زيت الزيتون وفيتامين د طب 21 الشاملة

زيت الزيتون وفيتامين د طب 21 الشاملة

زيت الزيتون

يُعدّ زيت الزيتون الجزءَ الدهنيّ الذي نحصل عليه من عصرِ ثمارِ أشجارِ الزيتون، وهو غنيٌّ بالأحماض الدهنيّة الأحادية غير المشبعة (بالإنجليزية: MUFAs)؛ إذ إنّها تُشكِّل 66.6 غراماً لكل 100 مليلترٍ من الزيت، والتي تُعدّ من الدهون الغذائيّة الصحيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ زيت الزيتون يُعدّ مُكوّناً رئيسيّاً في حمية البحر الأبيض المُتوسّط، وتاريخياً يعود أصله إلى تلك المنطقة، إذ تُشكّل أشجارُ الزيتون المحاصيلَ التقليديّةَ فيها، وفي الحقيقة يُعرف سكان هذه المنطقة بارتفاع مُتوسّط أعمارهم المُتوقّعة، وانخفاض خطر إصابتهم بأمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكتات الدماغية مقارنةً بسكان أمريكا الشمالية وأوروبا الشمالية.[1]

ومن المعروف أنّ زيت الزيتون يُستخدم في الطهي، إذ يمكن إضافته كصلصة للسلطات، أو تغميس الخبز به، أو استعماله للقلي، ويُستخدَم أيضاً في مجالات الطبّ، ومستحضرات التجميل، والصابون، بالإضافة إلى استعماله قديماً كوقودٍ للمصابيح التقليديّة، وتُصنِّف وزارة الزراعة الأمريكية (بالإنجليزية: USDA) زيتَ الزيتون إلى عدة أنواعٍ وفقاً لعوامل النكهة، والرائحة، ودرجة الحموضة، والخُلوِّ من الشوائب، مثل: زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الزيتون المُكرّر، وغيرهما، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنواع الخفيفة من زيت الزيتون تُعالَج بالحرارة والمواد الكيميائيّة لإزالة الشوائب، كما تُخلط مع زيوتٍ أخرى في بعض الأحيان.[1]

علاقة زيت الزيتون بفيتامين د

يظهر من خلال البحث عدم وجود علاقةٍ مباشرةٍ بين زيت الزيتون وفيتامين د؛ إذ إنّ زيت الزيتون لا يُعدّ مصدراً غذائيّاً له،[2] ولكنّ فيتامين د في الوقت ذاته يُعدُّ من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون؛ لذلك فإنّ تناوله مع الأطعمة الدهنيّة كزيت الزيتون يساعد على امتصاصه في مجرى الدم؛ فقد تبيّن بعد 12 ساعةً من تناول فيتامين د مع وجبةٍ غنيّةٍ بالدهون أنّ مستويات فيتامين د في الدم زادت بنسبة 32% وذلك مقارنةً بتناوله مع وجبةٍ خاليةٍ من الدهون بحسب دراسة أُجريت على خمسين شخصاً من كبار السن نُشرت في مجلّة أكاديمية التغذية وعلم التغذية عام 2015،[3] أمّا عن الفرق بين تأثير زيت الزيتون على وجه الخصوص مقارنةً مع أنواع الزيوت الأخرى فقد تبيّن أنّ استهلاك فيتامين د مع الأحماض الدهنيّة الأحاديّة غير المشبعة كالموجودة في زيت الزيتون يرفع من مستوى امتصاصه، كما أنّه كان أفضل من تناول هذا الفيتامين مع زيت السمك، والذي تنخفض فيه قيمة الدهون الأحادية غير المشبعة نسبةً إلى الدهون المتعدّدة غير المشبعة على عكس زيت الزيتون، ولكنّ هذا الاختلاف لم يَكن كبيراً بينهما، وذلك وفقاً لدراسةٍ نُشرت من جامعة تافتس عام 2011،[4][5] ومن المصادر الدهنيّة المُغذيّة الأخرى التي تساعد على امتصاص فيتامين د أيضاً: المُكسّرات، والبذور، والأفوكادو، ومنتجان الألبان كاملة الدسم، والبيض.[6]

وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك دراساتٍ أخرى أظهرت نتائج مُخالفةً لما ذُكر أعلاه، فقد تبيّن أنّ تناول فيتامين د مع غذاءٍ عالٍ جداً بالدهون أدّى إلى تقليل امتصاصه بنسبة 30% في دراسة حيوانية أجريت على الفئران من جامعة تافتس عام 2011 ونشرت في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي،[4] ووُجد أنّ امتصاص جرعةٍ واحدةٍ بمقدار 25000 وحدة دولية من فيتامين د لم يتأثر باختلاف المادة المُستهلكه معه، بل حافظ على الكفاءة نفسها سواءً أُعطي مع حليبٍ كامل الدسم، أو حليب خالي الدسم، أو زيت الذرة، وذلك حسب دراسةٍ بشريّةٍ من جامعة بوسطن عام 2003،[7] كما ظهر ذلك أيضاً بين استهلاك فيتامين د على شكل مسحوقٍ أو تناوله مع الزيت، ومن جانبٍ آخر وُجد أنّ امتصاص فيتامين د كان أفضل على شكل زيتٍ مُقارنةً به إن كان مسحوقاً، ولكن مع ذلك فإنّ الفرق بين مُعدّلات الامتصاص كان ضئيلاً جداً،[4] وعليه يمكن القول إنّ كيفيّة تناول فيتامين د ليست بالأمر المُهمّ، بل الأهمّ هو التركيز على تناول الكميّة الكافية منه للحفاظ على مستوياته المطلوبة.[5]

فيتامين د

يُعدُّ فيتامين د هرموناً ستيرويدياً (بالإنجليزية: Steroid hormone) قابلاً للذوبان في الدهون، ويُمكن تخزينه في الجسم مُدّةً طويلة، ويُصنع من الكوليسترول عندما يتعرّض الجلد لأشعّة الشمس،[8] وعلى الرغم من اعتبار الشمس مصدراً رئيسيّاً وأساسيّاً لفيتامين د، إلّا أنّه يصعب تحديد الكميّة التي يمكن الحصول عليها من هذا الفيتامين عند التعرّض لها، ولذا فإنّ تناول المصادر الغذائيّة لهذا الفيتامين يُعدُّ مهمّاً أيضاً، أمّا في حال المعاناة من نقصٍ في مستوياته فيمكن اللجوء للمُكمّلات الغذائيّة لتعويض هذا النقص،[9] وتجدر الإشارة إلى أنّ فيتامين د يتوفّر في المصادر الغذائيّة على شكلِ نوعين رئيسيَّين، وهما كالآتي:[8]

مصادر فيتامين د

الشمس

يُنتج الجسم فيتامين د عند تعرّض الجلد لأشعّة الشمس المباشرة، كما يمكن أن يوفر الكميّة المطلوبة من فيتامين د عند معظم الناس؛ ويكون ذلك من خلال تعرّض اليدين، والذراعين، والساقين للشمس يومياً، وبشكلٍ مباشرٍ دون تغطيتهم بالملابس أو بواقي الشمس يُعادل عامل الوقاية الشمسيّ فيه 15، وخصوصاً في الوقت ما بين الساعة 11 صباحاً إلى 3 مساءً، من آخر شهر آذار أو أول شهر نيسان إلى نهاية شهر أيلول، ولفترةٍ زمنيّةٍ تختلف من شخصٍ لآخر تِبعاً لوجود عددٍ من العوامل المُؤثّرة في كيفيّة إنتاج فيتامين د، مثل: لون البشرة، ومساحة الجلد المُعرّضة للشمس.[10]

وفي الحقيقة لا يزال مقدار الوقت اللازم لإنتاج الكميّة الكافية من فيتامين د غير معروفٍ، ولكن تشير بعض المصادر إلى أنّ ما يقارب 8 إلى 15 دقيقةً يُعدّ كافياً للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، أمّا ذوو البشرة الداكنة مثل الذين ينحدرون من أصلٍ أفريقيّ، أو من جنوب آسيا، أو منطقة البحر الكاريبي فقد يحتاجون إلى وقتٍ أطول من ذلك لإنتاج الكميّة نفسها من فيتامين د.[10][11]

ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الجسم لا يستطيع تصنيع فيتامين د عند التعرّض لأشعّة الشمس عبر زجاج النافذة؛ لأنّ الأشعّة فوق البنفسجية من النوع ب (بالإنجليزية: UVB) لا يمكنها اختراق الزجاج، وهي التي يحتاجها الجسم في هذه العمليّة، ومن الجدير بالذكر أنّ إنتاج الجسم للكثير من فيتامين د نتيجة التعرّض لأشعّة الشمس لا يُشكّل خطراً، ولكن يجدر الانتباه لحماية الجلد باستعمال الواقيات الشمسيّة أو تغطيته قبل إصابته بالاحمرار أو الحرق؛ إذ إنّ البقاء تحت أشعة الشمس لفترةٍ طويلةٍ دون حمايةٍ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.[10]

