يقيس تحليل السائل المنوي (بالإنجليزية: Semen Analysis) كمية ونوعية السائل المنويّ المُنبعث أثناء القذف، وما يحتويه من حيواناتٍ منويّة. وغالباً ما يستخدم هذا التحليل في تقييم العُقم عند الرجال، كما يتمّ إجراؤه بعد بضعة أشهرٍ من عمليّة قطع الحبل المنويّ (بالإنجليزية: Vasectomy) للرجال، وذلك للتأكد من وجود الحيوانات المنويّة في السائل المنوي، لتحديد فيما إذا كانت الجراحة ناجحة. ويتضمّن تحليل السّائل المنويّ مجموعةً من المعايير؛ وفي هذا المقال بيانٌ لهذه المعايير وقيمها الطبيعيّة.[1]
يتضمّن تحليل السائل المنوي دراسة لحجم، وشكل، ومظهر خلايا الحيوانات المنوية؛ حيثُ يقيّم التحليل بنية الحيوان المنوي. ولتكون النتيجة طبيعيّة فإنّه يجب أن تحتوي العينة على أكثر من 50٪ من الحيوانات المنويّة الطبيعيّة في الحجم والشّكل والطول. وبشكل عامّ، فإنّ زيادة الحيوانات المنوية غير الطبيعية يزيد من احتمالية المعاناة من العقم.[1]
تُعتبر حركة الحيوانات المنوية من المعايير المهمّة للخصوبة؛ وذلك لأن الحيوانات المنوية يجب أن تنتقل لتخصيب البويضة. وتعتبر نتيجة اختبار حركة الحيوانات المنوية طبيعيةً في حال تحرُّك أكثر من 50% من الحيوانات المنويّة بعد ساعةٍ من القذف حركةً جيدة. ويتمّ تقييم حركة الحيوانات المنوية ضمن مقياسٍ يتدرّج من 0 إلى 4؛ حيث إنّ درجة 0 تعني أنّ الحيوانات المنوية لا تتحرك، والنتيجة 3 أو 4 تمثل حركةً جيّدة.[2]
يقيس تحليل السائل المنوي كثافة الحيوانات المنوية في العيّنة، إذ يجب أن يتراوح عدد الحيوانات المنوية في الوضع الطبيعيّ بين 20 -200 مليون.[2]
يُعدّ لون السّائل المنوي واحداً من المعايير التي يتضمنها هذا التّحليل؛ حيثُ يجب أن يكون لونه أبيضاً إلى رماديٍّ، كما يجب أن يكون برّاقاً. ومن الجدير بالذّكر أنّ اللون الأحمر أو البنّي قد يشير إلى وجود دمٍ في العيّنة، في حين أنّ اللون الأصفر قد يشير إلى الإصابة باليرقان أو قد يكون أثراً جانبيّاً لأحد الأدوية.[2]
يمكن أن يؤثّر الرقم الهيدروجيني غير الطبيعي للسائل المنويّ على صحة الحيوانات المنوية وحركتها. ولتحقيق نتيجةٍ طبيعيةٍ؛ يجب أن يكون الرّقم الهيدروجيني للعيّنة بين 7.2-7.8؛ حيثُ إنّ النّتيجة التي تزيد عن 8 تشير إلى أنّ الشخص مُصابٌ بالعدوى، ويمكن أن تشير النتيجة التي تقلّ عن 7 إلى أنّ العينة ملوثةٌ أو أنّ القنوات القاذفة لدى الرجل مسدودة.[2][3]
في الوضع الطبيعي، يجب أن تكون كميّة السائل المنويّ المقذوف 1.5 ميللي لتر على الأقل؛ فإذا كانت كميّة العينة أقل من ذلك، فهذا قد يشير إلى أنّ الحويصلات المنويّة لا تصنع ما يكفي من السائل المنويّ أو أنّ قنواتها مسدودة، كما يُمكن أن تدلّ على مشكلةٍ متعلقةٍ بالبروستات.[3]
يخرج السائل المنويّ الطبيعيّ بقوامٍ سميكٍ بعد القذف مباشرةً. ويقيس زمن التميّع (بالإنجليزية: Liquefaction time) المُدّة التي يستغرقها قبل أن يتحوّل إلى قوامٍ سائل. وفي الوضع الطبيعيّ يجب أن تستغرق تلك العمليّة حوالي 20 دقيقة، فإذا كانت المدّة أطول فهذا يشير إلى وجود مشكلة.[3]
إذا لم يعثر الطبيب على أي حيوانٍ منويٍ في تحليل السائل المنوي، فسيجري على العينة فحص الفركتوز، والذي يتمّ إنتاجه بواسطة الحويصلات المنوية؛ حيث يجب أن يتجاوز تركيز الفركتوز 150 ملليغرام لكل ديسيلتر من السائل المنوي، فقد تشير المستويات المُنخفضة من الفركتوز أو عدم وجوده في العينة على الإطلاق إلى إنسدادٍ ما.[1][3]