قواعد العدد والمعدود
العدد والمعدود
من المعروف أنّ الأخطاء اللغوية ليست بجديدة عند متحدّثي اللغة العربية؛ فقد وجدت في الكتابات القديمة، وعند شعراء العرب، وبعض اللغويين، ولكن ما هو جديد في هذه المسألة أنّ الأمر اتسع وزاد انتشاراً في العصر الحديث، وأخذت هذه الأخطاء تغزو جميع الفنون اللغوية، ومن أبرز هذه الفنون العدد في النحو، فلجأ الكثير من الطلبة والعامة إلى استخدام الأرقام بدلاً من الحروف، لتجنب الوقوع في خطأ كتابته، وسنحاول في هذا المقال توضيح القواعد الصحيحة الخاصة به، وبالمعدود.[1]
العدد في النحو
العدد اسم نكرة يأتي للدلالة على مقدار الأشياء المعدودة وترتيبها، وهو نوعان: العدد الأصلي، والعدد الترتيبي، ولكل واحد منهما أقسامه في التذكير والتأنيث والإعراب والبناء،[2] ويقسم العدد الأصلي إلى أربعة أقسام هي:[3][2]
- الأعداد الفردية: هي الأعداد التي تضم واحد إلى عشرة مفردة، ومائة، وألف، ومليون.
- الأعداد المركبة: هي الأعداد التي ركّبت مع العدد عشرة وتضم واحد إلى تسعة.
- ألفاظ العقود: تضم الأعداد 20 إلى 90.
- الأعداد المعطوفة: هي الأعداد الفردية المدمجة والمعطوفة على ألفاظ العقود وهي واحد إلى تسعة.
قواعد العدد والمعدود
للعدد والمعدود أحكام وقواعد معينة نذكرها كالآتي:
الأعداد المفردة
من أحكام التعامل معها ما يلي:[4][5]
- العددان (1،2) يوافقان المعدود دائماً سواء بالتذكير أو التأنيث، ويعربان نعتاً له، ولا يوجد تمييز بعدهما وهما يتبعانه في الإعراب سواء في الرفع أو النصب أو الجر، مثال: جاء طالبٌ واحدٌ، جاءت طالبةٌ واحدةٌ، والعدد اثنان يتبع المثنى في الإعراب، فنقول: جاء طالبان اثنان، وجاءت طالبتان اثنتان، وقابلت رجلين اثنين، وقابلت امرأتين اثنتين، وسلمت على رجلين اثنين، وسلمت على امرأتين اثنتين.
- الأعداد 3 إلى 10 وما بينهما؛ تخالف هذه الأعداد المعدود دائماً حيث تُذكّر مع المؤنث وتُؤنّث مع المذكر، وتعرب حسب موقعها من الجملة، مثال: حضر أربعة جنود، ودعوت أربعة جنود، ومررت بأربعة جنود؛ فيعرب العدد أربعة في الجملة الأولى فاعلاً مرفوعاً، وفي الثانية مفعولاً به منصوباً، وفي الثالثة مجروراً بالباء.
- العدد 8 له استعمالات خاصة؛ حيث تبقى ياؤه في حالتين: إذا كان مضافاً، مثل: جاء ثمانية أطفال، وجاءت ثماني طالبات، وإذا كان غير مضاف، والمعدود مذكر، مثل: نجح من التلاميذ ثمانية، أمّا إذا كان المعدود مؤنثاً وهو غير مضاف فيعرب إعراب الاسم الناقص حيث تحذف الياء في الرفع والجر وتبقى في النصب، مثل: حضرت من الطالبات ثمانٍ، وسلمت على ثمانٍ، وشاهدت من الطالبات ثمانياً.
- العدد عشرة له حكمان؛ حيث يخالف الاسم المعدود وهو مفرد ويطابقه عندما يكون مركب، مثل: عشرة طلاب، وعشر طالبات، وحضر أحدَ عشرَ رجلاً، وحضرت إحدى عشرَ امرأةً.
