الإسلام خاتم الرسالات السماويّة جميعها، والّذي أُرسل إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله، وقد واجه الإسلام خصوصاً في بدايات الدعوة الكثير من المؤامرات، الّتي دفعت بالمسلمين للدفاع عن دينهم، بالجهاد في سبيل الله.
يحفل التّاريخ الإسلامي منذ بداية الدعوة الإسلامية وحتى وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بعدد كبير من الغزوات، التي أشرف فيها الرسول على الجيوش، رغم أنّ بعضها تمت بلا قتال مع الطرف الآخر. جرت جميع هذه الغزوات في القرن السابع الميلادي لأسبابٍ مختلفة، وتم فيها النزاع مع أطراف تحمل العداء والكره للمسلمين. وقد بلغ عدد غزوات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، سبعاً وعشرين غزوة.
تعريف الغزوة في اللغة، هو " السير إلى قتال العدو "، ومن ضمن هذه الغزوات، تسع غزوات فقط جرى القتال فيها، أما الغزوات الباقية فقد تم فيها تحقيق الأهداف دون أيّ قتال، وقد كانت المدة الزمنية للغزوات، ممتدة عبر ثمانية أعوام، ما بين العام الثاني من الهجرة، إلى العام التاسع من الهجرة، وقد تجمّع أكبر عدد من الغزوات في العام الثاني من الهجرة، حيث خاض المسلمون ثماني غزوات في عامٍ واحد.
تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة ودان، وكانت نتيجتها، عمل معاهدة تحالف بين المسلمين وعمرو بن مخشي الضمري، وهو السيد في قبيلته، وكان نص المعاهدة كالتالي : "هذا كتاب من محمد رسول الله لنبي ضمرة، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله، ما بل بحر صوفة، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه".
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة بواط، وكانت نتيجتها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام وصل إلى بواط من جهة جبل رضوى، ثم عاد للمدينة المنورة، وفي الطريق التقى مع قريش وبني أمية.
حدثت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة العشيرة، وكانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أودع بني مدلج وجميع حلفائهم، وهم من بني ضمرة، في منطقة ذي العشية، وهي مكان بين مكة والمدينة المنورة.
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة هوادي سفوان، وقد كانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام خرج للقاء كرز بن جابر الفهري، بعد أن هجم على مواشٍ تعود لأهل المدينة المنورة، لكن الرسول لم يدركه، ولاذ كرز بالفرار.
حدثت في العام الثاني من الهجرة في منطقة بئر بدر، وقد انتصر فيها المسلمون بعد أن استشهد اثنان وعشرون صحابياً، وقُتل من المشركين سبعون مشركاً، وجُرح سبعون، وتعتبر غزوة بدر الكبرى، تاريخاً فاصلاً في تاريخ المسلمين، حيث علت هيبتهم، وقويت شوكتهم.
تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وانتهت بلا قتال، حيث همّ بنو غطفان وبنو سليم بغزو المدينة، لكنهم بمجرد أن رأوا جموع المسلمين، عادوا من حيث أتوا.
وكانت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وقد تم فيها إبعاد بني قينقاع عن المدينة المنورة، لكثرة شرورهم.
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، ولم تتم فيها مواجهة، وذلك لهروب رجال قريش المبعوثين من أبي سفيان لحرق النخيل في المدينة.
حدثت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، وتراجع بنو ثعلبة وبنو محارب عن غزو المدينة، وإسلام الشخص الذي أراد أن يقتل رسول الله عليه الصلاة والسلام.
تمت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بخسائر فادحة للمسلمين، بعد أن خالف الرماة على الجبل، أوامر النبي عليه الصلاة والسلام، واستطاعت قريش بقيادة خالد بن الوليد، الانتصار.
هذه الغزوة قامت في العام الثالث من الهجرة في منطقة حمراء الأسد بعد يوم أحد بيوم، وخرج المسلمون للإغارة على معسكرات العدو، حتى لا يظنون أن المسلمين ضعفاء.
