يقال إنّ أول من نطق بالشعر هو سيدنا آدم عليه السلام، وذلك لما ذكره الطبري في تفسيره منقولاً عن علي رضي الله عنه، إنّه لما قتل قابيل أخاه هابيل جزع سيدنا آدم لذلك وأسف على فقدانه،ورثاه بأبيات من الشعر وهي:[1]
تغيرت البلاد ومن عليها
ووجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون
وقل بشاشة الوجه الصبيح
وبدل أهلها أثلُا وخمطًا
بجنات من الفردوس قيح
وجاوزنا عدوًا ليس ينسى
لعين ما يموت فنستريح
قتل قابيل أخاه
فوا أسفاه على الوجه المليح
إنّ بعض العلماء أنكر نسبة هذه الأبيات لسدينا آدم، وذلك لأنّ الأنبياء ممنوعون من الشعر، وممن قال ذلك عبد الله بن عباس رضى الله عنه، والقول الثاني في أول من نطق بالشعر هو ما ذُكر في سيرة ابن هشام من أنّ أول شعر قيل في العرب وجد مكتوباً في حجر في بلاد اليمن، ونسبه ابن اسحاق إلى عمرو بن مضاض الأول،[1] وهذه الأبيات هي:[1]
يا أيها الناس سيروا إن قصدكمو
أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حثوا المطي وارخو من أزمتها
قبل الممتات وفضوا ما تقضونا
كنا أناساً كما كنتم فغيرنا
دهر فأنت كما كنا تكونونا
إنّ أبسط تعريف للشعر هو أنّه كلام ذو معنى مقصود وموزون مقفى، أو يعرّف على أنّه ألفاظ ذات معنى اكتست بحلة من القافية والوزن، ويقول ابن المنظور: (الشعر: منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً)، والشعر عند العرب هو سجل أنسابهم وأحسابهم، ومستودع بلاغتهم وحكمتهم.[2]
من أهم أغراض الشعر الآتي:[3]