-

عقوق الوالدين أسبابه وأضراره

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عقوق الوالدين

لو تأمّلت آيات القرآن الكريم لوجدت أنّ في آياتٍ كثيرة ربط الله سبحانه وتعالى عبادته ورضاه عن عبده ببرّ الوالدين ورضاهم، منها ما يقول في كتابه الكريم في سورة الإسراء: "وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيراً"، فالله سبحانه وتعالى نهى المسلم عن عقوق والديه، وأمره بطاعتهما والإحسان إليهما، وعدم عقوقهما إلّا فيما يُغضب الله سبحانه وتعالى.

عقوق الوالدين في الإسلام هو ضدّ البِرّ، وأن يُعقّ المسلم بوالديه يعني أن يسيء إليهما، ولا يحترمهما، ويجرحهما، وقد يذمّهما ويشتمهما، بالإضافة إلى التأفّف في وجههما، ومظاهر كثيرة لا يمكن حصرها في تعريف المعنى الكبير للعقوق والبِرّ. فما هي أسباب العقوق؟ وما هي أضرار وخطورة هذه المعصية؟

أسبابه

  • جهل الإنسان بأهميّة وخطورة هذه المعصية قد تدفعه إلى ارتكابها.
  • سوء تربية الإنسان، فإن لم يُربِّ الوالدين ولدهما على التّقوى، وطاعة الله تعالى ومخشيته، فإنّ هذا سيدفعه إلى عقوقهم دون الخوف من عواقب ذلك.
  • التناقض؛ بمعنى أن يعلّم الوالدان أولادهما ما لا يفعلون، فإنّ هذا سيزيد من عنادهم وعقوقهم.
  • رفقاء السوء؛ فإنّهم مفسدة الأولاد، وعلى الوالدين أن يكونا حريصين على حسن اختيار ولدهم لرفقائه.
  • عقوق الآباء للأجداد؛ فإنّ عقوق الأبناء لآبائهم ما هو إلّا عقابٌ من الله تعالى لمن عقّ والديه؛ فالجزاء من جنس العمل.
  • التّفرقة بين الإخوة وكثرة المشاحنات العائليّة؛ فإنّ هذا سيكون له أثرٌ كبيرٌ في نفسيّة الأبناء، مّما يؤدي إلى عقوق الآباء فيما بعد.
  • تفضيل الراحة على التعب، فقد يجد البعض أنّه من الأسهل عليه أن يضع والديه في دار عناية المسنين، وذلك حتى لا يتعب عليهما ويرتاح منهما.

أضراره

حرّم الله على المسلم هذه المعصية لما لها من آثارٍسلبيّةٍ، وأضرارٍ لا تعود بالنفع عليه، ويمكن تقسيم أضرار عقوق الوالدين إلى قسمين:

أضرار دنيويّة

  • يذلُّ الله العاقّ في الدّنيا ويخزيه.
  • لا ينطق بالشهادتين عند اقتراب الأجل.
  • يكون دعاء والديه عليه مستجاباً.
  • نزول المصائب عليه وكثرتها.
  • يعجّل الله له عقوبته في الدنيا قبل الآخرة.
  • يُطفئ الله نوره، ولا يحبّب فيه خلقه.
  • أولاده سيكنون صورة عنه في كبرهم، وسيفعلون به ما فعله بوالديه.

أضرار في الآخرة

  • لا ينظر الله له يوم القيامة؛ لقول أشرف الخلق والمرسلين: "ثلاثة لا ينظر الله لهم يوم القيامة ولا يزكّيهم: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجلة، والديّوث".
  • لا تُقبل أعماله.
  • يؤخّر الله سبحانه وتعالى دخوله للجنّة لآخر الناس.
  • يعذّبه الله عذاباً شديداً في قبره.