- الأعداد مئة، والف، ومليون تُعرب حسب موقعها في الجملة؛ فترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة، مثل: جاء مائة طالب إلى المدرسة، وكرّمت مائة طالب، واحتفيت بمائة معلم.
الأعداد المركبة
سُميت بهذا الاسم لأنها تتألف من جزئين: العدد المفرد مدمج مع العدد عشرة، ويكون إعرابها مبنياً على فتح الجزأين باستثناء العدد اثني عشر (12)، ولها حكمان نوجزهما فيما يلي:[4][5]
- العددان 11،12 يوافقان المعدود دائماً بجزأيهما، والعدد 11 مهما كان موقعه من الجملة يكون دائماً مبنى على فتح الجزأين، مثل: جاء أحد عشر رجلاً، ورأيت أحد عشر رجلاً، ومررت بأحد عشر رجلاً. أمّا العدد 12 فالجزء الأول منه يتبع المثنى في الإعراب؛ حيث يرفع بالألف، وينصب، ويجر بالياء، وتبقى كلمة عشر مبنية على الفتح على نحو: جاء اثنا عشر رجلاً، وشاهدت اثني عشر رجلاً، وسلمت على اثني عشر رجلاً.
- الأعداد 13- 19 وما بينهما تخالف المعدود في جزئه الأول وتطابقه في الجزء الثاني، مثل: نجح أربعة عشرَ طالباً، ونجحت أربع عشرَة طالبةً، وقابلت أربعة عشرَ طالباً وأربع عشرَة طالبةً، وسلمت على أربعة عشرَ طالباً وأربع عشرَة طالبة.
ألفاظ العقود
تلزم حالة واحدة مع المعدود، سواء كان المعدود مذكراً أو مؤنثاً، وتلحق بجمع المذكر السالم في الإعراب؛ حيث ترفع بالواو، وتنصب وتجر بالياء، مثل: جاء عشرون عضواً، وشاهدت عشرين عضواً، وسلّمت على عشرين عضواً.[4][5]
الأعداد المعطوفة
هي الأعداد المفردة المعطوفة على ألفاظ العقود، وهي من 3 إلى 9 مثال: واحد وعشرون، وأربعة وثلاثون، وحكم هذه الأعداد مخالفة المعدود في التذكير والتأنيث، وتعرب حسب موقعها في الجملة. أمّا المعطوف عليه الذي يكون من ألفاظ العقود وهي تضم الأعداد 20 إلى 90 فيكون معطوفاً على العدد المفرد الذي سبقه، ويلحق بحمع المذكر السالم في إعرابه، مثال: في القاعة أربعة وعشرون رجلاً، ودعوت سبعة وثلاثون فرداً، ومررت على تسعة وأربعين طالباً.[4][5]
المعدود في النحو وإعرابه
يسمى أيضاً بتمييز العدد، وهو اسم نكرة يكون دائماً ملازماً للعدد؛ حيث يأتي بعده، ويعرب حسب ألفاظ الأعداد؛ إما منصوباً، أو مجروراً، وله ثلاثة أحكام وهي:[6]
- معدود الأعداد 3 إلى 10 يكون جمعاً مجروراً مثل: رأيت خمسة رجالٍ.
- معدود الأعداد 11 إلى 99 يكون تمييزها مفرداً منصوباً بالفتحة مثال: في الصف ثلاثة وأربعون طالباً.
- معدود المئة ومضاعفاتها يكون مفرداً مجروراً مثال: حضر الحفل ثلاثمائة شابٍ.
كنايات العدد
هناك بعض الكلمات ليست أعداداً، ولكنها تأتي دلالة على معنى العدد، ولهذا سُميت بكنايات العدد، ومنها:[7]
- بضع: كلمة تستخدم لتدل على العدد من 3 إلى 9 وهي تأخذ نفس حكم هذه الأعداد؛ بحيث تخالف المعدود في التذكير والتأنيث، مثل: قرأت بضع روايات.
