-

أشعار عن الوطن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوطن

الوطن كلمة تحمل بطياتها جميع المعاني الجميلة، فهي الأرض التي تحتوينا، هي القلب الذي يجمعنا بداخله فنقدم له الحب والتقدير، هو الحضن الدافئ الذي يحمينا ونربى بعزه، فمهما عبرنا عن الوطن تبقى الكلمات قليلة، لهذا أردنا هنا أن نورد أجمل الأشعار لهذه الأرض الغالية.

أشعار عن الوطن

أحمد شوقي

إذا عظّم البلاد بنوها

أنزلتهم منازل الإجلال

توّجت مهامهم كما توجوها

بكريم من الثناء وغال

ويقول في قصيدة أخرى:

وبلا وطني لقيتك بعد يأس

كأني قد لقيت بك الشبابا

وكل مسافر سيؤوب يوماً

إذا رزق السلامة والإيابا

وكلّ عيش سوف يطوى

وإن طال الزمان به وطابا

كأن القلب بعدهم غريب

إذا عادته ذكرى الأهل ذابا

ولا يبنيك عن خلق الليالي

كمن فقد الأحبة والصّحابا

أكثم ابن صيفي

لي وطن آليت ألا أبيعه

وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمةً

كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبّب أوطان الرجال إليهم

مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرّتهم

عهود الصّبا فيها فحنّوا لذاكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه

