أسماء وصفات النبي
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وذكر أهل العلم أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقد وُلد -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، ورُوي أن أمّه آمنة بنت وهب لمّا حملت لم تجد ثقلاً، ولما وضعته خرج منها نوراً أضاء ما بين المشرق والمغرب، وقد نشأ -عليه الصلاة والسلام- يتيم الأب والأم، حيث مات والده وأمّه حامل، ولما بلغ السادسة من العمر توفّيت أمّه، فعاش في كنف جدّه، ثم عمّه أبو طالب الذي أكرمه وأحسن إليه، وكانت بعثته لما بلغ الأربعين من عمره.[1]
أسماء النبي عله الصلاة والسلام
ثبتت الكثير من الأسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أغلب هذه الأسماء ليست أعلاماً محضةً، كما هو الحال مع سائر الناس، وإنما هي مشتقّةٌ من نعوتٍ وصفاتٍ قائمةٍ به تدلّ على عظمته وتُوجب مدحه عليه الصلاة والسلام، لا سيّما أن كثرة الاسماء دليلٌ على شرف المسمّى، ومن الجدير بالذكر أن بعض هذه الأسماء عامّة يشاركه فيها غيره من الأنبياء؛ كالشاهد، والنذير، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، وبعضها الآخر خاصٌّ به عليه الصلاة والسلام، ولا يشاركه فيه غيره، وهي التي وردت في الحديث الذي رواه جبير بن مطعم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (لِي خَمْسَةُ أسْماءٍ: أنا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بي الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمِي، وأنا العاقِبُ).[2][3]
بالإضافة إلى المُقَفَّى، وهو الذي قفى من قبله فكان آخرهم، ونبي الملحمة وهو الذي بعثه الله -تعالى- ليجهاد أعداءه جهاداً عظيماً، ومحمد هو الاسم الأشهر للنبي عليه الصلاة والسلام، فقد سمّاه الله -تعالى- به في عدّة مواضع من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)،[4] وسمّاه به في التوراة أيضاً، وأما أحمد فهو مشتقٌّ من الحمد، وهو الاسم الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد سمّاه الله -تعالى- به في الإنجيل على لسان عيسى بن مريم عليه السلام.[3]
صفات النبي عليه الصلاة والسلام الخُلُقية
الصدق
كان الصدق من أبرز صفات النبي عليه الصلاة والسلام، فقد عُرف في مكة قبل البعثة بالصادق الأمين، وعلى الرغم من عداء قريش للإسلام والمسلمين إلا أنهم لم يستطيعوا أن يُنكروا أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- أصدق الناس وأبرّهم، فلما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب عن صفات النبي -عليه الصلاة والسلام- كان من ضمن ما قاله: (هلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بالكَذِبِ قَبْلَ أنْ يَقُولَ ما قَالَ)؟ فقال أبو سفيان: (لَا)، فقال هرقل: (لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الكَذِبَ علَى النَّاسِ، ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ علَى اللهِ)،[5] وحتى ألدّ أعداء النبي -عليه الصلاة والسلام- شهد له بالصدق، فقد رُوي أن المسور بن مخرمة قال لأبي جهل: "يا خال، هل كنتم تتّهمون محمداً بالكذب قبل أن يقول مقالته"؟ فقال أبو جهل: "يا ابن أختي، لقد كان محمد وهو شاب يدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن ليكذب".[6]
الشجاعة
ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في الشجاعة والثبات، وكان خلق الشجاعة من الصفات الفطرية المزروعة في قلبه عليه الصلاة والسلام، فقبل أن يبلغ الخامسة عشر من عمره شارك مع أعمامه في حرب الفجار، وكان يخلو وحيداً في غار حراء وسط الصحراء من غير خوفٍ أو وجلٍ، ولما بُعث بالرسالة، توهّج هذا الخلق العظيم، وتجلّى بنور الوحي من الله تعالى، كيف لا وخطاب الله -تعالى- يتوجّه إليه قائلاً: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّـهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا)،[7] فكان -عليه الصلاة والسلام- لا يتردّد بالصدع في الحق، والوقوف في وجه طغاة مكة على الرغم من كثرة عدد أهل الباطل وعدّتهم، وأما شجاعته في المعارك والحروب فقد كانت بمثابة الدرع الذي يحتمي به أصحابه رضي الله عنهم، فقد رُوي عن علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- أنه قال: (كُنَّا إذا احمرَّ البأسُ، ولَقيَ القومُ القومَ، اتَّقَيْنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[8][9]
الوفاء
لم يُعرف في التاريخ منذ أن خلق الله -تعالى- الأرض ومن عليها رجلٌ يضاهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حسن الخلق، وعِظم الشخصية، والوفاء بالعهود، وكتب السّيَر والتاريخ مليئةٌ بالصور والمواقف التي يتجلّى فيها وفاء النبي عليه الصلاة والسلام، حتى إن العدو شهد له بالوفاء قبل الصدّيق، حيث رُوي أن أحد المشركين ويُدعى مكرز، قال للنبي عليه الصلاة والسلام: "ما عُرفت بالغدر صغيراً ولا كبيراً، بل عُرفت بالبر والوفاء"، ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب: "أيغدر محمد"؟ قال: "لا".[10]
صفات النبي عليه الصلاة والسلام الخَلقية
وصف الصحابة -رضي الله عنهم- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصفاً دقيقاً، حيث ذكروا أنه كان مربوع القامة، أي متوسّط الطول، وأنه أزهر اللون، أي لون بشرته أبيض مشرب بالحمرة، وأنه كان منسرح الشعر، أي إن شعره لم يكن شديد الخشونة، ولا ناعم شديد النعومة كالأعاجم، وإنما مسترسل فيه بعض التكسير، وورد في العديد من الأحاديث أنه كان أحسن الناس وجهاً، ومنها ما رُوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا).[11][12][13]
المراجع
- ↑ "اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 3532، صحيح.
- ^ أ ب الشيخ طه الساكت (22-10-2018)، "أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 144.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سفيان بن حرب، الصفحة أو الرقم: 4553، صحيح.
- ↑ "صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة"، www.ar.islamway.net، 2014-03-08، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 84.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1347، صحيح.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (2010/04/12)، "الشجاعة في حياة رسول الله"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "الوفاء في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.islamweb.net، 2012-7-22، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 3549، صحيح.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "بعض صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخَلْقِية"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019. بتصرّف.