الأطعمة

هناك بعض الأطعمة الصحيّة التي تحتوي على فيتامين د، ونذكرها في النقاط الآتية مع بيان كميّة الفيتامين الموجودة في كلٍّ منها:

المكملات الغذائية

تُعدّ المُكمّلات الغذائية أحد مصادر فيتامين د، إذ يحتاج إليها بعض الأشخاص المُعرّضين لخطر انخفاض مستويات فيتامين د؛ والذي قد يكون بسبب نظامهم الغذائيّ، أو نمط حياتهم، أو لأسبابٍ أخرى، ومنهم نذكر ما يأتي:[15]

العوامل المؤثرة في مستويات فيتامين د

هناك عددٌ من العوامل التي تُؤثّر في مستويات فيتامين د للشخص، ونذكرها في النقاط الآتية:[16]

نُوضّح في الجدول الآتي الكمية الغذائية المرجعية (بالإنجليزية: Recommended Dietary Allowances) لفيتامين د في اليوم، علماً بأنّها لا تختلف بين الجنسين، ولا يوجد مقدارٌ خاصٌ للمرأة الحامل أو المرضع:[17]

الفئة العمريّة
الكمية الموصى بها من فيتامين د (وحدة دولية/ اليوم)
12-0 شهر
400
70-1 سنة
600
أكبر من 70 سنة
800

المراجع

  1. ^ أ ب Christian Nordqvist (11-12-2017), "What are the health benefits of olive oil?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-9-2019. Edited.
  2. ↑ " Basic Report: 04053, Oil, olive, salad or cooking", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  3. ↑ Bess Dawson-Hughes, Alice Lichtenstein, Gregory Dolnikowski And Others (2-2015), "Dietary Fat Increases Vitamin D-3 Absorption", Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics, Issue 2, Folder 115, Page 225–230. Edited.
  4. ^ أ ب ت Sathit Niramitmahapanya, Susan Harris and Bess Dawson-Hughescorresponding author (3-8-2011), "Type of Dietary Fat Is Associated with the 25-Hydroxyvitamin D3 Increment in Response to Vitamin D Supplementation", The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, Issue 10, Folder 96, Page 3170–3174. Edited.
  5. ^ أ ب John Cannell (8-11-2011), "Does it matter how you take vitamin D?"، www.vitamindcouncil.org, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  6. ↑ Rachael Link (23-10-2018), "When Is the Best Time to Take Vitamin D? Morning or Night?"، www.healthline.com, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  7. ↑ Vin Tangpricha, Polyxeni Koutkia, Suzanne Rieke And Others (6-2003), "Fortification of orange juice with vitamin D: a novel approach for enhancing vitamin D nutritional health ", The American Journal of Clinical Nutrition, Issue 6, Folder 77, Page 1478–1483. Edited.
  8. ^ أ ب Kris Gunnars (6-3-2019), "Vitamin D 101 — A Detailed Beginner's Guide"، www.healthline.com, Retrieved 10-9-2019. Edited.
  9. ↑ Kathleen Zelman, "Are You Getting Enough Vitamin D?"، www.webmd.com, Retrieved 1-10-2019. Edited.
  10. ^ أ ب ت "How to get vitamin D from sunlight", www.nhs.uk,31-8-2018، Retrieved 11-9-2019. Edited.
  11. ↑ Ansley Hill (17-3-2019), "7 Effective Ways to Increase Your Vitamin D Levels"، www.healthline.com, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  12. ^ أ ب Timothy Huzar (28-2-2019), "What are the best dietary sources of vitamin D?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث Taylor Jones (12-9-2018), "9 Healthy Foods That Are High in Vitamin D"، www.healthline.com, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  14. ↑ " Basic Report: 15111, Fish, swordfish, cooked, dry heat", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  15. ↑ Moira Lawler (24-1-2018), "Do You Need a Vitamin D Supplement? Everything to Know"، www.everydayhealth.com, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  16. ↑ "9 things that can undermine your vitamin D level", www.health.harvard.edu, Retrieved 11-9-2019. Edited.
  17. ↑ "Vitamin D", www.ods.od.nih.gov,7-8-2019، Retrieved 11-9-219. Edited.