لها جسد إن بان غودر هالكا

موطن الإنسان أم فإذا

عقّه الإنسان يوماً عقّ أمّه

خليل مطران

بلادي لا يزال هواك مني

كما كان الهوى قبل الفطام

أقبل منك حيث رمى الأعادي

رغاماً طاهراً دون الرّغام

وأفدي كلّ جلمود فتيت

وهى بقنابل القوم اللئام

لحى اللّه المطامع حيث حلت

فتلك أشدّ آفات السلام

أحمد سالم باعطب

الناس حسّاد المكان العالي

يرمونه بدسائس الأعمال

ولأنت يا وطني العظيم منارة

في راحتيك حضارة الأجيال

لا ينتمي لك من يخون ولاء

إنّ الولاء شهادة الأبطال

يا قبلة التاريخ يا بلد الهدى

أقسمت أنّك مضرب الأمثال

الكاظمي

ومن لم تكن أوطانه مفخراً له

فليس له في موطن المجد مفخر

ومن لم يبن في قومه ناصحاً لهم

فما هو إلا خائن يتستر

ومن كان في أوطانه حامياً لها

فذكراه مسك في الأنام وعنبر

ومن لم يكن من دون أوطانه حمى

فذاك جبان بل أخسّ وأحقر

مصطفى صادق الرافعي

بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير فيمن لا يحبّ بلاده

ولا في حليف الحب إن لم يتيم

ومن تؤوه دار فيجحد فضلها

يكن حيواناً فوقه كل أعجم

ألم تر أنّ الطير إن جاء عشه

فآواه في أكنافه يترنم

وليس من الأوطان من لم يكن لها

فداء وإن أمسى إليهنّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزل

تضيء لهم طراً وكم فيهم عمي

ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها

تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خير فيمن إن أحبّ دياره

أقام ليبكي فوق ربع مهدم

وقد طويت تلك الليالي بأهلها

فمن جهل الأيام فليتعلم

وما يرفع الأوطان إلا رجالها

وهل يترقى الناس إلا بسلم

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم

ومن يتقلب في النعيم شقي به

إذا كان من آخاه غير منعم

القروي

وطن ولكن للغريب وأمة

ملهى الطغاة وملعب الأضداد

يا أمةً أعيت لطول جهادها

أسكون موت أم سكون رقاد

يا موطناً عاث الذئاب بأرضه

عهدي بأنك مربض الآساد

ماذا التمهل في المسير كأننا

نمشي على حسك وشوك قتاد

هل نرتقي يوماً وملء نفوسنا

وجل المسوق وذلة المنقاد

هل نرقى يوماً وحشور رجالنا

ضعف الشيوخ وخفة الأولاد

واهاً لآصفاد الحديد فإننا

من آفة التفريق في أصفاد

إبراهيم المنذر

أنا حرّ هذي البلاد بلادي

أرتجي عزّها لأحيا وأغنم

لست أدعو لثورة أو يزال

لست أدعو لعقد جيش منظّم

لست أدعو إلاّ لخير بلادي فهي

نوري إذا دجى البؤس خيّم

إنّما الخير في المدارس يرجى

فهي للمجد والمفاخر سلّم

وحّدوها وعمّموا العلم فيها

فدواء البلاد علم معمّم

إنّ من يبذل النّقود عظيم

والّذي ينشر المعارف أعظم

لا أباهي بما أنا اليوم فيه

نائباً يجبه الخطوب ويقحم

مصعب تقي الدين

صباح الفقر يا بلدي صباح الدمع والمنفى

صباح الجرح لو يحكي سيغرق أرضنا نزفا

صباح الموت لا تسأل متى أو أين أو كيفا

طيور الموت مرسلة ورأس العبد لا يخفى

وإن الشمس لو تدري لكفت ضوءها خوفا

من الحكام أن يجدوا كفيفا يرفع الكفا

إلى الرحمن يسأله ليرسل جنده صفا

على الحكام قد وعدوا وكل وعودهم سوفا

تعالى سيدي الوالي ونحمده فقد أوفى

أذاب الخوف في دمنا وأسكن روحنا سيفا

أحب الظلم يا بلدي أيهجره وقد ألفا

صباح الهم يا بلدي جراح أصبحت عرفا

يموت الحلم نقبره ونزرع بعده خوفا

عبد الرحيم عجيب

سلمت يا موطن الأمجاد والكرم

يا موطني يارفيـــع القدر والقيم

سلمت حام لهذا الدين ياوطنا

سما به المجد حتى حلّ في القمم

لم تعرف الأرض أغلى منك ياوطنا

مشى عليه النبي الحق بالقدم

يامهبط الوحي ياتاريخ أمتنا

يا مشعل النور للأمصار في الظلم

إليك تهفو قلوب الناس قاطبة

وترتمي فيك حول البيت البيت والحرم

ومنك ياموطني المعطاء إنطلقت

جحافل تنشر الإسلام للأمم

وتحمل الخير للدنيا فتنقذها

من فتنة الكــفر والإلحاد والصنم

علوت ياموطني وازددت مفخرة

كل يرى المجد قد حلاك بالعظم

أنت الذي في قلوب الشعب مسنكه

أنت الذي في قلوب الناس لم ترم

إليك حبي وأشواقي أقدمها

مغروسة فيك قد أسقيتها بدمي

أشعار متفرقة

المجـد والعـزّة القعسـاء والقـسـم

والعشـق والأمـن والعليـاء والنّعـم

يحكي النّدى الزّمن المفتون في وطـن

ويشهـد الحـقّ والتّـاريـخ والقـلـم

بلادنـا النّـور والقـرآن يحضنـهـا

وهكـذا الكعبـة الـغـرّاء والـحـرم

سعـد وعـزّ يليـه الـودّ فـي دعـة

واليسـر يتبعـه الإحسـان والـكـرم

خذ أوّل الحرف وانظر صاح ما نعتت

بكلّ وصـف عـلاه النّسـق والنّظـم

ها قد جمعت حروف الفخر قد هتفت

إنيّ السّعودي الـذي يغتالنـي الألـم

أنا السعودي الذّي مـا انفـكّ تغمـره

صبابـة التّـوق إنـيّ الوالـه السّـدم

آه لشرذمـة الإفـراط كـم سفـكـوا

للأبريـاء دمــاءً ليتـهـم علـمـوا

أنّ الفضيلة رمـز الصفـوّ فـي بلـد

للأمـن منـه إعتلـى أبنـاؤه العمـم

شرع الإله وديـن الرّفـق فـي رأف

عقيـدة للـورى يسمـو بهـا الشّمـم

هـذي القيـادة فيهـا النّهـج سالكـةً

درب الحقيقـة وهـو البيّـن اللّـقـم

ما هزّنـا الحقـد والإيمـان معقلنـا

بل للسّمـوق لقـد غـذّت بنـا القيـم

الله أكبـر قـد ضجّـت حناجـرنـا

وهلّل القلـب والتّبجيـل والعـلـم

عـوت ضلالتهـم، فكـراً تطرّفهـم

قالوا جهاداً فكم عاثوا وكـم زعمـوا

مـن يـزرع الشّـر لا يهنـا ببذرتـه

لا ينفـع البغـي والإفسـاد والنّـقـم

لكنّمـا الأمـر للرحـمـن رحمـتـه

بالمحسنيـن تهـاوت دونهـا اللّـمـم

كم أمّنا الوطـن المعطـاء فـي هبـة

بالمكرمـات فلـم تـرق لهـا الدّيـم

إنّا سواعـد لـلأرض التـي غرسـت

فينـا المبـادئ لا عــيّ ولا ســأم

أولو السّمـوّ ولاة بالتّقـى شمخـوا

و"نايف" الفـذّ ذاك الفيصـل الحـزم

لله قـد نــذروا الأرواح خالـصـةً

والمال ما عاقهـم خطـب ولاعتمـوا

صهيون من فعلوا قـد قالهـا علنـاً

ولـيّ عهـد أميـر ذلـك الشّـهـم

فـي الله إخوتنـا كـم كابـدوا محنـاً

تكافح العنـف فـي صولاتهـم همـم

يوم البـلاء مـن التّمحيـص أنفسهـم

فقد تمخّـض عنهـا الماجـد الهشـم

بواسـل فـي سبيـل الله مـا وهنـوا

ولا استبـدّ بجـأش فيـهـم السّـقـم

هـم الأعـزّة والأوغـاد فـي ضعـة

أعرابي

ذكرت بلادي فاستهلّت مدامي

بشوقي إلى عهد الصّبا المتقادم

حننت إلى أرض بها إخضرّ شاربي

وقطّع عني قبل عقد التمائم