-

فتح جزيرة صقلية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فتح جزيرة صقلية

بدأ فتح جزيرة صقلّية عام 827م، وكانت بداية الفتح في عهد الأمير الأغلبي زيادة الله الأول بن إبراهيم بن الأغلب، وهو ثالث أمراء دولة الأغالبة، وتمّ فتح كامل أراضي الجزيرة عام 875م، وذلك في عهد إبراهيم بن أحمد الثاني،[1] حيث تولّى زيادة الله بن الأغلب أمر غزو صقلّية، وجهز جيشاً عام 827م، وجعل أسد بن الفرات والياً عليه، وانطلق للغزو وقطع دابر الروم.[2]

سبب فتح جزيرة صقلية

يعود سبب فتح جزيرة صقلّية إلى الأفعال التي كان يقوم بها الروم، حيث كانوا يُغيرون على سواحل تونس عبر قواعدهم في جزيرة صقلّية، وكانوا يزعجون المسلمين كثيراً، وقد تسببوا لهم بخسائر فادحة في الأرواح، والأموال، والسبي، وكان المسلمون يردّون على غارات الروم بغاراتٍ شبيهة لهم، وكانوا ينزلون إلى البرّ الصقلّي، ويقتلون، ويأسرون، ويأخذون الغنائم، ولكنّهم لم يفكروا بشأن الإقامة فيها، واكتفوا بتأديب الروم من خلال صدّ غاراتهم.[2]

مُجريات فتح صقلية

استمرت جزيرة صقلّية قرابة ثلاثة قرون تحت الحكم البيزنطي، وشهدت خلال حكمهم الفقر الفكري، والجهل، والجمود الذهني، إضافة إلى تفرّق السكان، حيث كان كبار المُلّاك والتجار يتبادلون المكائد ويبثّون الفتن والمشاكل، وكان هناك رجل يُدعى إيو فيموس أحد الرجال الكبار في المال، وكان على عداء مع حاكم الجزيرة، فاستعان بالأمير الأغلبي الثالث لغزو الجزيرة والتخلص من الحكم البيزنطي، ويُشار إلى تردد الأمير الأغلبي في بداية الأمر، إلّا أنّه قد تمّ تشجيعه من قبل القاضيين :ابن الفرات، وأبو محرز.[3]

وضع زيادة الله ابن الفرات على رأس الغزو، وكان ابن الفرات يتميّز بإخلاصه حيث انتقل هذا الإخلاص وروح التضحية إلى جميع رجال الجيش، ووصلت جموع الجيش إلى ميناء "مزارا" الذي يقع في جنوب الجزيرة، وألقى ابن الفرات فيهم خطبة لم تدعو إلى الحرب والغنائم، وإنّما كانت تدعو إلى الزهد، حيث حثّهم على تقوى الله وتحصيل العلوم، وقال فيها: (فأجهدوا أنفسكم، وأتعبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه، وكاثروا عليه واصبروا على شدّته، فإنّكم تنالون به خيري الدنيا والآخرة...)، فكانت الخطبة تشير إلى أنّ الدنيا تخضع لأهل العلم والدين.[3]

انطلقت الحملة بسبعين سفينة، وعشرة آلاف مُقاتل، وسبعمئة فرس، ورغم ذلك لم يكن الفتح أمراً سهلاً أو سريعاً، واعتمد الغزو على الحصار، وشقّ الجيش طريقه إلى باليرمو Palermo، وقد كانت في مستعمرة فينيقية فاتخذوها عاصمة وجعلوها قاعدة حربية توجهت منها الحملات، وسقطت الجزيرة بشكلٍ تدريجي، وفي العهد الفاطمي تمّ اكتمال فتح جميع أرجاء صقلّية.[3]

جزيرة صقلية

تُعتبر جزيرة صقلّية أكبر الجزر الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، حيث تبلغ مساحة أرضها 25708.22 كيلومتر مربع، وتُعدّ الجزيرة منطقة ذاتية الحكم في إيطاليا، ويقع مضيق ميسينا على الجزء الجنوبي من الجزيرة، ويفصل هذا المضيق الجزيرة عن البرّ الرئيسي في إيطاليا، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي خمسة ملايين نسمة، ويُذكر أنّه عُثر على نقوش تعود إلى 8000 عام في أحد الكهوف في الجزيرة.[4]

المراجع

  1. ↑ "العبيديون الفاطميون في صقلية"، www.islamstory.com، 16-6-2016، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. محمد منير الجنباز (10-10-2017)، "فتح صقلية سنة 212 هـ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "حضارة العرب في صقلية وأثرها في النهضة الأوربية"، www.islamstory.com، 5-6-2011، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "Is Sicily a country?", www.mapsofworld.com,23-3-2018، Retrieved 2-9-2018. Edited.