خلق الإنسان
جعل الله الإنسان من أشرف المخلوقات بالشكل البديع الذي خلقه به، وإنّ الماء الذي خلق منه الإنسان يضمّ حيوانات منوية لا ترى بالعين المجردة وإنّما ترى بالمجهر الدقيق، وحيوان واحد من بين الملايين التي تقذف في الرحم يتكوّن منه هذا الإنسان السميع العاقل البصير فتبارك الله أحسن الخالقين.
أطوار خلق الإنسان
عناصر خلق الإنسان
- الماء: يعد عنصراً أساسياً في خلق الله لكل شيء حيّ، وقد خلق الإنسان من ماء (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) [الفرقان: 54].
- التراب: يعد عنصراً أساسيّاً من عناصر تكوين كلّ إنسان؛ حيث من الترابِ النبات، ومن النبات الغذاء، ومن الغذاء الدم، ومن الدم النطفة، ومن النطفة الجنين.
مراحل خلق الإنسان الأول
* الطين الناتج من مزج الماء والتراب: فالطين مركّب يتألّف منه خلق جسد الإنسان، وقد وصفه الله عز وجل بأنّه طين لازب؛ بمعنى لزج متماسك ولاصق يشد بعضه ببعض.
- الحمأ المسنون: ترك الله عزّ وجل الطين بعد أن مزج التراب والماء حتى صار حمأ مسنون، والحمأ عبارة عن طين أسود متغيّر.
- الصلصال: الصلصال عبارة عن طين يابس له صلصلة؛ أي يصوت من يُبْسه إن ضربه شيء، وهو يشبه الفخار.
- نفخ الروح: بعد أن صوّر الله عزّ وجل الإنسان ثم ّأصبح صلصالاً دبّ الروح فيه.
مراحل خلق الإنسان في بطن أُمِّه
- النطفة: يتكون من ماء المرأة وماء الرجل؛ أي يختلط ماء الرجل بماء المرأة بعد عملية الجماع فيصبح الماءان نطفة واحدة، قال الله تعالى: (خَلَقَ الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) [النحل: 4].
- العلقة: هي قطعة من العلق وهي دم جامد، قال الله تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) [القيامة: 38].
- المضغة: هي قطعة صغيرة من اللحم بقدر ما يمضغ في الفم، والعلقة تمر في مرحلتين؛
- العظام: تتحول قطعة اللحم إلى هيكل عظمي، قال الله تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا) [المؤمنون: 14].
- كساء العظام باللحم: تلتفّ حول العظام العضلات واللحم كأنها كساء.
- الخلق الآخر: بمعنى نفخ الروح، وهذه النفخة تكون بعد مرحلة العلقة، أي خلال الأربعة أشهر.
- المضغة غير المخلقة: تمتد من الأسبوع الثالث إلى الأسبوع الرابع، ولا يوجد أي تمايز لأيّ جهاز أو عضو.
- المضغة المخلقة: تمتد من نهاية الأسبوع الرابع إلى نهاية الشهر الثالث، وتمر بعدد من التغيرات المدهشة والدقيقة، كما تنمو وتتطور الخلايا فيها من أجل أن يكون الإنسان في أحسن تقويم.