-

خصائص شعر المتنبي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

المتنبي

أحمدُ بن الحسيْن بن الحسن الملقب بالمتنبي، هو أحدُ أكابر شعراء العرب، وأكثرهم شهرةً وصيتاً، ولد بالكوفة في العراق عامَ تسعمئة وخمسة عشرَ ميلادياً، وتربّى وترعرع فيها قبل أن ينتقلَ إلى بلاط سيف الدولة الحمدانيّ، والذي نال منه الحظوة والمكانة الرفيعة، حيث لقّبه بعظيم شعراء العرب.

كان المتنبي عالماً باللغة العربية، وقواعدها النحوية والصرفية، ينظمُ شعره جزلاً، منمّقاً، عميقَ الفكر، كثيرَ الفهم، ونادرَ الموهبة في ذلك الزمان، حيث يعدّ المتنبي إلى وقتِنا الحاضرِ ملهماً للشعراء، وقد ظهرت موهبته الشعرية في بواكير حياته، عندما نظم أول قصيدة شعرية له وهو في التاسعة من عمره، فاستُبشر فيه، وبحدة ذكائه، وفطنته، وهذا ما جعل منه فيما بعد أسطورةً شعرية يتحاكى بها إلى الآن الشعراء، ومحبّو الشعر.

ربطت علاقة وطيدةٌ بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني أميرِ حلب، حيث وفد عليه في عام ثلاثمئة وستة وثلاثين، وطلب منه أن يمدحه بقصيدة على عادةِ الشعراء، فارتجلَ قصيدةَ مدحٍ جزلة، أعجب بها سيف الدولة جداً، وَمِمَّا زاد في إعجابه ذكاءُ المتنبي، وقدرته الشعريّة على النظم الجزل، المنمّق القوافي، فقرّبه منه، وجعله شاعراً لبلاطه.

أدب المتنبي

استطاع المتنبي بفترةٍ بسيطة التقدمَ على مئات الشعراء في عصره، وهذا ما جعله يختال بنفسه، وينظم قصائد في مدحها، الأمر الذي وصل به إلى نظم أبياتٍ تقدِّمُه فيها على الشخص الممدوح في القصيدةِ نفسِها، مما فتح المجال للحاسدين أن يعبثوا في عقل سيف الدولة الحمداني، وألّبوه عليه، الأمر الذي دعا المتنبي إلى مغادرة بلاط الأمير، وترك حلبَ عائداً إلى الكوفة، وهو يكنّ لسيف الدولة كلَّ الودّ والحب.

نظم أبو الطيب المتنبي ما يزيد عن مئتين وأربعٍ وثمانين قصيدة شعرية، حيث تشمل قصائده أرقى المدحيات، وأعنف الفخريّات التي قيلت في تاريخ الشعر العربيّ، ومن أشهر ما قال المتنبي في مدح نفسه:

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

أنام ملءَ جفوني عن شواردِها

خصائص شعر المتنبي

  • تميز شعر المتنبي بصدقه، وانعكاسه للواقع، فلقد كان شعره مرآة عصره، وصورة جليّة لحياته، فنجد من خلاله شرحاً وافياً عمّا مر به، وما مر من حوله من أحداثٍ، واضطراباتٍ، وحروب، وثورات بوصفٍ دقيق، وأسلوب سلس، وواضح.
  • ذكر في أبيات كثيرة من شعره وصفاً لحياته، وطموحه، وأحلامه، كما تجلى في وصف شجاعته، وحكمته، وفطنته الحادّة، وهذا يبدو واضحاً في كل أبياته الشعرية.
  • تميّز كذلك بجزالة اللفظ، وعمق المعاني الشعريّة، وخصوبة مخيّلته، وقدرته على الوصف الدقيق لكل مايخطر بباله.
  • يعتبر شعرُه سهلاً ممتنعاً، خالياً من التكلف والصناعة، رصيناً، ومنمقاً دون إجهاد وإغراق في الألفاظ، وهذا ما جعل منه بحقّ من أعاظم شعراء العرب على مرّ الزمان.

وفاة المتنبي

كانت وفاة المتنبي على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبة بن يزيد الأسدي الذي هجاه المتنبي وأثقلَ في ذلك، فما كان من فاتك إلا أن يأخذ بثأر خاله من المتنبي، فتقاتل معه عندما لقاه في طريقِ عودته للكوفة مع ابنه، وغلامه، وقتلهم جميعاً، وكان ذلك في عام تسعمئة وخمسة وستين ميلاديّاً.