- كمْ الاستفهامية والخبرية: الفرق بينهما أنّ الاستفهامية تستعمل للسؤال عن عدد يحتاج إلى جواب، ويكون تمييزها مفرداً منصوب، مثل: كمْ مدينة زرت؟ كمْ كتاباً استعرت؟ وإذا دخل عليها حرف جر يجوز جر تمييزها مثل: بكم دينارٍ اشتريت هذا الكتاب؟ أمّا كمْ الخبرية فيُسأل بها عن كثرة العدد، ولا تحتاج إلى جواب، ويكون إعراب تمييزها إمّا مفرداً مجروراً أو جمعاً مجروراً في حالة إضافته بكمْ، أو حرف الجر مِن، مثال: كمْ نقودٍ صرفت، أو كمْ من نقودٍ صرفت؟
- كذا: تستخدم للدلالة على الكثرة، وتأتي بصيغة المفرد، والعطف، والتكرار، والعطف، ويعرب معدودها منصوباً في المفرد والجمع، مثال: حضر المباراة كذا مشاهداً، أو كذا مشاهدين، أو كذا وكذا مشاهدين.
- نيْف: تستخدم للإشارة إلى العدد بين العقدين، على سبيل المثال، بين الأربعين والخمسين، مثال: قرأت نيْفاً وعشرين روايةً.
العدد الترتيبي
يُصاغ من العدد المفرد على وزن فاعل لصيغة المذكر وفاعلة لصيغة المؤنث؛ للدلالة على الترتيب، مثال: رأيت البنت الرابعة والولد السادس، وتُصاغ الأعداد على صيغة فاعل على النحو الآتي:[8][9]
- الأعداد من اثنين إلى عشرة، مثال: (سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم).[10]
- الأعداد المركبة والمعطوفة تُصاغ على صيغة فاعل في جزئها الأول فقط بشرط تطابق الجزأيْن مع المعدود، ويكون إعرابه مبنياً على فتح الجزأين، مثل العدد المركب، ما عدا العددين (11،12) فالجزء الأول فيهما مبني على السكون والجزء الثاني مبني على الفتح، مثال: جاء هذا القول في السطر السابعَ عشرَ من الصفحة الثانية والستين، وحضرت الطالبة الثانيةَ عشرةَ.
- الأعداد على وزن فاعل توافق المعدود في التذكير والتأنيث سواء كانت مفردة أو جمعاً أو عطفاً، مثل: الغرفة الرابعة، والمتسابق الخامس عشر، المركز الثاني والعشرون.
المراجع
- ↑ أ. هنية عريف، أخطاء طلبة اللغة العربية في كتابة العدد - دراسة في ضوء منهج تحليل الأخطاء، الجزائر: جامعة قاصدي مرياح ورقلة ، صفحة 29. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد أبو العباس (1996)، الإعراب الميسر ، القاهرة- مصر: دار الطلائع، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ منصور الأغبري ، العدد أقسامه وإعرابه، صفحة 1-3. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث مصطفى الأزهري (2011)، تيسير قواعد النحو للمبتدئين (الطبعة الثالثة)، مصر: مكتبة العلوم والحكم ، صفحة 273-277. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث الدكتور نديم دعكور (1998)، القواعد التطبيقية في اللغة العربية (الطبعة الثانية )، بيروت - لبنان: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، صفحة 387-393. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة (1973)، ملخَّص قواعد اللغة العربية (الطبعة التاسعة عشرة)، القاهرة - مصر: المكتب العلمي للتأليف والترجمة ، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ فؤاد نعمة (1973)، ملخَّص قواعد اللغة العربية (الطبعة التاسعة عشرة)، القاهرة - مصر: المكتب العلمي للتأليف والترجمة، صفحة 91-92. بتصرّف.
- ↑ الدكتور عبدالله النقراط (2003)، الشامل في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، ليبيا: دار قتيبة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 102. بتصرّف.
- ↑ الدكتور نديم دعكور (1998)، القواعد التطبيقية في اللغة العربية (الطبعة الثانية)، بيروت - لبنان: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، صفحة 396-397. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 22.