في العام الرابع من الهجرة قامت هذه الغزوة، وتم فيها إبعاد يهود بني النضير عن المدينة المنورة، بعد أن أرادوا قتل الرسول عليه الصلاة والسلام، والغدر بالمسلمين والكيد لهم، فتم إجلاؤهم عن أرض خيبر.
في العام الرابع من الهجرة تمت هذه الغزوة وانتهت بلا قتال، فبعد أن قرر بنو غطفان وبنو ثعلبة الإغارة على المسلمين، تجهزت جموع المسلمين لقتالهم، فدبت في قلوب المشركين الرعب، وهربوا من المواجهة.
قامت هذه الغزوة في العام الرابع من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، فعندما نزل أبوسفيان بناحية الظهران، خرج الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، فلما علم أبو سفيان بقدوم الرسول، رجع، فرجع الرسول كذلك.
حدثت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، بعد أن وصل لأسماع النبي عليه الصلاة والسلام أنّ المشركين حين كانوا مجتمعين في دومة الجندل، قرروا الإغارة على المسلمين، لكن تبين أنّها مجرد كذبة، ولم يحدث قتال بين المسلمين وغيرهم.
قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، وذلك بعد أن علم الرسول عليه الصلاة والسلام، أنّ بني المصطلق يعدون العدة لمواجهة المسلمين، فذهب لملاقاتهم، وقد انتصر المسلمون على بني المصطلق، ووقع بعضهم في الأسر، وأطلق سراحهم جميعاً.
في العام الخامس الهجري تمت هذه الغزوة بعد أن علم المسلمون أن اليهود يحرضون قريش، والقبائل العربية ضدهم، فحفروا خندقاً حول المدينة المنورة، وفشل الأعداء في حصارهم، وعادوا خائبين إلى ديارهم، دون مواجهة المسلمين بالقتال.
قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري فبعد أن همّ بنو قريظة بغدر معاهدة الصلح بينهم وبين المسلمين، فكلف الرسول عليه الصلاة والسلام رجلاً منهم ليحكم حسب التوراة التي يؤمنون بها، وكان حكمه قتل أربعمئة رجل.
في العام السادس الهجري قامت هذه الغزوة وانتهت بتفرق بني الرجيع، وهروبهم من المواجهة، خوفاً من المسلمين.
في العام السادس الهجري حدثت هذه الغزوة وانتهت بلحاق الرسول عليه الصلاة والسلام خيل غطفان، وقائدها عيينة الفزاري، الذين أغاروا على متاع لرسول الله، وقتلوا رجلاً من المسلمين، فوقعت امرأته في الأسر، ولحقهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
بدأ هذا الصلح في العام السادس الهجري في منطقة الحديبة، وتم فيه عقد معاهدة صلح بين المسلمين وقريش، وقد كان المسلمون تحت قيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقريش بقيادة عمرو بن سهيل القرشي، وكانت مدة الصلح عشر سنوات.
وقعت في العام السابع من الهجرة، وقد أفشل المسلمون بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، مخططات يهود خيبر، في الإغارة على المدينة المنورة، فانتصر المسلمون.
حدثت في العام السابع من الهجرة، وقتل فيها واحد وعشرون شخصاً من اليهود الذين يسكنون القرى.
قام المسلمون بفتح مكة المكرمة، وعفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جميع أهلها، دون أيّة شروط.
وقعت أحداثها في العام الثامن من الهجرة، في وادي حنين، وانتهت بإطلاق سراح جميع الأسرى، دون أي فداء، ومنحهم الكسوة.
حدثت في الطائف، وانتهت بفك الحصار عن أهلها، بعد أن حاصرهم المسلمون شهراً كاملاً، وأشهروا إسلامهم.
وقعت هذه الغزوة في عام العسرة في شهر رمضان المبارك، وكان الجو شديد الحرارة، ولم تتم فيها المواجهة بين المسلمين والروم، وذلك بسبب الرعب الذي أصاب قلوبهم، فتراجعوا عن محاربة المسلمين.