ابتُلي كثيرٌ من العباد بأكل أموال الناس بالباطل، وذلك بطرقٍ ووسائل كثيرةٍ؛ منها ما يكون ظاهراً؛ وهذا هو الأسلوب الأقبح في أكل أموال الناس؛ لما فيه من عدوانٍ صارخٍ وظلمٍ وتجبّرٍ ظاهرٍ عليهم، ومنها ما يكون بالسرّ والخفاء، والحاصل أنّ ظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل يعدّ من كبائر الذنوب وأعظمها، وقد ورد فيه من الوعيد الشيء الكثير، وذلك لما يترتّب عليه من فسادٍ كبيرٍ وشرٍ عظيمٍ وإخلالٍ في أمن المجتمع، ممّا يجعل الناس في حالة خوفٍ دائمٍ وعدم اطمئنانٍ، وقد حرّم الله -سبحانه- الظلم على نفسه مع أنّه القادر عليه، ودعا عباده أيضاً لتركه والابتعاد عنه، وحذّرهم منه كثيراً، كما أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن حُرمة أكل مال الناس بالباطل، فقال في حجّة الوداع: (إنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ).[1][2]
لأكل أموال الناس بالباطل صورٌ عديدةٌ ومظاهر مختلفة، وقد حرّمها الله -عزّ وجلّ- لما يترتب عليها من آثارٍ وعواقب وخيمةٍ، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[3]
جعل الله -تعالى- للناس حقوقاً لا بدّ للإنسان من القيام بها والحرص على أدائها، وقد عظّم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- شأن هذه الحقوق، وبيّن أن وفاءها يوم القيامة يكون بنقص رصيد حسنات من أهدرها، فيجدر بالإنسان أن يعرف هذه الحقوق ويتجنّب إهدارها، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[4]