قيام الليل وصلاة الوتر
قيام الليل
يعدّ قيام الليل من أفضل العبادات التي تقرّب المؤمن من ربه جل وعلا، فيجزيه ثوابها بخيري الدنيا والآخرة، والقيام لغة مصدر مشتق من الفعل الثلاثي قَامَ، أي وقَفَ ونَهض، وقيام الليل اصطلاحاً يعني قضاؤه كله أو جزءاً منه في عبادة الله جل وعلا.
اختلف الفقهاء في موعد قيام الليل إذا ما كان بعد سنة العشاء أو بعد صلاة المغرب، غير أنّ الإجماع حول وقت انتهائه قبل أذان الفجر بحوالي ربع ساعة، وأنّ أفضل أوقاته يكون في الثلث الأخير من الليل، والثلث الأخير يبدأ قبل الفجر بنحو أربع ساعات إذ ينزل الله جل وعلا إلى السماء الدنيا فيقول: (هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من سائلٍ فيعطى سؤلَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟) [صحيح].
كيفية قيام الليل
يشمل قيام الليل سائر العبادات المشروعة بما لا يقتصر على الصلاة، وعليه فيصحّ القيام للمرأة الحائض دون الصلاة وقراءة القرآن، ولها الأجر لا ينقص في شيئاً، ومن العبادات في القيام ما يأتي:
الصلاة
إذا كان العبد يفوت الصلاة فالأفضل قيام الليل بقضاء الفوائت منها، وإن لم يكن فالصلاة النافلة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أنّها تُؤدى ركعتين ركعتين بينهما تسليمة واحدة، إلا أن يوتر العبد قبل أذان الصبح، مع العلم أنّ النبي لم يزد في قيامه عن إحدى عشرة ركعة، وفي رواية ثلاث عشرة ركعة.
قراءة القرآن الكريم
في حديث ثابت عن النبي أنّه من أدى عشراً لم يكتب من الغافلين، ومن أدى بمئة آية كتبه الله من القانتين، ومن أدى بألف آية كتبه الله من المقنطرين.
ذكر الله تبارك وتعالى
- الحمد : قول الحمد لله ملء السماء وملء الأرض وما بينهما، الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
- التهليل: قول لا إله إلا الله.
- التسبيح: قول سبحان الله العظيم.
- الصلاة على رسول الله وآل بيته الكرام: أحسن ما قيل في الصلاة على الرسول هي الصلاة الإبراهيمية.
- الدعاء: من المعروف أنّ الدعاء عبادة، وأنّ القيام فيه ساعة لا يرد سائلها مهما سأل.
صلاة الوتر
صلاة الوتر هي من النوافل أو الرواتب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي جزء من قيام الليل بطبيعة الحال إذ تأتي بعد سنة العشاء، وعدد ركعاتها فردي أدناها واحدة، ومن المستحب أن يقرأ المسلم في الركعه الأخيرة من صلاة الوتر دعاء الاستفتاح بعد الاعتدال من الركوع، ودعاء الاستفتاح هو: (سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحمدِكَ، وتبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ) [صحيح].
أدعية قيام الليل
- قبل البدء بالصلاة يُقال: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شَمْلِي، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتُصلِحُ بها دِيني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتُزَكِّي بها عملي، وتُبَيِّضُ بها وجهي، وتلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم اجعلنا هاديين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، حَرْباً لأعدائكْ وسِلْماً لأوليائك، نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك مِنْ خَلْقِك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- بعد التسبيح باسم الله العظيم خلال الركوع يُقال: اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعي، بصري ومخي وعظمي وعصبي.
- بعد الاعتدال من الركوع يُقال: ربنا لك الحمدل كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، حمداً كثيراً طيباً مبراكاً جللاً، فيه ملء السماء وملْ الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلّنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، اللهم لك الحمد حتى ترضى وبعد الرضا وإذا رضيت.
- بعد التسبيح باسم الله الأعلى خلال السجود يُقال: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
- بين السجدتين يُقال: اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني.
- بعد التشهد في الركعة الأخيرة من القيام يُقال: اللهم إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم.