أشعار حكم وأمثال طب 21 الشاملة

أشعار حكم وأمثال طب 21 الشاملة

أشعار حكم وأمثال

تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ تَنَلْ مِن جَميلِ الصَّبرِ حُسنَ العَواقِبِ

وكُنْ صَاحِباً لِلحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ فَما الحِلْمُ إلا خَيرُ خدنٍ وصاَحِبِ

و كُنْ حَافِظاً عَهدَ الصَّديقِ ورَاعِياً تَذُقْ مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشارِبِ

وكُنْ شَاكِراً للَّه فِي كُلِّ نِعمَةٍ يُثِبكَ عَلى النُّعمى جَزِيلَ المَواهِبِ

ومَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فَكُنْ طَالِباً في النَّاسِ أعلى المَرَاتِبِ

فَإنْ تَسألني كَيفَ أنتَ فإنَّني صَبورٌ عَلى رَيبِ الزَّمانِ صَليبُ

حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبةٌ فيَشمُتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ

وفيكَ انطوى العالم الأكبرُ

دَواؤُكَ فيكَ وَما تُشعرُ وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تُبصِرُ

وتَحسَبُ أَنَّكَ جرمٌ صَغيرٌ وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ

وأنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي بأحرُفِهِ يَظهَرُ المُضْمَرُ

النَفسُ تُبكِي عَلى الدُّنيا وقَدْ عَلِمتْ أنَّ السَّلامةَ فيها تَركُ ما فِيها

لا دَارَ للمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسْكُنهـا إلَّا الَّتي كانَ قَبلَ الموتِ بَانِيها

فإنْ بَناها بخِيرٍ طَابَ مَسكنُـها وإنْ بَناها بِشرٍّ خابَ بَانِيها

أينَ الملوكُ الَّتي كَانتْ مُسلطَــنةً حتى سَقَاها بِكأسِ المَوتِ سَاقِيها

أمْوالُنا لذَوي المِيراثِ نَجمَعُها ودُورُنا لخَرابِ الدَّهرِ نَبْنيها

كمْ مِن مدائنَ في الآفَاقِ قَدْ بُنيتْ أمسَتْ خَراباً ودَانى المَوتُ دَانِيها

لكلِّ نَفسٍ وإنْ كانتْ عَلى وَجــلٍ مِنَ المَنِيَّةِ آمـــالٌ تُقوِّيهـــا

المَرءُ يَبسِطُها والدَّهرُ يَقبِضُهــا والنَفسُ تَنشُرُها والمَوتُ يُطوِيها

أجمل الحكم والأشعار

دعـوتُـك للجَفـنِ القريحِ المُسَهَّـدِ لـديَّ ولـلنَّومِ القـليـلِ المُـشــرَّدِ

ومـا ذاكَ بخْـلاً بـالحيـاةِ وإنَّـهـا لأولُ مـبــذولٍ لأولِ مـُجـتـَــدِي

ولكنَّنـي أخـتـارُ مَـوْتَ بني أبي على صَهَوَاتِ الخيـلِ غيرَ مُوسَّـــدِ

فما كلُّ مَنْ شاءَ المعالي ينالـُهَـا ولا كـلُّ سـيَّارٍ إلى المَجْـدِ يَهْتـدي

أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى ولا فَرَسي مُهرٌ ولا رَبُّهُ غُمْرُ

ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ فليْسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ ولا بَحْرُ

وقال أُصَيْحابي الفِرارُ أو الرَّدى فقلتُ هما أمرانِ أحْلاهُما مُرُّ

ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر

وما السَّعادةُ في الدُّنيا سوِى شّبحٍ يُرجى فإنْ صارَ جِسماً مِلهُ البَشرُ

كالنهرِ يرِكضُ نِحو السَّهلِ مُكتَدحاً حتى إذا جَاءَهُ يُبطِي ويَعتَكِرُ

لمْ يَسعد النَاسُ إلا في تَشوُّقِهمْ إلى المنيعِ فإنْ صاروا بِهِ فَتَروا

فإنْ لَقيتَ سَعيداً وهو مُنصَرفٌ عن المنيعِ فقُل في خُلقهِ العِبرُ

الخيرُ في النَاسِ مَصنوعٌ إذا جُبِروا والشَرُّ في النَاسِ لا يَفنى وإِنْ قُبِروا

وأكثرُ النَاسِ آلاتٌ تُحرِكُها أصابِعُ الدَّهرِ يَوماً ثُمَّ تَنكسِرُ

فلا تَقولنَّ هذا عَالِمٌ علمٌ ولا تَقولنَّ ذاكَ السَيدُ الوَقرُ

فأفضَلُ النَاسِ قُطعانٌ يَسيرُ بِها صَوتُ الرُعاةِ ومَن لمْ يَمشِ يَندثرُ

والموتُ في الأرضِ لابنِ الأرضِ خَاتمةٌ و للأثيرِيّ فَهوَ البِدءُ و الظَفرُ

فمَنْ يُعانِقُ في أحلامِهِ سِحراً يَبقى ومَنْ نَامَ كلَّ اللَّيلِ يَندثِرُ

ومَنْ يُلازمْ ترباً حالَ يَقَظتِهِ يُعانقُ التُّربَ حَتى تَخمدَ الزهرُ

فالموتُ كالبحرِ مَنْ خفَّت عَناصِرُهُ يَجتازُهُ و أخو الأثقالِ يَنحَدِرُ

إذَا غَامرْتَ فِي شَرَفٍ مَّرُومِ فَلا تَقنَعْ بمَا دُونَ النُّجومِ

فَطَعْمُ الموتِ فِي أَمرٍ حَقِيرٍ كَطَعْمِ الموتِ فِي أَمرٍ عَظِيمِ

وما قَتَلُ الأحرارِ كالعَفوِ عَنهمُ ومَنْ لكَ بالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدَا

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ

فَيا أَسَفاً أَسِفتُ عَلى شَبابٍ نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ

عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضَّاً كَما يُعرى مِنَ الوَرقِ القَضيبُ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ

نقِّلْ فُؤادكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى ما الحُبُّ إلا للحَبيبِ الأَولِ

كمْ منزل في الأرضِ يَألفهُ الفَتَى وحَنينُه أبداً لأولِ منزلِ

يقول البقاء الرندي في رثاء الأندلس:

لكلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمَّ نُقصانُ فَـلا يُـغَرَّ بِـطِيبِ الْعَيْشِ إِنسانُ

هِـيَ الأمـورُ كَما شاهَدتها دُولٌ مَـنْ سَـرَّهُ زَمـنٌ سَـاءَتْهُ أَزْمَانُ

وهَـذهِ الـدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ ولا يَـدُومُ على حَالٍ لَهَا شَانُ

أجمل ما قيل من حكم وأمثال

إذا ما طمحتُ إلى غايةٍ ركبتُ المُنى, ونَسِيتُ الحذرْ

ولمْ أتَجنَّبْ وعورَ الشِّعابِ ولا كُبَّةَ اللّهَب المستَعِرْ

ومَنْ يَتَهيب صُعودَ الجِبالِ يَعشْ أبَدَ الدَّهر بين الحُفرْ

إنَّ الدَّنانيرَ إنْ وافَيتها نَفَعتْ فاجعلْ رَسولَكَ ما عِشتَ الدَّنانِيرا

الدّهرُ يومان...

الدَّهرُ يَومَان: ذَا أمْنٌ وذَا خَطرُ والعَيشُ عَيشانِ ذَا صَفوٌ وذَا كَدرُ

أما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ وتَستَقِرُّ بأقـصَى قَـاعِهِ الدُّرَرُ

وفي السَماءِ نُجومٌ لا عِدَادَ لها ولَيس يُكسَفُ إلا الشَّمسُ والقَمَرُ

إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن ولمْ تَدرِ فيما الخَطَا والصَّوابُ

فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوى يقودُ النُّفوسَ إلى ما يُعابُ

العِلْمُ مَغرسُ كلِّ فخرٍ فافتَخِر وَاحُذَرْ يَفُوتُك فَخْرُ ذَاكَ المغْرَسِ

واعلم بأنَّ العِلْمِ ليسَ ينالهُ مَنْ هَمُّهُ في مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ

إلا أَخُـــــو العِلْمِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ في حالَتيهِ عَارياً أو مُكـــــتَــــســــــــي

فاجعلْ لنفسِكَ مِنهُ حظاً وافراً واهْجُرْ لَهُ طِيبَ الرُّقَادِ وَعَـــــــبِّسِ

فَلَعَلَّ يَوْماً إنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ كنتَ الرئيسَ وفخرَّ ذاكَ المجلسِ