في أي يوم نزل القرآن
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المُنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليهدي به عباده وينير طريقهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور وليهديهم إلى صراطه المستقيم الذي فيه صلاح النفس والسكينة والطمأنية، ولكي تكون حياتهم مبنيّة على أُسس وأحكام دينيّة تُنظّم حياتهم لكي لا يقعوا في مغب الظلمات والضلال، وقد حفظ الله تعالى القرآن من التحريف والتبديل؛ لأنّه خاتم الكتب السماوية وباقٍ إلى يوم القيامة كما في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر:9].
يوم نزول القرآن
فكان نزوله في شهر رمضان في ليلة القدر الموافق للثالث والعشرين من شهررمضان المبارك من عام 10 قبل الهجرة بمكة المكرمة كما في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة:185]، حيث كان نزول القرآن الكريم بدايةً جملة واحدة، ثم نزل مفصّلاً وفق الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مكانة شهر رمضان
لشهررمضان المبارك مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، كما الآتي:
- رمضان هو الشهر الذي أُنزل في القرآن الكريم وأيضاً خصّه سبحانه وتعالى بالذكر باسمه مرّة واحدة في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة:185]، أمّا الشهور الأُخرى فقد تمّ ذكرها بشكل إجمالي فتمّت الإشارة إلى عددها وهي اثني عشر شهراً، كما في قوله عَزَّوجَلَّ: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ)[التوبة:18]، كما ألمح لبعض الشهور لكن لم تذكر بالاسم.
- يؤدي المسلمون في رمضان ركناً من أركان الإسلام وهو الصوم فهو شهر العبادة والتقرّب إلى الله تعالى فعلى العبد المسلم اغتنام لياليه بالعبادة، والصلاة، والدعاء، ونهاره بالصيام، والاجتهاد في مرضاة الله والعمل الصالح، ففيه تتصفّد الشياطين وتكون هذه فرصة لتجنّب المعاصي.
مكانة ليلة القدر
لليلة القدر مكانة عظيمة فهي خيرٌ من ألف شهر فإحياء ليلة القدرفيها الكثير من الأجر والثواب كما ورد في قوله تعالى ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:1ـ5]، فيقدّر الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة ما ذلك العام، قال الخليل بن أحمد: (إنّما سمّيت ليلة القدر؛ لأَن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم ففي تلك الليلة تتنزل الملائكة وتمتلئ الأرض بها).