب وأنجب منها ثلاثة أبناء هم موسى، وعبدالله، وإسماعيل، ثمّ أصّر على فتح معمل يخصه لإجراء تجاربه، وقام بتجارب الأقدمين، واكتشف أنّ الكثير مما نقلته الكتب كان كذباً، وكان يسجل الملاحظات والاستنتاجات باستمرار.

بعد وفاة والدته انتقل جابر للاستقرار في بغداد وهناك طلب منه تلميذ يسمى عز الدين أن يتتلمذ على يديه فرحّب به جابر وعلّمه ما يعرف في الكيمياء، وهناك ذاع صيت جابر.

انتقل جابر بعد ذلك إلى مدينة طوس واستقر، وبنى معملاً خاصاً به وعكف فيه على العمل والقيام بالتجارب، وتوفي جابر بن حيان حوالي عام 814 ميلادي- 194 هجري.

إسهامات جابر بن حيان العلميّة

يعد جابر بن حيان من أعظم علماء القرون الوسطى على الإطلاق، فقد درس مركبات الزئبق، واكتشف أنّ الكبريت والزئبق عنصران مستقلان عن العناصر التي قامت عليها فكرة السيمياء اليونانية القديمة، كما وصف التبخير، والتقطير، والتسامي، والتكليس، والتبلور، وبرع في تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، ومن المواد التي حضرها أكسيد الزرنيخ، وكبريتيد الزئبق، وكبريتيد الحديد الكبريتيك، وملح البارود، وكان أول من اكتشف الصودا الكاوية.

أشار جابر بن حيان إلى أنّ التفاعلات الكيميائيّة تحدث بناءً على نسب معينة من المواد المتفاعلة مع بعضها، كما توصّل إلى زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها، وقسم المواد المعروفة في زمنه إلى: الفلزات كالحديد، واللافلزات، والنحاس فهي مواد قابلة للطرق، بالإضافة إلى مواد روحيّة كالنشادر والكافور.

أهم مؤلفات جابر بن حيان

استطاع جابر بن حيان أن يترك خلفه أكثر من مئة كتاب اثنين وعشرين منها في موضوع الكيمياء، ومن أشهرها كتاب السبعين، وهناك أيضاً كتاب الكيمياء، وكتاب الموازين، وكتاب الزئبق، وكتاب كشف الأسرار، وكتاب السموم، وكتاب الشمس الأكبر، وكتاب القمر الأكبر، وكتاب الأرض، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل، وكتاب خواص أكسير الذهب، وكتاب الحديد، وغيرها من الكتب والمؤلفات.