من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
الإعجاز في اللغة مشتق من العجز، وأعجزه الشيء بمعنى سبقه، وفاته، والإعجاز اصطلاحاً يعني الشيء الخارق للعادة، والمرتبط بالتحدي، ويقصد بإعجاز القرآن عجز الناس عن الإتيان بمثله، واستخدم القرآن الكريم أنواع مختلفة من الإعجاز، منها: الإعجاز اللغوي، والتشريعي، والعلمي، ويقصد بالإعجاز العلمي إخبار القرآن عن حقائق علمية في هذا الكون الواسع منذ آلاف السنين، وتمكن العلم من اكتشافها في العصر الحديث، وفي هذا المقال سنعرض بعض صور هذا الإعجاز.
أبرز مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
خلق الإنسان
ذكر القرآن مراحل خلق الإنسان في العديد من الآيات، ومن ذلك قوله تعالى ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ) [المؤمنون 11-13]، واكتشف العلماء هذه المراحل حديثاً، وذكرها القرآن منذ زمن طويل:
- خلق آدم من تراب: خلق آدم من مواد موجودة في التراب، واكتشف العلماء بأن جميع العناصر المكوّنة لجسم الإنسان موجودة في التراب، كما أن جسم الإنسان بعد الموت يتحلل ويصبح تراباً.
- النطفة: وهي خليط من الحيوان المنوي عند الرجل، والبويضة عند المرأة، بحيث تصبح نطفة ملقحة (نطفة أمشاج)، وتنمو وتتكاثر لتصبح جنيناً.
- العلقة: تنتج من الانقسامات التي تحدث في البويضة الملقحة، وتكون على شكل علقة، وشكلها يشبه ثمرة التوت، وسميت بهذا الاسم لأنها تتعلق بجدار الرحم؛ لتستمد الغذاء من الأوعية الدموية فيه.
- المضغة: وفيها تظهر براعم الأطراف، وأعضاء الجسم المختلفة، ويحيط بها غطاء مشيمي، وفي نهاية هذه المرحلة تظهر العظام، ثم تكسى العظام باللحم، وبعد ذلك تكون مراحل الخلق قد تمت، ويحتاج الجنين بعدها لبعض الوقت حتى يكتمل نموه.
وجود البرزخ
البرزخ هو حاجز يفصل بين المياه المالحة، والمياه العذبة فلا يختلط أحدهما بالآخر، قال تعالى(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ*بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن:19-20]، واكتشف العلماء ما يسمى بقانون المط السطحي الذي يفصل بين سائلين، ويعتبر هذا الاكتشاف من أعظم المعجزات التي تحدث عنها القرآن الكريم قبل آلاف السنين.
حركة الجبال
اكتشف العلماء بأن الجبال تتحرك حركة بسيطة بشكل دائم كل عام، فهي تتحرك عدة سنتيميترات، وأخبرنا القرآن الكريم عن هذه الظاهرة، وذلك في قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]
القمر المنير
قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا) [الفرقان: 61]، واكتشف العلماء أنّ تراب القمر يعمل كعاكس لضوء الشمس، مما يجعله يظهر بشكل مضيء.
الماء أساس الحياة
قال تعالى (وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ) [ الأنبياء: 30]، يعتبر الماء عنصراً رئيسياً في الطبيعة لا تستطيع أي من الكائنات العيش بدونه، واكتشف العلماء بأن جميع التفاعلات التي تحدث في خلايا جسم الإنسان لا تتم إلا بوجود الماء، حيث إن الجسم يتكون من نسبة كبيرة من المياه، وإذا فقد الإنسان 25% من الماء في جسمه، فإن ذلك يؤدي ذلك إلى موته.
الرضاعة
قال تعالى: ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [ البقرة: 233]، وأثبت العلم الحديث بأن جهاز المناعة عند الطفل لا يكتمل إلا بعد سنتين، وحليب الأم يقويه.
تثبيت الجبال للأرض
قال تعالى ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً*وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) [ النبأ: 6-7] جعل الله سبحانه وتعالى الجبال جذوراً تثبت الأرض، حيث إن ثلثيها يقع داخل الأرض، وثلث واحد فقط يظهر منه على سطح الأرض.